اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع : كاميرات المراقبة.. انتهاك الخصوصية أم حفاظ على الأمن؟

قضية الاسبوع : كاميرات المراقبة.. انتهاك الخصوصية أم حفاظ على الأمن؟

نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

الإنسان لم يضف شيئا جديدا إلى نظام المراقبة الذي يحكم حياته، سوى أنه طوّر في الوسائل والتقنيات. فكلب الحراسة أو الحارس البشري قد أُضيفت إليهما وسائل أخرى للدعم والتدعيم، وجاءت كاميرا المراقبة كواحدة من هذه الوسائل. الحديث عن جدوى كاميرا المراقبة، يأخ

الإنسان لم يضف شيئا جديدا إلى نظام المراقبة الذي يحكم حياته، سوى أنه طوّر في الوسائل والتقنيات. فكلب الحراسة أو الحارس البشري قد أُضيفت إليهما وسائل أخرى للدعم والتدعيم، وجاءت كاميرا المراقبة كواحدة من هذه الوسائل.

الحديث عن جدوى كاميرا المراقبة، يأخذ أبعاداً متشعبة مع تسارع وتيرة الحياة العصرية، وفي ظل انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب وتنامي العنف والجريمة في مجتمعنا  أصبحت كاميرات المراقبة من الضروريات الأمنية المهمة في شتى الأماكن، نظراً لما يتعرض له الأشخاص من حوادث الخطف  والسرقات والقتل  او حتى قضايا أسرية ومشكلات تخص الأطفال وسلوك البعض من العاملات داخل المنازل، وكثيرا ما تثير مسألة استخدام آليات المراقبة الجدل لدى الكثيرين، وتتباين بشأنها ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، فهناك من يقرّ بأنها غدت أولوية في الوقت الراهن وفريق آخر يرى أنها انتهاك لخصوصية الفرد وتقييد لحريته في أغلب الأحيان

• انتهاكٌ للخصوصية  
وللوقوف على مختلف الاتجاهات حول استخدام كاميرات المراقبة بالأسواق والأماكن العامة والمدارس وغيرها، نحاول أخذ آراء شرائح مختلفة من الأفراد والمتخصصين وأصحاب الأعمال، والمجمعات التجارية، وكذلك من التربويين وعلماء النفس والاجتماع.
يقول الباحث في علم الاجتماع الدكتور عدنان ياسين  “بغض النظر عمّا يمكن أن تشكله هذه الكاميرا لدى الفرد من وضع نفسي يتسم بالحرج والإرباك، فإنه من حق أي شخص أن يحميه القانون من أي تدخل قد يُطال حقه في الخصوصية، ولأن هذه الكاميرات تهدف إلى الحماية من السرقات، فهي قد تنحرف عن غايتها، وتستهدف في جوانب معينة، الحق بالخصوصية الفردية، لذلك كان من الواجب أن تتكفل الدولة بقانون إجراءات لتنظيم استخدام هذه الكاميرات، والجهة التي تشرف على العملية”.

• وسيلة ردع وكشف جرائم
     حلاق في حي شعبي في بغداد ، جهّز محلّه الذي لا تتجاوز مساحته مترين مربّعين بكاميرا مراقبة، أسوة بجاره صاحب أسواق كبيرة  الذي لم ينسَ أن يعلّقَ تنبيهاً بالخط العريض كتب عليه “انتبه.. المحل مُجهّز بكاميرات مراقبة” وسألناه عن الغاية والجدوى من هذه الرقابة الإلكترونية الصارمة في اسواق عادية لبيع المواد الغذائية؟  فأجاب “يحدث أن أدير ظهري فاجد مَن يستغل ذلك ويسرق بعض الحاجيات ، فأرانا صورة مكبّرة لفتاة جميلة سرقت مبلغاً من قاصة المحل عندما أدار ظهره لجلب حاجيات لها ، وقد التقطت من كاميرا مثبتة في سقف الأسواق  .
ثمة تعلّقٌ واضحٌ بكاميرات المراقبة، بلغ حدّ الهوس، وتجاوز المؤسسات الرسمية  والاسواق الكبيرة  ووصل إلى المقاهي والدكاكين الصغيرة، حتى أنّ حارس البناية الشعبية منكبّ على شاشة طوال الوقت، يراقب الداخل والخارج، وهيئة الزائرين من أربع جهات، ليعطي في ما بعد تقريراً مفصّلاً ومدعّماً بالصورة لصاحب البناية. وقال في معرض حديثه عن هذا “الاختراع الرهيب” كما يسميه “حدث أن سرق أحدهم كاميرا مراقبة في مدخل البناية، فالتقطته كاميرا أخرى مخفية ومثبتة في الأعلى”.

• ضرورات العصر
ممّا لا شك فيه أنّ كاميرات المراقبة أصبحت ضرورة أمنية وتدبيرا احترازيا للأفراد والمؤسسات مع تطور العصر وما يحمله من تعقيدات.
يقول أستاذ في الهندسة الكهربائية بجامعة امبريال كوليج في لندن “الموضوع بدأ توفيراً للبشر، فعين واحدة على 10 كاميرات بدلا من 10 حراس على 10 بوابات”، وتتجه التقنيات الحديثة إلى إنتاج كاميرات تطلق النار تلقائيا في حال استشعار الخطر، كما لم يبد المتحمسون لاقتنائها أي تحفظات في مسألة التعرّض للخصوصيات واقتحام الحرمات والحريات الشخصية، بل يؤكدون أن لا خصوصية لمن ينتهك الخصوصيات، أمّا من يلتزم السلوك القويم فعليه أن يقبل بهذه الضريبة البسيطة، مقابل العيش في أمن وأمان.

• الابتزاز عن طريق الصور
وعن مسألة التشهير واستخدام هذه المعطيات الشخصية لأهداف ابتزازية وغيرها، يقول الاستاذ اسعد من الجامعة التكنولوجية: إنّ المسألة أخلاقية بحتة، فلا يمكن التضحية بالجانب الأمني في سبيل الحمل على التوقعات أو الفرضيات السلبية، فمن يسعى إلى راحة وأمن عائلته، عليه أن يقبل بهذا الأسلوب المتطور في المراقبة والحراسة، ثمّ إنّ هذه الآلة الرقمية لا تنحو منحى بشريا سلبيا إلّا في كيفية استخدامها والاستفادة منها.
استخدام الكاميرات في البيوت لمراقبة الأطفال في غياب الأهل أصبح أمرا شائعا، خصوصا لدى الموظفين والذين يغيبون فترات طوال عن منازلهم، وتكثر ظاهرة استهتار عاملات البيوت المستقدمات من بعض دول آسيا ، وفي هذا الصدد تقول مريم (موظفة) “من الضروري مراقبة الخدم لأنهم حين يعلمون أنهم مراقبون فسوف يردعهم ذلك عن الخطأ والاستهتارهذا. ويشتكي العديد من المواطنين القاطنين بالقرب من الشركات والمنشآت التجارية المراقبة بالكاميرات ، من انتهاك خصوصيتهم عبر تسجيل تحركاتهم، ورصدها بشكل متواصل، ممّا يشكّل إرباكاً وضغطاً نفسياً مستمرين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram