في الصحف العربية ،خاصة الخليجية منها، توجد صفحات لنشر ما يدور في الساحة القضائية من جرائم جنائية ، الصحف العراقية لا تعير اهتماما لمثل هذا النوع من المواد ، الا باستثناءات قليلة تندرج في اطار حرصها على تسليط الضوء على جرائم السرقة والقتل لتحصين المجتمع ، وفضح اساليب عناصر الجريمة المنظمة من عتاة المجرمين.
"محرر شؤون الكوارث" ، وصف يطلقه العاملون في الصحف العربية على الشخص المسؤول عن صفحة نشر اخبار المحاكم وتفاصيل تنفيذ الجرائم ، في بعض الاحيان يعتمد المحرر على مخيلته في سرد قصة بوليسية، تلبية لرغبة القراء الواسعة في الاطلاع على تفاصيل جريمة ، وكيف استطاعت الأجهزة الأمنية كشف خيوطها خلال مدة زمنية قصيرة ، ونجاحها في القبض على الجاني.
في سنوات سابقة كانت الصحف العربية تكلف مراسليها في العراق بإرسال اخبار وقصص واحداث الساحة القضائية ، فكانوا يتعاملون بحذر شديد مع هذه المواد ، خشية غضب الأجهزة الرقابية ثم التعرض لعواقب وخيمة ، مع الحاح محرر شؤون الكوارث على المراسلين ، يضطر بعضهم الى اعتماد الخيال في تأليف قصص تأخذ طريقها الى النشر ، لكنها في حسابات الجهات الرقابية وقتذاك تخضع للرصد والتأكد من وقوعها ، تلك المهمة كانت من مسؤولية مكاتب اعلامية في سفارات عراقية بعواصم عربية ، مهمتها رصد ما ينشر في الصحف من احداث ووقائع تتناول الشأن العراقي .
الإعلام العراقي اليوم يشهد نشاطا ملحوظا لمن ينطبق عليهم وصف محرري شؤون الكوارث في الفضائيات والصحف ووكالات الانباء والمواقع الالكترونية ، بعضهم يدير مكاتب اعلامية لاعضاء في مجلس النواب مهمتهم اطلاق تصريحات شبه يومية تكرس الانقسام المجتمعي ، وتشعل المزيد من الحرائق اثناء اندلاع الأزمات . صنف آخر من هؤلاء الاعلاميين وضع تسعيرة لبث الاخبار العاجلة عبر شاشات الفضائيات لصالح طرف ضد آخر . في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر السياسي والأمني ، توفرت البيئة المناسبة لمحرري شؤون الكوارث .
من يتابع المشهد العراقي عبر وسائل الاعلام المحلية ، يصل الى قناعة اكيدة بان الحرب الاهلية ستندلع في غضون ساعات قليلة . خبر مفبرك عن وصول قوة كوماندوز اسرائيلية الى العراق عن طريق الأراضي السعودية للسيطرة على المنطقة الخضراء ، ربما يجد اذانا صاغية لدى من يصدق الاكاذيب ، فينقله الى الآخرين ثم ينتشر بين الأوساط الشعبية ، فتضطر الجهات الرسمية الى اصدار بيان تحذر فيه من تداول الشائعات ، مع تأكيدها ان الحدود العراقية تحت السيطرة .
محررو شؤون الكوارث ، تدعمهم جهات متنفذة تمتلك مؤسسات اعلامية ، يديرها اشخاص مرتبطون بشكل مباشر بشخصيات سياسية ، استطاعت خلال السنوات الماضية بعمليات غسل الاموال، وصفقات عقود يشوبها الفساد ان تحقق حضورا في المشهد العراقي. مع بدء العد التنازلي لموعد اجراء الانتخابات المحلية ، سيكون العراقيون على موعد مع نشاط محرري شؤون الكوارث بنشر اتهامات ضد خصوم اسيادهم . وجيب ليل واخذ كارثة .
محرر شؤون الكوارث
[post-views]
نشر في: 2 أكتوبر, 2016: 09:01 م