الكتاب: جيمس كوك واستكشاف المحيط الهاديتأليف: أدريان كيبلر وروبرت فليكترجمة: هاجر العانيفيليب هور يكتشف ان كتاب [أدريان كيبلر وروبرت فليك] المعنون (جيمس كوك واستكشاف المحيط الهادي) يبحث في قصة كل من مغامرات البحــّـار وتأثيراتها على المستكشـفين والمستكشـَـفات. كان القبطان [جيمس كوك] بمثابة رائد فضاء تنويري يمضي بجرأة الى حيث لم يصل رجل او امرأة من قبل – على الاقل ليس من شعوب نصف الكرة الغربي – وقد غامر [كوك]
rn rn بالوصول الى بقاع تبعد كبعد القمر، وكأن الأمر كما لو انه قد اكتشف كوكباً آخر بكل ما في التعبير من معنى. فالامتداد الواسع للمحيط الهادي وجـُـزُره عبارة عن قارة مائية بحد ذاتها وذات ثقافة إنسانية وفصائل حيوانية أدهشت الأوروبيين الذين كان يتحداهم دليل وجود الكائنات الفضائية، وفي الحقيقة ان فكرة قدوم [كوك] كـإله فكرة آمن بها ولوقت طويل وثنيو الجزر غير المتنورين، ومع ذلك وكما يبين هذا الكتاب المصوَّر بشكل رائع ومجموعة المقالات فـإن الحقيقة اكثر مراوغة واكثر روعة. إنها قصة عالمية أبرزتها دراما محلية – من تلك المستقاة من بدايات [كوك] المتواضعة كصبي بقال شمال يوركشاير الى وفاته القاسية على شاطئ في هاواي – وبين هذين الحدثين جاءت ثلاث رحلات استكشاف بحرية مدهشة عبر المحيط الهادي من الساحل القاري الى شاطئ الجزر كما لو انه يخيط معاً صورة نسيجية جديدة مزدانة بالرسوم من عالم مجهول. وهذا الكتاب الرائع مليء بتلك الحشود كـامتلاء مخزن سفينة الـ (اينديفور).. من عينات التاريخ الطبيعي الخاصة بالسير [جوزيف بانكس] – وهو مالك أراض ٍ ثري ومموِّل للبعثة العلمية – الى المصنوعات اليدوية الخاصة بعلم الأجناس البشرية والتي بدت للغربيين غريبة كغرابة أدواتهم بالنسبة لأبناء البلاد الذين زاروهم – وأحياناً – سلبوهم وقتلوهم، وفي الواقع بالنسبة للهنود في الشواطئ الأمريكية الشمالية الغربية التي أبحر اليها [كوك] في رحلته الختامية فـإن التنويهات الأولى للتكنولوجيات الأعلى من تكنولوجياتهم تكونت من مواد حطام السفينة المتهالكة على شواطئهم، لقد كانت المواد هي التحذير المبكر لما كان سيجلبه [كوك] وأشباهه. وعندما ظهرت أشرعة [كوك] على طول الأفق تراءت لأهالي هاواي كسـُـحـُـب وبدت مدافع السفن كالصوت الهادر لمعبودهم [لونو]، ومع ذلك فـإنهم لم ينظروا الى [كوك] على أنه معبود بل كشخصية تلعب دوراً، فقدوم [كوك] الأول كان قدوماً مبشراً بالخير ومتزامناً مع مـَـقدَم [لونو] المتوقـَع موسمياً، وكانت عودته في غير أوانها على حد سواء.. أي ' لم يعد درع الطقوس يحميه' فقد كان ضحية 'جهله بالبروتوكول'، وباستعادة الأحداث الماضية يبدو مصيره نذير شؤم للمستقبل الذي بشرت به سفينته أيضاً. وفي لوحة (وفاة القبطان جيمس كوك) يقوم رسامها [يوهان زوفاني] (الذي خطط [بانكس] للمجيء به على الرحلة) بتصوير الحدث كنوع من اللوحة الكلاسيكية بوجود قاتل [كوك] وهو من اهالي الجزيرة مرسوم كرام ِ أقراص إغريقي اكثر من كونه مستخدماً لفأس حجرية، وكأن الامر كما لو ان كلاً من الشرق والغرب طالبا بوجوب معاناة شخص كهذا من موت خرافي. والحقيقة كانت ان [كوك] طـُـعن وضــُر ِب حتى الموت والتــُــهـِـمـَـت أجزاء من جسده، وأعيدت بعض عظامه الى سفينته. اما العظام الأخرى فقد احتفظ بها أهل الجزيرة في سلة مكسوة بالريش وكانوا يخرجونها كل عام كرمز لعودة [لونو]، وفي الوقت ذاته في لندن كان الحدث قد أصبح مسرحية إيمائية تم تمثيلها في عمل [فيليب دي لوثر بورغ] بعنوان (تأليه القبطان كوك) والتي فيها يلد المستكشف عالياً على سحابة على يد ملائكة تعزف الأبواق – انه انتصار التنوير حقاً. ومع ذلك وكما ذكر [غريغ ديننغ] اليسوعي الاسترالي الذي تحول الى عالم في علم الإنسان (ذكر) بأن مثل هذه الصدامات غيـَّرت المستكشفين بقدر تغييرها للشعوب من أبناء البلاد الذين من الواضح ان الاحتكاك المهلــِـك قد قضى على أنشودتهم الرعوية الإغريقية، وهذا الكتاب عبارة عن وصية حية للحقيقة القائلة بأننا وبأكثر من طريقة ما نزال مقيـَّـدين الى أساطير بعضنا البعض. عن/ التلغرافrn rnrnrn rnrn rn
نهاية أشرعة كوك في لاهاي
نشر في: 3 فبراير, 2010: 05:05 م