وجهاً لوجه.. مع مشاكل كركوك
تطوّعت إيما سكاي لتعمل كموظفة مدنية في حكومة سلطة الائتلاف فوجدت نفسها تحكم محافظة كركوك. بعد ذلك أنهت ثلاث جولات من العمل في العراق لغاية الإنسحاب الأميركي عام 2011. حيث عملت كمستشارة سياسية للجنرال أوديرنو والجنرا
وجهاً لوجه.. مع مشاكل كركوك
تطوّعت إيما سكاي لتعمل كموظفة مدنية في حكومة سلطة الائتلاف فوجدت نفسها تحكم محافظة كركوك. بعد ذلك أنهت ثلاث جولات من العمل في العراق لغاية الإنسحاب الأميركي عام 2011. حيث عملت كمستشارة سياسية للجنرال أوديرنو والجنرال بيترايوس. تسرد إيما في هذا الكتاب قصّة الآمال التي توقعها العالم والشعب العراقي وحتى بعض الأميركيين لمستقبل العراق بعد إزاحة نظام صدام، لكن ما حدث على أرض الواقع كان غرقاً في مستنقعٍ من العنف والإرهاب وحرب الآخرين على الأرض العراقية.
تروي في هذه التسجيلات تفاصيل الأحداث الجسام التي رافقت نشوء الدولة العراقية وتشكّلها بعد عام 2003. كيف سارت؟..؟وكيف برزت الأسماء المحلية؟ وكيف اختفت أسماء أخرى؟. ومن هي الأيادي التي كانت توجّه السياسة العراقية وبناء الدولة؟
هذا الكتاب يسرد القصة من الداخل. من مكاتب الجنرالات الأميركيين مرّة ومن مكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مرّة أخرى. ومن اجتماعات السياسيين والشركات التي يفترض بها إعادة اعمار العراق ايضاً.
هو كتابٌ وصفته مجلة نيويوركر الأميركية بأنه "يشرح كيف إنهار كلّ شيء في العراق"، واعتبرته صحيفة الغارديان البريطانية "أداة لا غنى عنها لفهم خلفية هذا الفشل في العراق"، وهو في الأصل "يوميات ممتازة وسريعة الخطى تعتمد كلياً على ذكريات "إيما"، كما قالت مجلة فورين أفيرز الاميركية.
وكانت هناك لوحة تعريفية في الأسفل تشير الى"جنود سكاي!" في هذه المرحلة ظننت أن العقيد فقد الصواب تماماً، أنا أعرف أن الحرب قد تدفع الأشخاص الى فعل بضعة أفعال غريبة، لكني كنت أسير في الممرات وأسمع بعض الجنود يصيحون تعريفاً بأنفسهم "نحن جنود سكاي!" أثناء تأدية التحيّة لي، سرعان ما اكتشفت أن هذه التسمية قد شاعت بأبعد مما أظن. وفي الانترنيت قرأت أن اللواء 173 المحمول جواً، كان قد تأسس بالأصل عام 1917 باعتباره لواءً للمشاة. وقد خدم في جزيرة أوكيناوا حيث تم تفعيله عام 1963 كقوّة جاهزة للتدخل السريع تحت إمرة قيادة المحيط الهادئ للجيش الأميركي. أما المظلّيون التايوانيون فقد أطلقوا على هذا اللواء اسم (تيان بين) أو جنود السماء*، في دلالة على أنهم يكثرون من الهبوط الجماعي بالمظلّات حين جرى نشرهم في فيتنام عام 1965. وفي الحقيقة فإن أسماء 1790 جندياً منهم منقوشة على جدار ذكرى حرب فيتنام في واشنطن.
* مؤلفة الكتاب تشير الى التشابه الظريف بين اسم القوّة القتالية واسمها هي(Sky)- المترجم.
وفي عام 2000، جرت إعادة تفعيل اللواء واتخذ من فيسينزا في ايطاليا مقراً له. وهو يخدم هناك كجزء من القوات الستراتيجية المظلّية المحمولة جواً في أوروبا.
حدثني العقيد مايفيل عن أول شهر أمضاه في العراق. لقد قاد اللواء للهبوط في مدرج باشور( حرير) شمال العراق كي يفتح الجبهة الشمالية. وهي كانت عملية الهبوط الأول في حالة نزاع مسلح التي يجريها الجيش الأميركي منذ الإنزال على بنمــا عام 1989 واعتقال نورييغا.
وفي 10 نيسان، قامت قوات اللواء بالتعاون مع قوات البيشمركة الكردية بالاستيلاء على كركوك من قبضة الجيش العراقي الذي كان يعاني من الانهيار وهرب أكثرية جنوده. وعلى الرغم من أن القوات العراقية كانت تمتلك الموارد والمعدّات التي تسمح لها أن تخوض معركة دفاعية عن كركوك إلّا أنها فضّلت الهزيمة وترك المواقع. وشهدت البُنى التحتية تخريباً واسعاً، لكنهم اختاروا برغم هذا الإنسحاب السريع.
وبعد ذلك بوقت قصير، اندلع قتال داخلي في المدينة، وحدثت حالات من السرقة والنهب. وبحلول يوم 17 نيسان تمكّنت قوات التحالف من إرساء الأوضاع الأمنية وأعادت الهدوء الى شوارع كركوك. ثم عاد النشاط التجاري في القطاع الخاص الى طبيعته المعتادة. أما في القطّاع العام الخدمي، فقد طلبت قوات التحالف من الموظفين العموميين العودة الى مزاولة واجباتهم، ولمّا كان المدراء وكبار الموظفين في العادة هم أعضاء متقدمون في حزب البعث، فقد اختفوا عن الأنظار وتلاشوا، بينما حلّ محلهم مَن ينوبُ عنهم من الموظفين الأقل شأناً، وهؤلاء كانوا أقل ارتباطاً بحزب البعث.
بدأت عجلة الحياة تدور مجدداً في المدينة مع عودة الخدمات العامة، بما في ذلك الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية. ثم وافقت قوات التحالف على استقدام مجموعة من الأكراد(كانوا في العادة موالين لحزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين) كي يتولّوا أهم المناصب في المدينة من أجل المحافظة على البنى التحتية وتشغيلها. لكن عدداً كبيراً من العرب أبدوا امتعاضهم مما اعتبروه (تكريداً) لكركوك، وقرّروا عدم التعاون معهم.وفي يوم 17 أيار قام عدد من المسلحين العرب باستعراض في المدينة ثم أقدموا على مهاجمة القطاعات الكردية فيها. وبعد مواجهات استمرت يوماً واحداً، تدخلت قوات التحالف وتمكنت من إعادة الهدوء وضبط الشوارع، ومع نهاية الشهر، تمكن العقيد مايفيل من تعيين مجلس للمدينة يضم ثلاثين شخصاً.
أجريت مع العقيد مايفيل في مكتبنا المتقاسم في مبنى المحافظة عدداً من الحوارات حول المدينة. كانت مكاتبنا متقابلة، واحدٌ أمام الآخر، وكانت هناك طاولة للاجتماعات. وفي الغرفة كان هناك طقم من الأرائك. وفي الغرفة أيضاً شرفة يمكن أن نطلّ منها على الباحة الخارجية، لكن لم يكن هناك تكييف للهواء فيها. وعلى لوح خشبي، نُقشت أسماء المحافظين الذين تعاقبوا على السلطة في ادارة المدينة. كان مبنى المحافظة قد اتخذ مقراً للقيادة العسكرية وكذلك للإدارة المدنية ومركزاً للمتعاقدين المدنيين والعسكريين، لذلك فقد كان أمر جعل هذه البناية آمنة من الهجمات بالسيارات المفخخة وإطلاق رصاص القناصة أمراً يحتل أولوية عالية. ونشر الجيش الأميركي أطواقاً من الأسلاك الشائكة ونقاط القناصة حول نطاق المبنى ريثما يتم تهيئة الحماية اللازمة. وسرعان ما تم وضع نظام ألكتروني لقراءة بطاقات الدخول لجعل عملية الدخول أسرع وأكثر سلاسة لكل من يستخدم المبنى سواء من العسكريين الأميركيين أو العراقيين الموثوق بهم.
