حمل لي البريد خلال اليومين الماضيين رسائل كثيرة ، مكتوبة بلغة انفعالية ، حول مقال " بانتظار كائنات الحمّامي الفضائيّة" لامني أصحابها ،لأنني استكثرتُ على السومريين أن يكونوا أصحاب اختراعات حيّرت البشرية ، والبعض الآخر غاضب ، لأنني تركت كل شيء وأمسكت بقميص وزير ، معروف عنه أنه شخصية محبوبة ولامعة ، والأهم انه لم يسرق ، فعلام هذه " الجنجلوتيات " ؟ هذه العبارة الاخيرة ليست من " إبداعاتي " فقد كتبها أحد المتحمّسين لنظرية الوزير" الفضائية " .
ولأنني من المخلوقات التي تكتب ما تراه ضرورياً ، كما أنني لست من المخلوقات " الجنجلوتية ، لم أعتدِ على عالم أو مفكّر، اخترت الكتابة عن خطأ كبير وقع فيه وزير، مهمّته تقديم الخدمات للمواطنين ، وليس الحديث عن قراءته ، كاظم فنجان الحمّامي مفكر، فليفكر، ولكن في مجال عمله وبالوظيفة التي كلّف بها ، ما عدا ذلك يبقى مجرّد " جنجلوتيّات " مثل تلك التي يريد منّا السيد نوري المالكي أن نصدّقها ، ونضرب كفاً بكف ،لأننا لم نفهمه جيدا ، ففي آخر ظهور تلفزيوني أعاد لنا السيد المالكي الجدل " الجنجلوتي " حول جنّة العراقيين التي ضاعت منهم بسبب عدم تنفيذ قانون البنى التحتية ، فقد ضاعت الفرصة ببناء مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء ومساكن لجميع العراقيين ومطارات وموانئ ، هذه الخرافة بالتاكيد لا تقل عن " خرافة " الوزير الحمّامي ، لأنها لاتريد منّا أن نسأل عن المتسبب في ضياع مئات المليارات من أموال الشعب في مناقصات وهمية ومشاريع لم تر النور، وأن لانسأل ، كم مرة سمعنا من السيد المالكي بأن هذا العام هو عام الاستثمار، لنكتشف في النهاية كم مشروع دفن تحت ركام التصريحات والخطب النارية.
ولو كان الموضوع ياعزيزي صاحب التعليقات هو مجرد " جنجلوتيات " لقلت إنها هفوة وزير يريد ان يثبت لمستمعيه انه تكنوقراط ومثقف ويضاف لهما علوم الفضاء ودوره فيها ومساهماته ، لكنني أعرف ان الكثير من سياسيينا لايفرقون عن الحمامي كثيرا إلاّ بنوع " الجنجلوتية " التي يطلقونها بين الحين والآخر ، التي كان آخرها اكتشاف المواطن العراقي أنّ له يوماً وطنياً ، والغريب ان الذي ذكرنا بالامر برقية تهنئة يتيمة من السعودية ، الامر الذي جعل المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية يسرع لتدبيج تهنئة للعراقيين بهذه المناسبة التي تصادف اليوم ، وهي قبول العراق كدولة مستقلة في عصبة الامم المتحدة عام 1932!، والغريب أنني بحثت في مواقع معظم المسؤولين الكبار ، ابتداءً من العبادي وانتهاءً بـ " زعيمة الاصلاح " ، فلم أجد ذكراً لمثل هذا اليوم ، الذي يفترض ان يمثل الحدث الأبرز في تاريخ العراق، إلا ان ساستنا الاشاوس يستكثرون أن يكون له يوم وطني.
العراق الذي حلم فيصل الأول أن يكون لؤلؤة الشرق الأوسط ، نراه اليوم غارقاً في البؤس، وأصبح صرحاً من خيال هوى ، مع الاعتذار لأُمّ كلثوم
مع الاعتذارلأُمّ كلثوم
[post-views]
نشر في: 2 أكتوبر, 2016: 06:47 م
جميع التعليقات 3
ماركس
اي من حقهم يعترضون فكيف يفرطون بسعادة الوزير متعدد المواهب.. الادهى اني اتذكر اول معرفة لي بالسيد الوزير سبع صنايع حين قرات له مقالا مبتذلا في جريدة العراق تايمز ... فعدت اليوم اليها لابحث عن ماكتبه بشأن سومر ...فوجدت مقالا بعنوان من (أور) إلى (أورو) يو
ماركس
معلومات المتشبه بالمثقف تتلخص وتتوقف عند اخر كتاب تصفحه .. فلابد له بعدها ان يردد ماتلقنه في كل محفل.. غير حتى يبين مثقف ..جا شون لعد ... وربما يكون سبب بحثه هو العلاقة التاريخية التي تم اكتشافها على الفيس بوك المتعلقة بالاصل السومري لسكان جنوب العراق حصر
ناظر لطيف
جميل سيدي مقال ساخر يحمل حزن والم السنين وكلنا نحسه شكرا لك