دان البابا فرنسيس القصف الذي تتعرض له مدينة حلب السورية الشمالية، وقال إن على المسؤولين عن قتل المدنيين ان يُبرروا اعمالهم أمام الرب.وقال البابا الذي كان يتحدث في اجتماع عام جرى في ساحة القديس بطرس في روما إن حلب "مدينة شهيدة، حيث يُقتل الجميع."وحثِّ
دان البابا فرنسيس القصف الذي تتعرض له مدينة حلب السورية الشمالية، وقال إن على المسؤولين عن قتل المدنيين ان يُبرروا اعمالهم أمام الرب.
وقال البابا الذي كان يتحدث في اجتماع عام جرى في ساحة القديس بطرس في روما إن حلب "مدينة شهيدة، حيث يُقتل الجميع."
وحثِّ البابا اطراف القتال على "الزام انفسهم بكل ما أوتوا من قوة لحماية المدنيين."
وقال "إن هذا واجب ملح وملزم. وانا التمس ضمائر اولئك المسؤولين عن القصف الذين سيحاسبهم الرب في يوم ما."
وطالبت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوفير طرق آمنة لإجلاء فوري للمرضى والجرحى من الأجزاء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
وقالت متحدثة باسم المنظمة إن عدد الأطباء المتبقين في حلب الشرقية لا يتجاوز الـ 35، وعليهم توفير العناية الطبية للمئات من المرضى في الأحياء المحاصرة والتعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى فيها.
من جانبه عبّر الرئيس الأميركي باراك اوباما عن "قلقه العميق" ازاء الاوضاع السائدة في الاجزاء من مدينة حلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك وسط هجوم كبير تقوم به القوات السورية.
وقال جوش ارنست الناطق باسم البيت الابيض إن الرئيس اوباما "يشعر بقلق عميق" ازاء "سفك الدماء المقزز" في حلب وغيرها من المناطق في سوريا.
وقال الناطق الاميركي "ما رأيناه من نظام الاسد والروس هي خملة منسقة لاستهداف المدنيين واجبارهم عن طريق القصف المركز على الرضوخ."
ولكن ناطقاً عسكرياً سورياً اصرَّ على ان حكومة دمشق ليس لها نية التهاود، وقال في تصريح لوكالة فرانس برس "إن القوة الجوية ستقصف كل هدف ارهابي، وهذا قرار لا رجعة فيه."
انتقادات
وكانت موسكو وجهت انتقادات للولايات المتحدة وبريطانيا بشأن اتهامات وجهت لها بـ"ارتكاب جرائم حرب محتملة" و"همجية" في سوريا.
وحذّر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البلدين من استخدام لغة "غير مقبولة" في حديثهما عن سوريا داخل مجلس الأمن.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن موسكو ربما ارتكبت جرائم حرب في سوريا، كما اتهمت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور بـ"الهمجية".
وقال بيسكوف إن هذا الخطاب قد يضر بمحاولات إنهاء الحرب الأهلية السورية.
وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تدعم مجموعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد، بالكذب بشأن دورها في الهجوم على شرقي حلب خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
واستؤنفت الغارات الجوية على مناطق المعارضة شرقي مدينة حلب في الوقت الذي تفاقمت فيه أزمة ندرة الغذاء والأدوية.
وتدخل الغارات يومها الرابع، إذ تسعى القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على كافة أنحاء حلب بعد انهيار هدنة استمرت لأسبوع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن عشرات الغارات أصابت شرقي حلب ليلا.
وتحدث المرصد، الذي يقول إنه يعتمد على مصادر ميدانية، عن مقتل مدنيين على الأقل.وتمثل حلب جبهة مهمة في الحرب السورية.
وتريد القوات الحكومية تحقيق ما قد ينظر إليه كأهم نصر لها خلال هذه الحرب من خلال استعادة مناطق سيطرة المعارضة.
ونقلت وكالة رويترز عن بيبرس مشعل، وهو عامل بالدفاع المدني في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة قوله: "الوضع نفسه تماما. في الليل يشتد القصف...طبعا مع استخدام كل الأسلحة ،الفسفور والنابالم والعنقودي".
ويقول المرصد السوري إنه وثق مقتل 237 شخصا بينهم - 38 طفلا - جراء الغارات الجوية على حلب المناطق المحيطة بها منذ يوم الاثنين الماضي حين انهارت الهدنة.
من جانب آخر قال مسؤولون إيرانيون إن روسيا رفضا ضغطا أمريكيا عليها لإنهاء تمسكها ببقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في منصبه، مضيفين أن إيران لم تدخل في مفاوضات مع واشنطن كما لم يكن لديها صلة باتفاق الأخيرة مع موسكو.
ففي مقابلة تلفزيونية نقلت وقائعها وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية، حسين جابري أنصاري، إن بلاده "كانت ولا تزال ترحب بأي قرار من شأنه إنهاء معاناة السوريين والقضاء على الإرهاب والتطرف". مضيفا أن ما وصفه بـ"الحل العسكري" لن يصل إلى نتيجة.
ورفض المسؤول الإيراني التوضيحات الأمريكية حول الغارة على مقر للقوات السورية بديرالزور وتوضيحات واشنطن لاحقا حول وقوع الغارة بالخطأ، معيدا الضربة إلى فشل مشروع اتفاق كان قيد البحث آنذاك وقال: "لا يمكن تبرير صدفة الهجوم الامريكي على الجيش السوري" كما نفى أي علاقة لبلاده "بالاتفاق الذي حصل مؤخرا بين روسيا وأمريكا".
وفي طهران أكد مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، خلال لقائه برئيسة مجلس الشعب السوري، هدية خلف عباس، رفض إيران إجراء مفاوضات حول الشؤون الإقليمية مع الجانب الأمريكي لأنه "لا يمكن الوثوق بأمريكا" على حد قوله، مضيفا أن واشنطن "حاولت بطرق عدة تشجيع إيران على استبعاد دور الرئيس السوري بشار الأسد عن مستقبل سوريا" إلا إن مواقف إيران ومرشدها علي خامنئي حالت دون ذلك.
وأضاف عبداللهيان إن أمريكا حاولت الضغط على روسيا للتخلي عن بشار الأسد إلا إن موسكو تمسكت بموقفها.