في تلك الأسابيع المبكّرة لي في العراق، كنت أبحث عن مواطن الإبداع وأحاول أن أجعل الأشياء تكون في نصابها الصحيح. وبدا لي أن العقيد مايفيل قد بدأت أساريره تنفرج بوجودي ومضى يعاملني مثل لعبة مُحببة، وأخذ يدللني بالكثير من الشاي والإهتمام. كان مهتماً بخبرتي السابقة عن العمل في الشرق الأوسط وراغباً أيضاً في أن يشاركني تصوراته واستنتاجاته، الأمر راق لي وأحببت أن أجد من يأخذ بنظر الحسبان آرائي، خاصة أنني كنت أعاني من إهمال رؤسائي المدنيين في بغداد.
وعندما يصدف ألّا نكون في المكتب، فقد كنا نمضي الوقت في جولات حول القرى والبلدات التابعة للمحافظة. ونلتقي بجنود الفرقة القتالية في مواقع العمليات المتقدمة. كما كنّا نتواصل مع مختلف قادة المجتمع.
كنّا نتحرك،أنا والعقيد مايفيل بعربته المصفحة ذات الدفع الرباعي، وكانت شاحنة من نوع شيفروليت ونشغل المقعد الخلفي لها. وبينما نقطع المسافات ،كانت عربتان من نوع هامفي تابعتان للشرطة العسكرية تقطعان الطريق معنا بكل الاتجاهات، واحدة خلفنا والأخرى أمامنا في العادة. وعادة ما يخرج الجنود في العربتين الأسلحة وهي مصوّبة الى أي شيء قد يبدو يُمثل تهديداً لنا. بالنسبة لي فقد كانت طريقة غير مألوفة تماماً للتنقّل، لقد كان مظهرنا يبدو وكأنناً متطفلين جداً على المكان، وإننا مثل قوّة محتلة على هذه الأرض، وهذا ما كنّا عليه في واقع الأمر جيشاً للاحتلال.
وخلال هذه الرحلات، كنا نتبادل الأحاديث بلا انقطاع، كنت أمثّل للعقيد مايفيل أقرب تماس مع الشرق الأوسط حظي به في حياته. وكان عازماً على أن يتعلم كل شي، لقد كان بحاجة الى وجهة نظر من خارج الصندوق كي تفتح له آفاقاً أخرى لفهم الحقائق على الأرض. صحيح انني كنت أعرف القليل عن العراق، لكني سبق وأن أمضيت عقداً من الزمن في الشرق الأوسط، ولديَّ معرفة في الواقع الثقافي والاجتماعي للمنطقة الأكثر سعة التي ينتمي لها العراق.
وللمسافات الأبعد، كنا ننتقل بالطائرة المروحية، التي تطير في العادة وأبوابها مفتوحة، وتبرز منها المدافع الرشاشة التي تمسح الأرض تحسباً لأي تهديد محتمل. في العادة كنّا نتنقل باستخدام مروحيتين. في البداية أخذني العجب من استخدام هذا التكنيك البدائي لتأمين الطيران، نحلّق بارتفاعات منخفضة جداً ثم نضطر للتسلق بسرعة تفادياً لأسلاك الأبراج الكهربائية. كان ذلك من أجل تفادي فرصة تعرّضنا للإصابة بمقذوفات أو صواريخ المورتر. كنّا نتفادى المرور فوق القرى، لكن كان من الصعب أن نخفي صوت الطائرات المروحية العالي جداً والذي يكون مسموعاً من مسافات بعيدة، خاصة بالنسبة لؤلئك الذين يعملون في الحقول. وسرعان ما تعلّمت أن أتفادى الجلوس في"مقعد الإعصار" وهو المقعد الخلفي على اليمين الذي يكون معرضاً للفح الهواء، ويترك صاحبه بفم ووجنات تعرضت بشدّة لصفعات الهواء.
سرعان ما اكتشفت أن ماضي كركوك كان قد شهد نزاعات واسعة على تبعيتها. وكيف أن هذه النزاعات التاريخية ستنعكس بالفعل على مستقبلها وحالها الراهن. تقديرياً كان هناك في الواقع ما يقرب من نصف مليون إنسان يسكنون أحياءها، معظمهم من الأكراد ومعهم أيضاً من التركمان، كانوا قد تعرضوا الى التهجير من المدينة فيما عُرف بخطة حزب البعث لـ"تعريب" المدينة. وتم إعادة تسمية المحافظة باسم(التأميم)، وجرى كذلك إعادة رسم حدودها الادارية وفقاً لهدف استقطاع القرى والبلدات الكردية عنها. كما جرى ترحيل عشرات الآلاف من العرب الشيعة ليسكنوا فيها، معظمهم تم جلبهم من الجنوب. وقد جرى منح هؤلاء حوافز للسكن فيها. كان الهدف الواضح لنظام البعث هو الابقاء على المحافظة - ومعها طبعاً البترول المتوفر فيها - تحت القبضة القوية لسيطرة الحكومة المركزية.
كان صدام قد أطلق في ما سبق حملة (الأنفال)، وتعني غنائم الحرب، ضمن عمليات عسكرية استهدفت الأكراد وجرى فيها استخدام السلاح الكيمياوي في بعض مراحلها، كما حدث مع بلدة (حلبجة) عام 1988، حيث قضى الآلاف فيها موتاً جراء الغازات الكيمياوية. وبعد ان غزا صدام الكويت عام 1990، شهد العراق تظاهرات واسعة، لكن النظام قمعها، واستعادت القوات العراقية السيطرة على كركوك بالقوّة. ثم تم تأسيس منطقة حظر الطيران الشمالية والجنوبية، الأمر الذي سمح بتطوير المحافظات الشمالية في دهوك وأربيل والسليمانية تحت اشراف حكومة مكونة بشكل أساسي من الحزبين الكرديين، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
حثثنا المسير في الأراضي ما خلف شعلة الحقول النفطية في كركوك وتعمّقنا في المناطق غير المأهولة. كان العقيد يرتبط بعلاقة قوية مع هذين الشخصين، حيث رافقاه منذ الأيام الأولى للسيطرة العسكرية على كركوك انطلاقاً من المناطق الكردية، لكن هذه الجولة لم تكن مجرد جولة عسكرية في الميدان معهما، انما كان الهدف منها استكشاف آثار السياسة التي انتهجها النظام السابق تجاه الأكراد. وفي مكان ما، أشار كل من كمال وريزكار الى بقعة من الأرض على أنها قرية سبق لنظام صدام أن محاها عن وجه الارض. لم يبق من القرية سوى بضعة أحجار تشير الى شكل أزقتها وشوارعها. كما وصفا الحياة التي عاشاها في ما مضى في تلك القرية. كانت عيونهما تشعان بالتأثر وهما يسردان عملية التطهير التي شهدتها القرية، شرح كمال من جانبه كيف أن إحدى قريباته تعرضت للاغتصاب بينما قُتل آخرون، وكيف قضى شطراً من حياته هارباً قبل أن يلجأ الى استراليا. حتى أنه اخبرنا بأن اسمه ( كمال كركوكي) هو اسم حركي اتخذه لأجل التخفي والهرب. ومع إزاحة نظام صدام، أراد الكرد المعونة من قوات التحالف لأجل استعادة القرى التي هُجِّروا منها، ولأجل ازاحة العرب الذين لا جذور لهم في المدينة، وأن يجري تمييزهم وفقاً لإحصاء عام 1957، وهو آخر إحصاء سكّاني يمكن الاعتداد بنتائجه.
