كان سيئا وكان جميلا ، الفعل " كان " هنا هو الوحيد الذي يمكن أن يحد من هذه الجملة ، ولا يمكن أن نأخذ به على نجم هوليوود الأسطوري كيرك دوغلاس الذي يحتفل قريبا بعيد ميلاده المئة في ديسمبر /  كانون الاول من هذا العام ، وهو ما زال متمسكا بالحياة حتى

كان سيئا وكان جميلا ، الفعل " كان " هنا هو الوحيد الذي يمكن أن يحد من هذه الجملة ، ولا يمكن أن نأخذ به على نجم هوليوود الأسطوري كيرك دوغلاس الذي يحتفل قريبا بعيد ميلاده المئة في ديسمبر /  كانون الاول من هذا العام ، وهو ما زال متمسكا بالحياة حتى الآن على الرغم مما يعانيه من أمراض الشيخوخة التي يحاول جاهدا التغلب عليها كما تغلب على الكثير من مصاعب الحياة لدى دخوله المعترك السينمائي حيث سبق وأن شغل الشاشة الكبيرة بروائع أعماله طيلة 60 سنة ونيف لم يتراجع ولا عجز أمام كل ما تعرض له في حياته الطويلة من سكتة دماغية عام 1996، ولا الضعف والوهن الحاصل في جسمه وفي نظره وفي حركة أطرافه متحديا بقوة الآلام التي انتابته نتيجة لذلك ، ففي سؤال لأحد الصحفيين له : " ماذا تعرف عن الألم ؟ " قال مرددا ما كان يقوله وهو يجسد دور الرسام العالمي فينسنت فان كوخ في فيلم " شهوة الحياة " 1956 وقد قبض بيده على شمعة وهي تلتهب : " ليس بقدر ما يبدو مثل هذه " .
نحن هنا معجبوه ورواد أفلامه لا نريد له الألم  بل نريده أن يكون في أفضل سنوات عمره المديدة يحياها بعد كل الذي قدمه لنا من أفلام على الشاشة لشخصيات اتسم بعضها بالخشونة وبعضها بالألم وبالمازوشية في بعض الأحيان ، وتسببت أدواره تلك بالخصومة لبعض الناس ، لقد نشأت مع هذا الرجل فقد ولدت في العام الذي قدم فيلمه الأول الذي لا يمحى عن ذاكرتي The Strange Love of Martha Ivers عام 1946 ، كان يجسد فيه فوضى العلاقات الاجتماعية التي سادت بعد الحرب ومن هذا الفيلم انطلق ليعمل مع أفضل مخرجي هوليوود بيلي وايلدر، فنسنت مينيلي ، ستانلي كوبريك ، جاك Tourneur، وكتاب مثل كارل فورمان ، ايرفينغ ستون ودالتون ترامبو ، وقد تنوعت أدواره حيث ظهر بدور ملاكم في فيلم " بطل " عام 1949 ، أو موسيقي في فيلم Young Man With a Horn  1950 ، أو  متملق ، أو متمرد وثائر كما في فيلمه الشهير "سبارتاكوس" 1960 ، أما اليوم فلا أستطيع أن أمتع نظري بمشاهدة كيرك دوغلاس بعد تقاعده ، لكن القدر ساق لنا ابنه البكر مايكل الذي يشبهه في كل شيء ، هو رائع ونحن نعرف كل ذلك ، لكنه استند حتما على تراث الأب الذي ساعد على رفعه إلى النجومية ، ومع أنه سيفتقد في احتفاليته التي ستقام في نهاية هذا الشهر 30 سبتمبر / أيلول على أحد مسارح لوس أنجليس الكثير من أصدقائه وصديقاته الذين شاركوا معه أغلب أفلامه ورحلوا عن الدنيا ومنهم بيرت لانكستر الذي تربطه معه صداقة كبيرة كان آخر فيلم عملاه سوية هو "رجال الصعاب" عام 1986  ، ظهرا معا وقد أخذهما العمر بعيدا عن أيام شبابهما حينما وقفا سوية في أفلام عديدة منذ أربعينات القرن الماضي  
، لكنه سيكون سعيدا حتما بما عاشه من مجد وسط عائلته وأحفاده ومعجبيه .
 عن: فاينانشال تايمز