اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > النجاة من قنبلة مونتباتن

النجاة من قنبلة مونتباتن

نشر في: 3 فبراير, 2010: 05:01 م

الكتاب: من سماء زرقاء صافيةتأليف: تيموثي ناتشبولترجمة: عبد الخالق عليتحتفظ والدتي بمكان خاص في غرفتها العلوية للّورد مونتباتن، في عام 1975 كانت مهمة والدي الأخيرة، كطيار هليكوبتر في البحرية الملكية، هي التحليق برجال ذوي أهمية كبيرة حول البلاد، وكان من بين الركاب المنتظمين الأيرل مونتباتن حاكم بورما – الذي يناديه أصدقاؤه "ديكي" بينما يسميه الامير تشارلس "الجد الفخري" ويخاطبه والدي بلقب " سير".
rnكانت والدتي تكنّ له مشاعر الود لأنه بعد كل رحلة كان يبعث بمذكرة شكر و رسائل مازالت تغطيها الاتربة في الغرفة العلوية تحت السقف. هذا اللطف كان يؤثر فيها كثيرا. تقول والدتي بأنه كان "مدرسة عريقة لكل الصفات التي يحملها "، لكنك تتردد في ان تدعو تيموثي ناتشبول – حفيد مونتباتن – "بالمدرسة العريقة". في كتاب (من سماء زرقاء صافية) ينقل تيموثي بكل صراحة حكايته الحزينة عن البراءة التي فقدها و هو فتى في الرابعة عشرة من عمره في شهر آب/ أغسطس من عام 1979، عندما فجّر الجيش الجمهوري الأيرلندي قنبلة ً في مركب عائلته في ايرلندا – والتي سببت جروحا خطيرة له و لوالديه، و قتلت جده وجدته وتوأمه نيكولاس إضافة الى بول ماكسويل، الفتى الايرلندي اللطيف الذي كان يعمل على المركب -. ذات مرة سأل ماكسويل مونتباتن عن تجاربه في الحرب العالمية الثانية، وعلى الأخص عندما غرقت سفينته (كيلي).. سأل الفتى الرجل العجوز ما اذا كان يشعر بالخوف اثناء المعركة. وجاء الرد بـ "نعم، لكنك ايها اللعين لا تظهر هذا الخوف بينما يظهره ناتشبول"، هذه الصراحة مؤثرة دون ان تثير الاشمئزاز. في التفاصيل المثيرة تظهر علاقة تيموثي بتوأمه " نيكي " على الأخص. لقد كانا آخر طفلين في مجموعة من سبعة أخوة! في فترة الطفولة كانت حتى عائلتهما تضطر للبحث عن خال تحت ذقن تيموثي لكي تميزه عن شقيقه التوأم، ورغم هذا التشابه الكبير في الشكل، كان نيكولاس دوما هو الولد النظيف المهندم السليم الجسم، وكان تيموثي هو القذر الذي كثيرا ما كان خارج البيت. عندما قتل نيكولاس لم يتمكن (تيم) من تأجيج الشعور بأن " التوأم الخطأ " هو الذي مات. ما تبقى من حياة ناتشبول كان محاولة للبحث عن السلام بوجود هذه المأساة العائلية. و نتيجة لعلاقاته كان الشفاء منها مثيرا للإعجاب – من استرجاع صحته في نظر الإعلام العالمي، الى قضاء أيام العطل مع عرّابه، الأمير تشارلس، و مع الملكة – التي كانت بمثابة والدته – في بالمورال، الى حضور المراسيم الدينية في كاتدرائية سنت بول. مع هذا، فإن مذكرات ناتشبول تهتم كثيرا بالرحلات الخاصة، المادية و الروحية. نراه يتردد على ذلك المكان في الساحل الغربي في ايرلندا، حيث كان قد أمضى عطلة صيف ساحرة قبل المأساة، محاولا ان ينسى العلاقات الشخصية و السياسية المعقدة التي قادت الى الهجوم على عائلته. كان نجاحه في مناقشة موضوع الجيش الجمهوري الايرلندي والتفجير، من غير حقد أو كراهية، بمثابة شهادة على نفس كريمة و جذابة. هناك ميزة متعبة و منهكة لاستقصاءاته أثناء محاولته إعادة التواصل مع أحداث وقعت قبل ثلاثين عاما، الاّ ان بعض الحكايات مؤلمة جدا، انه يتذكر دخوله الى محل عصر اليوم الذي سبق انفجار القنبلة، ويتذكر مواجهته لرجل وامرأة بدا عليهما "التوتر" عند رؤيته – انه يعتقد الآن بأن الناس مهتمة بذلك الهجوم، انه لم يذكر الحادثة لأي شخص أبدا، لكنه يسترجعها في ذاكرته طيلة السنوات اللاحقة. عندما عاد الى نفس ذلك المحل عام 2003، كتب في جريدته يقول:" لن أنسى الشخصين اللذين تسمّرا في مكانهما لدى رؤيتي، لقد عرفاني فوراً، لابد من انهما اعتقدا بأني طفل ميت يسير في الطرقات. كان رعبهما – بعد الحادث – فيه الكثير من العطف. من خلال رد الفعل هذا سوف تتصور باني أحد فدائيي القوات الجوية الخاصة. كنت فتى نحيلا في الرابعة عشرة من العمر وذا عينين تشبه عيني الأرنب و صوت غير متقطع، ربما لم يتمكنا من معرفة أي من التوأمين أنا. في اليوم التالي لابد من انهما عرفا بأن أحدنا قد قتل، لكنهما لم يعرفا ان كان هو الفتى المؤدب الخجول الذي أمضى دقيقةً بحضورهما قبل ان ينظر اليهما مبتسما ليقول وداعا و يخرج الى نور الشمس. هذه الحكاية استطاعت ان تنوب عن الكتاب كله، لابد من ان قنبلة مونتباتن تفسّر على انها قضية سياسية، في حينها كانت توصف بكونها اكبر جريمة في تاريخ ايرلندا أو انها ضربة قاضية ضد السياسيين أصحاب النفوذ، او انها نقطة النهاية العلنية للإمبراطورية البريطانية، الا ان ما يعرضه ناتشبول هو حكاية اخرى أصغر من ذلك، انه يحكي قصة ذلك الفتى البريء الذي فقد توأمه في يوم مشرق من أيام أغسطس/آب وبرسالة الحب العلنية هذه، وجد وسيلةً ليقول وداعاً.rnrn rn rnrn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram