تعلّمنا منذُ بداية الطريق أن الصحافة مهنة حقيقية ورسالة، وليست تجارة وشعارات تتغيّر وتتبدّل بتغيير الأشخاص والولاءات، هي عقل مفكّر مدبّر له هدف وغاية، وهي صوت يخاطب عقول الرأي العام المسؤول، نقل للاخبار والأحداث ونقد من دون تحيّز شخصي يحترم الحقائق ويرتبط بقانون أخلاقي ولا مكان تتجسّد فيه هذه المفاهيم دون آخر والرياضة بالتأكيد منها.
ما دفعني للكتابة بهذا الاتجاه كثرة المتدخلين ممن يريد تسيير الأمور على هواه ومصلحته الشخصية التي قد تتعارض مع حقائق ينطق بها الزملاء ولا تكون وفق مقاساته المطلوبة، لذلك لاحظنا ونلاحظ يومياً تحميل الصحفي الذي ينقل الحقيقة بنتائجها ومفردات عملها في ميدان الاتحادات الرياضية والأندية والمنتخبات يكون عُرضة للاتهام بعدم الإنصاف لأنه لا يكيل المديح لرئيس الاتحاد والنادي والمؤسسة ولا يقبل تغطية اخفاقاتهم وبطولاتهم الوهمية ولا ينزلق الى درجة خداع الرأي العام كما يريدون وتعليق الخيبة والفشل على شمّاعة لا علاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد، وأول ما يمكن أن يمسّه جرّاء نقل الحقائق وانتقاده الموضوعي المهني هو اتهامه باللاوطنية وتمنّي خسارة المنتخبات والتشمّت بهذا وذاك وربما تتجاوز الاتهامات حدود المعقول فتُحمَّل الصحيفة والوكالة والقناة مسؤولية الإخفاق لأنها أثّرت نفسياً على الفريق وتسببت في هزيمته المنكرة أو إنها محسوبة على جهة مناوِئة للمؤسسة الرياضية وعلى الصحفي أن يكون مدّاحاً بجميع الظروف والأحوال وأن يغضَّ النظر عن التزوير والمحاباة والمحسوبيات لأنها متاحة في زمن المتاح والماشي والأكثر إيلاماً أن يُعاضِد هؤلاء زُملاء المهنة بمؤسساتهم الإعلامية أو صفحات التواصل الاجتماعي فيصل بهم التطاول باتهام زميل لهم بمعاداة لاعب ومدرب ونادٍ مع سيل من النصائح الأخلاقية بحب الوطن وترابه والترفع عن أي نقد، فمجرّد مشاركة رئيس الوفد والمؤسسة ووفده الفاشل في البطولة الفلانية هو غاية ما نريد وكإننا خُلقنا للمشاركة من أجل المشاركة فقط أو أن الإعلامي المحسوب على مؤسسة بعينها من حقه وضع النقاط الحُمر التي لا تُتيح المساس بها من أي زميل آخر بهذه الطريقة والتصوّرات سيكون التماشي مع الرغبات والضغط الهائل الذي يتعرّض له الإعلام التأسيس لثقافة إعلام وصحافة حسب الطلب وهو إخفاق يفوق الاخفاقات الرياضية برمّتها وترك المفسدين والطارئين وأشباه المدربين والإداريين يصولون ويجولون في الساحات الرياضية ويمثلونا أسوأ تمثيل وإلا فإن الصحفي والإعلامي سيكون تحت طائلة التأثير فتصوّروا !
إعلام حسب الطلب !
[post-views]
نشر في: 26 سبتمبر, 2016: 09:01 م