ali.H@almadapaper.net
يريد التحالف الوطني أن يبدأ مرحلة جديدة لـ "قيادة البلاد وحفظ مصالح العباد". وهذا كلامٌ من حقه دون جدال، لكن على التحالف الوطني أن يشرح للعالم ، من كان يقود البلاد خلال الثلاث عشرة سنة الماضية ، وبأي طريقة كانت تراعى مصالح العباد .
في أيام فائقة الخطورة يتذكر قادة التحالف أنهم " الكتلة الأكبر " ، بينما المواطن يتذكر بحسرة ما فقده: الأمن والتسامح وكيف ضاع استقرار العراق بين خطب ملوك الطوائف الذين لايتذكرون الشعب إلا أيام الانتخابات ، بعد ثلاثة عشرعاماً من التغيير يظل حلم ساستنا بإنشاء برلمان " متوازن " ، والإعلان عن تسوية تاريخية بين الكتل السياسية ، يتم بموجبها توزيع الكعكة العراقية بالتراضي .
في انتخابات 2005 وانتهاءً بانتخابات 2014 التي جرى تخطيطها وتصميمها طائفياً، اكتشف الناس ولو متأخرين أن سياسيّي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيري مضحك، وأن مرشحيهم كانوا يُخبّئون دول الجوار تحت ثيابهم، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الوطنية العراقية.
لم يعد للدولة وجود في العراق فهي ممزقة بين كتل سياسية تقود معركة كسر العظم ، وفي الوقت الذي يعيش خمسة ملايين عراقي في خيام التهجير والتشريد ، ينشغل مجلس النواب بالثأر لعفة " قنفته " ، فكيف يمكن ياسادة حفظ مصالح العباد ؟!
على قادة الائتلاف ألّا يواصلوا لعبة الاستمتاع بمصطلحات الجعفري وإعادة تزويقها وتسويقها للناس ، فمهمّتهم اليوم ان يقرأوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين سنّةً وشيعة، عرباً وكرداً، مسلمين ومسيحيين، صابئة وإيزيديين ، على الائتلاف ان يدرك ان مسؤوليته الحقيقية أن يكون ائتلافاً لكل العراقيين وليس ناطقاً باسم طائفة ، والشجاعة تقتضي مواجهة الجميع بالحقائق لا التخفّي تحت أغطية عاطفيّة أو ملابس طائفية سرعان ما نكتشف أنها منتهية الصلاحية.
يقول المؤرخ الماركسي أريك هوبزباوم، إنه لا يمكن فهم خراب الأُمم ، من غير أن نفهم أوهام قادته ، يقصد طبعاً أوهام الزعامة والتفرّد والتسلّط ، اليوم العراقيون لا يحلمون بأكثر من بديهيات العيش الآمن الكريم ، حُرموا أولاً وأخيراً من حقّ بناء دولة مؤسسات . فماذا تنفع التسوية التاريخية ، إذا كنا لانحظى برجال يستحقّون أن يدخلوا التاريخ مرفوعي الهامات؟
يعيش ساستنا ضمن ما يسمّيه علم النفس " فنّ اقتناص الفرص " ما هي الفرصة هي أن تربح دائماً وأبداً وأن تَستغل موقعك السياسي والوظيفي دائماً، وألّا ترحم أحداً.
المواطن هو الأمن والمستقبل في الدول الديمقراطية.. حيث لا يتعلم الشعب الديمقراطية ولا الوطنية من تجمعات طائفية ، وخطب وأناشيد عن نصرة " المذهب " وهتافات "أخذنا وياك للموت."
إذا لم يدرك قادة الائتلاف في هذه اللحظة أن مصلحة البلاد ليست في كيان طائفي ،أو في تمكين أشخاص معيّنين من التحكّم بشؤون العباد ، فإن " تسوياتنا التاريخية " ستنتهي الى باب مسدود .
جميع التعليقات 1
ناظر لطيف
الحقيقة سيدي الكاتب على حسين ان التحالف الوطني قد فشل خلال اكثر من عقد من الزمن وبلدنا العراق من فشل الى فشل والمحصلة لكل شيء هي سالب نحن نتراجع، وان على قادته ان كانوا لا يزالون يحملون في ضمائرهم حب الوطن ان يتخلوا عن العمل السياسي ولكن بعد حل المليشيات