ثم قمت بمصاحبة العقيد بزيارة مخيمات العوائل الكردية المهجرة في محيط المدينة، في الحقيقة كانوا يعيشون في ظروف فقيرة للغاية. كان العديد منهم يستقر حول منطقة الملعب في المدينة، البعض منهم يتخذ من الخيام مأوى له، فيما قام البعض الآخر بصنع أعشاش تغطّيها الصفائح كي تأويه هو وعائلته، كان لديهم نقص واضح في الطعام بينما كان الرجال يصلّون من أجل معجزة تنقذ عوائلهم.
لقد كنا نقدِّر أعداد سكّان المحافظة بمليون ونصف المليون إنسان، منهم نصف مليون في المدينة، لكن مع حلول فصل الصيف، بدأت أعداد القادمين الى المدينة بالازدياد بصورة ملحوظة. وسمعنا بعودة الكثير من العوائل من السليمانية وأربيل. وسرعان ما سرت الشائعات بين مجتمع المهجرين والنازحين:
"قوات التحالف ستبني مساكن للعوائل التي سبق ترحيلها عن كركوك قبل حلول الشتاء"
"عشرة آلاف دولار لكل عائلة تعود من أربيل الى كركوك في موطنها الأصلي".
"الشاحنات تنقل العوائل وأثاثها مجاناً للذين يرغبون بترك أربيل والاستقرار في كركوك".
لكن المدينة لم تكن تستوعب، لا من ناحية المنازل المعروضة للسكن، ولا من ناحية البنى التحتية، هذا الكم الهائل من القادمين. ولقد امتنعنا عن تسجيل الوافدين خشية أن يفسّر هذا التسجيل على أنه دعوة أو مساندة للهجرة الى المدينة. وكنّا نتحذر من ارتكاب أي تشجيع للمرحلين قبل اقرار برنامج معقول وشامل يحل قضيتهم. وفي العديد من الاستفسارات التي أرسلتها الى سلطة الائتلاف في بغداد، كنت اتساءل على الدوام فيما لو أمكن تخصيص أرض بديلة لسكن العرب الذين سبق أن شجعهم نظام صدام على الهجرة الى المدينة. خاصة أن البعض أبدى استعداده لمغادرة المدينة فيما لو توفر البديل في الاستقرار أمامه.
لكننا لم نستلم أيّ رد، لقد اقتصرت سياسة سلطة الائتلاف تجاه الناس المرحّلين على ابقاء الوضع على ما هو عليه ريثما يجري اقرار اطار قانوني يفصل في نزاعات الملكية. لكن لم يكن واضحاً على أي عاتق ستقع مسؤولية هذا التنظيم. لقد جرى الاتفاق مع منظمة الهجرة الدولية، وهي المنظمة الدولية التي جرى تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية للمساعدة في إعادة توطين اللاجئين وضحايا الحروب، لكن أداء هذه المنظمة كان بطيئاً واختص في وضع الاطار القانوني لهذه المطالبات. أما الأمم المتحدة فقد كانت تفضل العمل شمال الخط الأخضر، وهو الحد الفاصل بين المناطق الكردية والمناطق التي كانت تحت سيطرة نظام صدام. وهذا يعني عملياً أن الأمر ترك للجيش الأميركي كي يتعامل مع المشكلة. كان ميراث سياسات صدام يكبِّل العراق، فقد وجدت في مبنى الحكومة المحلية لكركوك قوائم بأسماء هؤلاء الذين جرى ابعادهم من كركوك والأثمان البخسة التي استلموها كتعويض مقابل عقاراتهم ومنازلهم. كان العرب يرفضون النقاش في هذه القضية، و كانت مواقفهم سلبية وهم يرون أن نظام البعث ينفذ سياساته في الترحيل القسري.