اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريـبــورتـــاج: نازحو المخيمات وحكايات الشتاء الماضي .. هل ستتكرر ؟

ريـبــورتـــاج: نازحو المخيمات وحكايات الشتاء الماضي .. هل ستتكرر ؟

نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

(أم محمد) ،نازحة من بيجي، اخذت على عاتقها من الآن الاستعداد لموسم الشتاء والأمطار المقبل، من خلال بعض التحوطات حول خيمتها التي غرقت شتاء العام الماضي، وحولت أيامهم الى كابوس من البرد والأمراض، حتى ان ثلاثة من أبنائها اصيبوا بالتهاب حاد بالقصبات الهوا

(أم محمد) ،نازحة من بيجي، اخذت على عاتقها من الآن الاستعداد لموسم الشتاء والأمطار المقبل، من خلال بعض التحوطات حول خيمتها التي غرقت شتاء العام الماضي، وحولت أيامهم الى كابوس من البرد والأمراض، حتى ان ثلاثة من أبنائها اصيبوا بالتهاب حاد بالقصبات الهوائية نتيجة البرد. ام محمد تقول: ان مشكلتنا الكبرى عدم وجود اغطية اضافية يمكن ان تكون بديلا لما يحدثه  المطر، او ألبسة كافية لحماية أجساد الأولاد التي لم تعد تقوى على صد البرد ومقاومة الأمراض.
على مقربة منها يجلس (ابراهيم مظلوم) - موظف في مصفى بيجي - وعائلته في خيمتين احداهما أسوأ من الاخرى، مظلوم يرسم على التراب دوائر الحيرة والشتاء يطرق أبوابه رغم ان خيمهم دون أبواب. لم يستيطع البوح بشيء فكل ما تمناه هو السماح لهم بالعودة الى مدينتهم بيجي رغم ان داره مهدمة لكنه يجد ان ذلك افضل لهم من الجلوس وانتظار الأمطار والأمراض.
تعلل الجهات المعنية بملف النازحين عدم توفر المستلزمات الشتوية من وقود واغطية للنازحين في المخيمات لعدم توّفر التخصيصات المالية ، ورغم هول الكارثة التي سيواجهونها الا ان لا احد يهتم لما سيؤول له حال مئات آلاف الاشخاص في المخيمات. وزير الهجرة والمهجرين (محمد جاسم الجاف)، ذكر في مؤتمر صحفي مع رئيسي اللجنة المالية والهجرة والمرحلين النيابية، انه تمت مناقشة اجراءات اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين من حيث الاستعدادات لتحرير نينوى، واعادة الاستقرار للمناطق المحررة وكيفية عودة النازحين. مبينا  ان اكثر من مليون نازح عادوا الى مناطقهم الاصلية، بحسب بيانات وزارة الهجرة.
وبشأن تخصيصات وزارة المالية اكد الوزير انها ،ضمن موازنة ٢٠١٦ وحسب القانون، تبلغ تريليون دينار للجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين، واكثر من (165) مليارا للهجرة والمهجرين ضمن استقطاعات الرواتب التي اقرتها الموازنة المالية لعام 2016 واكثر من (600 ) مليار دينار منها تذهب للنازحين. متابعا: تمويلنا مع المدور من السنة السابقة ومع تدوير اللجنة وصل الى نحو 405 مليارات، وهذا لا يصل الى ثلث المبلغ الذي من المفروض ان توفره الهجرة والمهجرين لخدمات النازحين كافة من حيث المنح والعودة والاستقرار، وهذا ما اثر على عمل الوزارة وحياة النازحين.
النازح (جاسم محمد موسى) دعا الحكومة والمنظمات الدولية للنظر بحال النازحين في المخيمات وتوفير متطلبات الشتاء من وقود واغطية، مبينا :ان شتاء العام الماضي كان كابوساً بمعنى الكلمة لما اصابنا من برد وامراض فتكت بأجساد الأطفال. موضحاً ان هناك نقصاً بالغذاء ايضا لعدم توزيع كميات مناسبة منه.
يسترسل موسى: في شتاء العام الماضي حدثت عشرات حالات الوفاة خاصة بين الاطفال سواء بسبب الغرق والبرد او الامراض التي اصيب بها اغلب اطفال المخيمات. مستطردا: يضاف لذلك سقوط عشرات الخيم على النازحين بسبب رداءة تثبيتها، مطالبا بتوفير كرفانات توفر الحماية اللازمة لهذه العوائل التي عانت الأمرّين ان كان من تنظيم داعش الإرهابي او من مخيمات النزوح.
عضو مجلس محافظة صلاح الدين (خزعل حماد) اعلن ان اوضاع العوائل النازحة ستزداد سوءا مع اقتراب حلول فصل الشتاء. موضحا ان آلاف العوائل النازحة من مدينة الشرقاط تسكن المخيمات والهياكل وفي ظروف معيشية صعبة وتحتاج لدعم اكثر. مضيفا ان هناك اعدادا كبيرة من اهالي قضاء بيجي لا يزالون خارج منازلهم بسبب الدمار الهائل الذي طال المدينة جراء الأعمال العسكرية. داعيا الحكومة الى إعمار وتأهيل الخدمات في المناطق المحررة وإعادة النازحين اليها.
(زيدان حارث) والد لأربعة اطفال يعيش وأسرته في خيمة متهالكة يحاول حمايتها من الأمطار ببعض اكياس (النايلون) اوضح انه وعائلته عاشوا اياما مريرة شتاء العام الماضي بعد غرق خيمتهم عند اول امطار الشتاء. مردفا: رغم رعب الصيف وكثرة الأفاعي والعقارب. الا ان الشتاء سيكون اصعب في ظل الاهمال الحالي للمخيمات. داعيا الى ضرورة تقديم المساعدات بالسرعة القصوى لتفادي ولو جزء من المأساة التي ستصيب النازحين.  
(احمد محمود) ،نازح آخر، يسكن مع أمه وإخوته في خيمة وفر لها بعض الاحتياطات التي يأمل ان تساعد بحمايتهم، ذكر: ان معاناتهم متعددة ان كانت بمستلزمات الشتاء او بافتقار المخيم إلى أبسط الخدمات الضرورية وغياب الرعاية الصحية اللازمة. لافتا الى عدم وجود أماكن للاستحمام مع انعدام المرافق الصحية. ومع قرب فصل الشتاء أصبحت المعاناة أكبر بسبب غرق الخيام في مياه الأمطار واقتلاع العواصف الكثير من الخيام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram