بغداد/ المدىأكد مجلس محافظة بغداد ان عملية إزالة نصبي اللقاء وقوس النصر في العاصمة بغداد يأتي ضمن خطة لإزالة جميع رموز النظام المباد. وقال رئيس اللجنة القانونية في مجلس محافظة بغداد صبار الساعدي في تصريحات صحفية إن التعليمات التي صدرت من امانه مجلس الوزراء تنص على ازالة اغلب التماثيل والرموز الموجودة في بغداد التي تمثل جزءا من بقايا النظام السابق.
مضيفا أن العراق الجديد الذي يمثل الديمقراطية في جميع أشكالها يسعى إلى إزالة جميع تلك النصب والتماثيل. واوضح أن نصب ساحة اللقاء الواقع في منطقة المنصور ونصب قوس النصر في ساحة الاحتفالات وسط بغداد اللذين تم البدء بإزالتهما يوم الاثنين يعتبران من رموز النظام السابق»، مؤكد أن جميع النصب التي ستتم إزالتها من مناطق بغداد ستوضع نصب جديدة مكانها تمثل العراق الجديد. وكان عدد من النصب والتماثيل قد تعرضت للهدم والإزالة، من أبرزها تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ثم الخليفة الواثق بالله وبعدها سرق تمثال رئيس الوزراء في فترة عشرينيات القرن الماضي عبد المحسن السعدون كما تعرض تمثال كهرمانة أيضا للتفجير بسيارة ملغومة أدى إلى تحطيم أجزاء منه فيما قطعت أجزاء من تمثالي شهريار وشهرزاد في شارع أبو نواس على ضاف نهر دجلة. كما أزالت السلطات المختصة رمز «سفينة البعث» ونصبي بلاط الشهداء والأسير العراقي. وازيل ايضا نصب المقاتل العراقي في ساحة باب المعظم، ونصب المسيرة في ساحة المتحف وجدارية التأميم عند مدخل وزارة التجارة. ومن أشهر النصب التي ظلت تشكل احد معالم العاصمة قوس النصر، وهو عبارة عن سيفين ضخمين يرسمان في الفضاء قوسًا شاسعًا تمسكهما قبضتان وقيل إن القبضتين كانتا نموذجًا لقبضتي صدام، وتحت السيفين خمسة آلاف خوذة لجنود إيرانيين وهي خوذات حقيقية جمعت من ساحات المعارك التي دارت بين البلدين. وقد اشترط صدام على جامعيها ان تكون تلك الخوذ قد ثقبها رصاص الحرب وخلفت قتلى. ونفذ قوس النصر بوساطة شركة «موريس سينغر» البريطانية التي اهتمت بتنفيذ أعمال البرونز لقبضتي صدام وساعديه لكل من النصبين المتقابلين.. وكذا شركة «هـ هـ ميتال فورم» الألمانية التي عهد إليها تنفيذ وصناعة السيفين من سبيكة الفولاذ وكانت هدية منها إلى بغداد على خلفية تزويد العراق بإمدادات تكنولوجية وأقيم هذا النصب أثناء الحرب العراقية الإيرانية. وكانت الساحة الواسعة تحت السيفين التي سميت بساحة الاحتفالات الكبرى مكانا للاستعراضات العسكرية والمسيرات الشعبية التي نظمت في عهد النظام السابق. وكان هناك بالفعل مشروع لتهديم أقواس النصر وتم ضرب القوس الكائن في غرب الساحة حيث تحطم جزء من قبضة صدام البرونزية إلا أن إصرار مؤسسة الذاكرة العراقية التي أسسها كنعان مكية ويدير مكتبها في بغداد الإعلامي والناشط السياسي مصطفى الكاظمي على عدم المس بأي مكون في الساحة كونها تحت إشراف المؤسسة حال دون تهديم نصب قوس النصر طوال السنوات الماضية. لكن المؤسسة ظلت تتعرض لضغوطات كبيرة جردتها من معظم خططها وصلاحياتها للحفاظ على ارث واحد من اعنف الفترات التي مر بها العراق خلال العقود الأربعة الأخيرة حتى تم اتخاذ القرار الرسمي الأخير بهدم النصب. وإضافة إلى قوس النصر فقد بدأت أيضًا عمليات هدم نصب «اللقاء» في إحدى ساحات منطقة المنصور وهو لا يرمز إلى البعث وهو من تصميم الفنان طبيب التجميل المعروف علاء بشير أواسط التسعينات في الساحة التي كانت تشهد وصول حافلات النقل القادمة من الأردن وسوريا ما برر إطلاق اسم «اللقاء» عليه. ويمثل النصب نحتًا ضخمًا من الخرسانة لجدارين يشبهان ذراعين تميل إحداهما في اتجاه الأخرى ويرى العراقيون انه يعبر عن أمل لقاء العراقيين المغتربين. وقد قوبل هدم نصب اللقاء باستياء شعبي واسع لأنه لا يرمز إلى النظام السابق وإنما إلى الوحدة الوطنية، لكن مجلس محافظة يقول إن معظم التماثيل والنصب الموجودة في بغداد تمثل جزءًا من بقايا النظام السابق، وترمز إلى تمجيده ولذلك سيتم وضع نصب جديدة مكانها تمثل العراق الجديد. وكانت الحكومة العراقية قد شكلت في عام 2005 لجنة لإزالة النصب والتماثيل التي تشير أو تمجد حزب البعث المحظور خلال فترة حكمه للعراق للفترة بين عامي 1968 و 2003.
مجلس المحافظة: إزالة نصبي اللقاء وقوس النصر.. تطهير بغداد من رموز الظلم
نشر في: 3 فبراير, 2010: 06:28 م