أعادت حادثة انتحار شابة إيطالية بسبب نشر مقاطع مصوَّرة حميمة لها، إطلاق جدل في ايطاليا خصوصا بعد نداء ألم وجهتهُ والدتها للمطالبة بإعادة "كرامة" ابنتها المسلوبة.وأوضح مدير الهيئة الايطالية المستقلة لحماية الحقوق الأساسية انطونيلو سورو أن "الحق في الن
أعادت حادثة انتحار شابة إيطالية بسبب نشر مقاطع مصوَّرة حميمة لها، إطلاق جدل في ايطاليا خصوصا بعد نداء ألم وجهتهُ والدتها للمطالبة بإعادة "كرامة" ابنتها المسلوبة.
وأوضح مدير الهيئة الايطالية المستقلة لحماية الحقوق الأساسية انطونيلو سورو أن "الحق في النسيان موجود لكنه غير كافٍ للقضاء على التبعات المتأتية من انتشار المضامين" عبر الانترنت".
وقال "يُستحسن بداية التساؤل عن مستوى الإدراك الذي نتمتع به ازاء الأفخاخ التي نتعرض لها عندما ننشر عبر الانترنت أجزاءً أهم من حياتنا الخاصة".
وتمَّ الاستماع الى اربعة رجال بتهمة التشهير في إطار التحقيق حول انتحار الشابة تيتسيانا البالغة 31 سنة والمُتحدِّرة من مدينة نابولي. وقد حاولت هذه الفتاة طوال الأشهر الماضية سحب أي أثر عن مواقع الانترنت لتسجيل مصوّر يُظهرها خلال ممارسة الجنس.
ويشتبه في ان الرجال الأربعة، وهم أصدقاء للشابة كانت قد أرسلت التسجيل المصوَّر لهم بهدف إثارة غيرة حبيبها. مسؤولون عن نُشِر المقطع المصوَّر على الانترنت من دون علمها في ربيع سنة 2015.
هذا التسجيل الذي شاهده ملايين من مستخدمي الانترنت انتشر على عشرات المواقع الإباحية ما ترافق مع سيل من التعليقات الساخرة والإهانات في حق الشابة التي تحوَّلت حياتها إلى جحيم.
وبسبب هذا التسجيل انتقلت تيتسيانا للإقامة في مدينة أخرى غرب ايطاليا كما تركت عملها وحاولت تغيير اسمها، غير أن الكابوس الذي عاشته لم ينتهِ، حتى ان عبارة "هل تصور؟ أحسنت" التي توجهت بها الشابة لحبيبها في التسجيل المصور شكلت موضع استهزاء من جانب مستخدمين كُثُر للانترنت لدرجة أنها انتشرت على أغلفة هواتف ذكية وقمصان وغيرها من الأدوات.
وفي تلك الفترة، اضطرت تيتسيانا لملازمة المنزل تفادياً "للتعرف اليها والسخرية منها"، وفق ما ورد في أقوال لها نشرتها الصحافة.
كذلك لم تعد ترتاد المتاجر او صالات السينما او المطاعم. وباتت تنهار بالبكاء طوال الوقت كما انها عانت نوبات هلع الى ان أُصيبت بالاكتئاب وصولاً الى الانتحار.
وبعد معركة قضائية طويلة، حصلت تيتسيانا اخيرا على الحق في سحب التسجيل المصور عن محركات بحث عدة بينها "فيسبوك" تنفيذاً لمبدأ "الحق في النسيان".
غير أنها أُدينت في الحكم عينه بدفع 20 الف يورو في مقابل التكاليف القضائية بحجة ان تسجيل المقطع حصل برضاها، في "إهانة" أخيرة دفعتها الى الانتحار على ضوء ذلك !