صدر العدد الثاني من مجلة أفاق أدبية الفصلية لعام 2016 الذي يدور حول " السينما العراقية مابعد التغيير، حيث يذكر رئيس تحرير المجلة سلمان داود محمد في كلمته الفصلية، أن هنالك جمهرة من الاسئلة تحشد أمام بوابة السينما العراقية منذ صيحتها الأولى : "
صدر العدد الثاني من مجلة أفاق أدبية الفصلية لعام 2016 الذي يدور حول " السينما العراقية مابعد التغيير، حيث يذكر رئيس تحرير المجلة سلمان داود محمد في كلمته الفصلية، أن هنالك جمهرة من الاسئلة تحشد أمام بوابة السينما العراقية منذ صيحتها الأولى : " أكشن " في مشغلها الفيلمي وإلى آخر صيحة منها : " ستوب " في أروقة فنها السابع.. أسئلة تنقلب في ذلك التراكم السينمائي السحيق وكشف النقاب عمّا آلت إليه الشاشة من أفلام في سنوات ما بعد التغيير في نيسان 2003، فهل استطاع المشاهد (بطبيعته المتخصصة والعامة) أن يعثر على صورة واضحة النهج وعميقة الافكار لسينما عراقية جديدة تواكب مفهوم التجديد (رؤى وتطبيقات) في عراق جديد، أم ظل الأمر السينمائي في البلاد مرتهناً بمحاكاة ما كان قد جرى سابقاً وما يجري الآن؟
وكيف يفسر (المتشائمون) من أصحاب الشأن السينمائي هذا الكم اللافت من الجوائز التي حازتها أفلام عراقية في دول أخرى في الوقت الذي غاب فيه النقد الموضوعي وبرز " التمويل الاجنبي " بوصفه البطل المطلق لأنتاج وترويج وتسويق هذه الافلام كما يقول البعض؟
يشير داود أن "في محور هذا العدد من " آفاق أدبية " نستطيع الاجابات والتفسيرات لهذا الاحتشاد من الاسئلة والظواهر التي تخللتها السينما العراقية عبر تاريخها المعروف والمستجدات الظاهرة عليها في حقبة ما بعد التغيير وإلى يومنا هذا من خلال رؤى وأقلام نخبة مبدعة من المخرجين والنقاد المهتمين بالشأن السينمائي، وستبقى صفحات المجلة مشرعة لأية إضافة أو تعقيب بالضرورة.."
المخرج السينمائي حسين السلمان يقدم دراسة في "الفيلم العراقي .. حركة ومتغيرات"، ويذكر السلمان " إذا لم يكن هنالك خط تصاعدي للفيلم العراقي، سوف يصاب في أحيان كثيرة بحالات من النكوص والاحباط"، ويشير ان "منذ إنطلاق السينما في العراق كعمل انتاجي وكمحاولة لبناء قاعدة تقنية سينمائية كانت محكومة باشتراطات لم تكن مستعدة لها كامل الاستعداد، ففي تأسيس العمل الفني لا يكفي الإندفاع العاطفي والشخصي ولا الرغبة والحب الفني في صناعة تعد من أهم الصناعات العالمية والتي لانمتلك من تمظهراتها الشيء الذي يمكن الاستناد عليه."
كما قدم د. فراس الشاروط دراسة عن " السينما العراقية الجديدة " ذاكراً أن هنالك جنسين لم يحظيا بالاهتمام في عصر الدكتاتورية، أحد هذه الاجناس هو الرواية العراقية والاخر هو السينما العراقية.
ويجب الاعتراف أن أفلام السينما العراقية الجديدة هي أفلام تحمل سمة الجدية خصوصاً عندما تتوج بمضامين فكرية رغم اختلاف مضامينها الاجتماعية التي تتغير بتغير الواقع الاجتماعي العراقي تحت ظروف معقدة وملتبسة، وهذا لا يعني أن أفلام الجيل الجديد من السينمائيين تخلو من مضامين اجتماعية لكنها تختلف بسبب اختلاف تركيبة هذه الافلام فأغلبها لا تعدو أكثر من عمل ابداعي يحتوي على مضمون فكري يحاول المخرج التغلب عليه بالحرفية الشكلية تارة كما في فيلم " غير صالح " أو بجدية الحكاية الميلودرامية كما في " احلام "، لكن هذه الاعمال تكتسب من كونها كانت العمل الأول لمخرج شاب سيكرس جهوده لاحقاً بعمل ثان وثالث تحت نفس الثيمات، شكلية أو ميلودرامية – أو مخرج أجبرته ظروف البلد السابقة على الانزواء أو الهجرة ليعود مع تحولات الوضع الجديد حاملاً معه أحلامه ليصطدم بمعوقات الإنتاج أو ظروف البلد اللا استقرارية.
أيضاً تضمن هذا العدد من مجلة " آفاق أدبية " مجموعة من النصوص الشعرية والسرديات لمواهب شابة، وكذلك لكتاب معروفين.