قائد عسكري يحمل رتبة لواء ركن ، عزا أسباب الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد الى تزايد أعداد السيارات بشكل كبير، عجزت عن استيعابه الشوارع الرئيسة ، مؤكدا في الوقت نفسه احباط مخطط مجاميع ارهابية بتفجير سيارات ملغمة وأحزمة ناسفة في الاسواق والاماكن العامة .
على مدى الأيام الماضية، عاش البغداديون معاناة مريرة جراء الزحامات المروية ، جعلت الكثير منهم يضطر الى السير على الاقدام ، وقطع مسافات طويلة للوصول الى أماكن عملهم ، مايلفت النظر اثناء ممارسة الرياضة الإجبارية ، توفر القناعة لدى " المشاية" بضرورة الإذعان لأوامر الأجهزة الأمنية ، لأنها وفرت لهم فرصة الدخول في تمرين او بروفة استعدادا لاستقبال مناسبات مقبلة ، تتطلب السير على الأقدام عشرات الكيلو مترات.
عبور نقطة التفتيش على جسر الجادرية ، يحتاج الى اكثر من ساعة ، خلال الانتظار يتداول ركاب سيارات الحافلات الصغيرة العاملة بين البياع والباب الشرقي احاديث تعبر عن تذمرهم ، لكنها في أغلب الأحيان ، لاتخلو من طرافة ، احدهم اقترح على الحكومة مفاتحة استراليا لارسال كناغر فائضة عن حاجتها ، تستخدم في بغداد لأغراض نقل الأشخاص ، بعد ان اعتادت الأجهزة الأمنية فرض حظر على اصحاب العربات والدراجات الهوائية والنارية اثناء تنفيذ العمليات الاستباقية لاعتقال المطلوبين .
فكرة الاستعانة بالكناغر في حال تنفيذها ، سيرحب بها القائد العسكري، فخلال ايام قليلة سيتخلى البغداديون عن سيارتهم الخاصة ، فتخلو شوارع العاصمة من الاختناقات المرورية ، ثم تتخلص الأجهزة الأمنية من مهمة كشف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، لتتفرغ لملاحقة الارهابيين بعمليات دهم اماكن تواجد خلاياهم النائمة . الفائدة الاخرى من الكناغر ستكون بتوفير موارد بتقليص الإنفاق الحكومي ، وإيقاف صرف مبالغ شراء وقود ومحروقات السيارات التابعة للوزارت والمؤسسات الرسمية.
في بعض دول العالم يفضل المسؤولون استخدام الدراجات الهوائية اثناء تنقلهم من مواقع سكنهم الى أماكن عملهم ، من دون الاستعانة برجال الحماية ، في التاريخ العربي شواهد واحداث تؤكد ان رجال الدولة كانوا يستخدمون الخيول ، والأدنى منهم في الرتبة الوظيفية والمسؤولية كان يستعين بالحمير لانجاز مهماته الرسمية ، المسؤولون العراقيون اليوم ليسوا افضل من اسلافهم ، تقع عليهم مهمة مساعدة الأجهزة الأمنية بالتخلي عن السيارات واستخدام الكناغر في التنقل.
المعروف عن الكناغر انها حيوانات وديعة قادرة على القفز لتجاوز الحواجر ، لذلك فهي ملائمة للعمل في البيئة العراقية لقدرتها على تجاوز نقاط التفتيش بقفرة واحدة ، ثم بخطوات اخرى يستطيع الطالب الجامعي عبور جسر الجادرية بمدة لاتتجاوز الخمس دقائق، و"النبي فكرة كويسة " ،على حد قول الأشقاء المصريين ، لكنها تحتاج الى تحرك دبلوماسي سريع على استراليا الصديقة لمساعدة العراقيين على تجاوز المشكلة الأمنية بركوب الكناغر، على ان تكون الأصناف المخصصة للمسؤولين والسياسيين تختلف عن كناغر عباد الله الآخرين ، وعبرت الشط على مودك .