ضرب منتخب الناشئين لكرة القدم موعداً مهماً مع نهائيات كأس العالم 2017 التي ستُجرى في الهند ليكون فارس الكرة العراقي الثاني الذي نستودعه آمال كرتنا ليحقق النتائج المشرّفة بفضل نخبة متميزة من لاعبين اختارهم المدرب قحطان جثير بعناية فكانوا أهلاً لحمل راية العراق والطواف بها في ملعب مدينة غوا أمس الأول الأثنين عقب فوزهم الباهر على منتخب أوزبكستان.
مهمة أولى ناجحة بعد رحلة شاقة بدأت بإعداد فقير شكّل عائقاً فنياً أمام برنامج جثير منذ أشهر عدة بسب تداخل أكثر من استحقاق كروي لمنتخباتنا أولاها اتحاد الكرة الأهمية على حساب مهمتي الناشئين والشباب وهو خطأ ستراتيجي يؤكد إصرار لجنة المنتخبات على أجتراره كل مرة من دون مرعاة الظروف النفسية للاعبي الفئتين.
مع ذلك دائماً ما تأتي النتائج مُدهشة برسم الفخر، ومُنسجمة مع طبيعة العراقي في التغلب على المصاعب ومتطلبات التحضير لهكذا منافسات بخلاف دول كبيرة أنفقت مئات آلاف الدولارات لتحقيق مشاركة مثمرة، وإذا بها تخرج من الدور الأول أو الثاني في أقصى جهودها!
واقعياً، لم يكن المال وحده المشكلة المؤرقة للملاك التدريبي، فالعالم اليوم يتمنى أن يرى لاعبين صغاراً بأعمار 15 و16 عاماً يحتلون مركزاً ضمن الأربعة الأوائل في القارة، هذا مكسب أكثر من مؤثر في برنامج تنشئة الاجيال لا تجود به إلا المدارس الكروية النشيطة والاندية المغامرة في ضمّ عددٍ منهم للعب في دوري الكبار، وأعتقد أن الكابتن جثير وجد أكثر من موهوب جاهز للرعاية على يده والانطلاق به الى رحاب المونديال بشجاعة برغم معاناة البيئة أمنياً وأقتصادياً ونفسياً.
نتمنى أن يواصل منتخب الناشئين رحلة البحث عن المجد في البطولة الآسيوية ولا يتوقف طموحه بضمان وضع قدميه في المونديال، بل المنافسة بقوة على لقب النسخة القارية 17 عندما يواجه غداً الخميس المنتخب الياباني المتمرّس والطموح للتواجد هو الآخر في نهائي البطولة وذلك ليس بالمستحيل على ناشئتنا، فاليابان فازت بصعوبة على الإمارات بهدف جاء في الشوط الأول ضمن ربع النهائي ما يعني إمكانية المواجهة وقلب الطاولة عليه والتحكّم بمجريات اللقاء من دون إهمال مراقبة أهم مفاتيحه تاكيفوسا كوبو (15) عاماً الملقب بـ"ميسي اليابان" والمرشح باللعب في دوري المحترفين ببلاده.
إنجاز الحصول على لقب آسيا لأول مرة لا يقلُّ أهمية من حجز المقعد الثاني في نهائيات كأس العالم، لكونه سيكون أول لقب للعراق طوال مشاركاته الثمان الماضية في بطولات آسيا، وستكون فرصة مهمة للتواجد في لائحة الشرف مع ثلاثة منتخبات عربية فقط سبق أن حصلت على اللقب وهي ( عُمان 1996و2000 ) و( السعودية 1985و 1988 ) و(قطر 1990 ) لكونها الكأس الوحيدة التي لم تضمّها خزائن الألقاب في اتحاد الكرة منذ إنطلاق المسابقة عام 1985.
اتحاد الكرة ينبغي أن يبكّر منذ الآن في وضع سياسة واضحة تتبنّى هذا المنتخب البطل من خلال تحديد أولويات إعداده لبطولة مونديال الهند عام 2017 مستفيداً من تجربة منتخب الناشئين الذي قاده المدرب موفق حسين قبل ثلاثة أعوام حيث لم تتهيأ له الظروف اللازمة قبيل دخوله مونديال الإمارات تشرين الأول 2013 فخرج بخسائر فادحة أمام السويد (1-4) والمكسيك (1-3) ونيجيريا (0-5).
حسناً فعل وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان بإعلانه احتضان منتخب الناشئين وتهيئة سُيل تحضيره للمونديال، فالوزارة مسؤولة عن تذليل معاناة فرقنا لاسيما التي تنتظرها مشاركات خارجية مهمة والناشئون يستحقون أفضل مناهج الدعم، وهم الجيل الحقيقي لبناء مستقبل اللعبة تدريجياً عبر الدورات الآسيوية والأولمبية وصولاً الى مونديال قطر 2022 ، إذ سيبلغ معدل أعمار لاعبي الناشئة آنذاك 22-23 عاماً وهو عُمر مثالي تراهن عليه المنتخبات العالمية لإحداث كُبرى المفاجآت في التصفيات والنهائيات.
منتخب الأمل 2022
[post-views]
نشر في: 27 سبتمبر, 2016: 04:04 م