اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > علّمهم الحساب بالبنادق وكافأهم بلعب عسكرية..طلاب مدارس (داعش) وفرصة العودة للحياة

علّمهم الحساب بالبنادق وكافأهم بلعب عسكرية..طلاب مدارس (داعش) وفرصة العودة للحياة

نشر في: 4 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

تسبب احتلال تنظيم داعش لمناطق عديدة بالعراق في حرمان أطفالها من حقهم في التعلم، بسبب إجبار داعش أطفال تلك المناطق على الإلتحاق بمدارسه الخاصة التي تحث على العنف والتطرف، وتعلم استخدام السلاح وأساليب القتل ، بدل تعلم القراءة والكتابة، فالكتب  الم

تسبب احتلال تنظيم داعش لمناطق عديدة بالعراق في حرمان أطفالها من حقهم في التعلم، بسبب إجبار داعش أطفال تلك المناطق على الإلتحاق بمدارسه الخاصة التي تحث على العنف والتطرف، وتعلم استخدام السلاح وأساليب القتل ، بدل تعلم القراءة والكتابة، فالكتب  المدرسية تمت صياغتها حسب الضوابط الإيديولوجية الصارمة التي وضعها التنظيم، بعد مرورها برقابة مشددة على ثلاث مراحل. وعوضًا عن الزهور والثمار، تعرض هذه الكتب الأسلحة والدبابات، ونظرة متطرفة للعالم تقوم على تقسيمه حسب معايير التنظيم التكفيرية والإجرامية.

خسرت سنتين دراسيتين
ولأجل عدم عودة داعش ولمسح أفكاره الإرهابية التي سربها الى عقول الصبيان والاطفال في محاولة تجنيدهم ضمن التنظيم، او ليكونوا بذرة مستقبلية لتنظيم ارهابي آخر، تم فتح عدد من المدارس في مخيمات النازحين تتكفل بإعادة تأهيل الطلاب في المراحل الدراسية الاولى خاصة اطفال عوائل داعش.
 الصبي (مصطفى محمود) يسكن وعائلته في احد المخيمات يقول: بسبب سيطرة  داعش على المدينة فضّل اهلي بقائي في البيت وعدم الذهاب الى المدرسة. موضحا: ان مناهج المدارس صيغت حسب رؤية داعش وافكاره. مضيفا ان اصدقاءه في الدراسة تعلموا كيفية حمل السلاح والرمي على الأهداف. مصطفى ذكر انه بسبب ذلك فقد سنتين من الدراسة. مردفا: اذ يفترض ان اكون الآن في الصف الرابع الإعدادي، لكن بسبب داعش ومدارسه خسرت سنتين من عمري. موضحا ان عددا من زملائه في المدرسة مازالوا يحملون بعض تلك الأفكار المتطرفة.

دروس تأهيل خاصة
في ظل احتلال داعش لم يكن أمام هؤلاء الأطفال سوى الانصياع إلى توجيهات التنظيم الارهابي وافكاره المتطرفة التي اراد نقلها من جيل الى اخر من خلال المدارس الخاصة التي انشأها او الدورات التدريبية على السلاح والقتل وتخريج ما يسمى بـ"أشبال الخلافة". لذا لم يكن امام الجهات المعنية الا العمل على اعادة تأهيل الطلاب سواء من دخلوا الى مدارس داعش او اولئك الذي كانوا على مقربة منهم.
 مدير مدرسة مخيم الأمل المنشود (سعدون محمد كائن) اكد في حديثه لـ(المدى) على جاهزية المدرسة لاستقبال اكبر عدد من الطلاب النازحين في المخيمات، مشددا على ضرورة التحاق الطلبة بالمدارس سواء في المخيمات او في المناطق المحررة من اجل محو افكار داعش التي زرعها في نفوس وعقول البعض. مبينا أن من بين المناهج التدريسية دروسا لإشاعة افكار السلام والمحبة والتسامح بين الاطفال. واكد (كائن) أن هذه الخطوة من اهم الخطوات التي يتطلبها تدريس الاطفال النازحين في الوقت الحالي في محاولة لغسل الافكار الهمجية التي زرعها داعش في عقول اكثر الاطفال وخصوصا صغار السن منهم. لافتا الى ضرورة دعم المدارس من اجل انتظام الدوام فيها. داعيا الى ضرورة ايلاء رعاية خاصة لهذه الأجيال التي عانت الأمرّين من تنظيم داعش ومن النزوح.

ترحيب أهالي الطلبة
أهالي الطلبة اكدوا على ان هذه الخطوة مهمة جدا في حياة اطفالهم بعد ان قضوا اكثر من سنتين من الحرمان في التعليم. (ام ولاء) واحدة من النساء التي ارسلت ابناءها الى هذه المدارس الخاصة بالنازحين في مخيم الامل، بينت في حديثها لـ(المدى): ان فكرة انشاء مدارس للنازحين داخل المخيمات فكرة جيدة جدا خصوصا واننا لا نعرف متى ستنتهي الأزمة الحالية. مردفة: كذلك حتى لا يضيع الوقت على الاطفال وحتى تكون بداية عامهم الدراسي بحب السلام والتعاون ولكي ينسوا تلك الافكار التي جاء بها داعش طوال تلك الفتره.

غسل أدمغة الطلاب
أساليب كثيره اتبعها تنظيم داعش لكسب الاطفال للانخراط ضمن مجاميع داعش، يأتي في مقدمتها استغلال اطفال الأُسر الفقيرة مقابل دفع الأموال. كما دأب التنظيم الارهابي على نشر مقاطع تظهر فيها تدريبات عسكرية مكثفة لأطفال دون سن الـ 16 عاما تحتوى على مشاهد عنف واستخدام السلاح (كلاشنكوف). عن ذلك تتحدث الأم النازحة (ابتهال سلمان) : لم يكن أمامنا إلا زج اطفالنا في تلك المدارس بعد تهديد الدواعش بجلد كل من يتخلف عن ذلك. مضيفة: ان احد اولاد الجيران تم تجنيده لتنفيذ عملية انتحارية. مردفة: حينها شعرت بالخوف الحقيقي على اولادي وقررت الهرب حتى وصلنا الى المخيم بعد اجراءات تحقيقية وامنية.
وعن المدارس الحالية بينت سلمان: هي فرصة جيدة على ذوي الطلبة استغلالها من اجل اعادة تأهيل الأولاد ودمجهم بالمجمتع دون تطرف. موضحة انها حرصت على تسجيل ابنائها في المدرسة ومساعدة الكوادر التدريسية في هذه المهمة الانسانية.

أطفال داعش وعدم الاختلاط
بعد تحرير المدن من سطوة تنظيم داعش وجد اغلب الطلاب انفسهم خارج الدراسة، ان كان بسبب التدمير التام للمدارس او بتغيير المناهج الدراسية الأمر الذي قد يخلق ازمة اخرى، خاصة لاولئك الذين ظلوا في مدنهم تحت سيطرة التنظيم الذي شدد على نشر افكاره خاصة في عقول الاطفال والصبيان مستغلا اندفاعهم.
 المختص في علم الاجتماع (نصيف احمد) اكد في حديثه لـ(المدى) : ان على الجهات المعنية ضرورة احتضان هؤلاء الأطفال ومحاولة ايقاف غسل ادمغتهم واعادة نثر بذور السلام والمحبة في عقولهم. مسترسلا: كما ان من الضروري ان يتم وضعهم في مدارس تأهيلية خاصة تعمل على وفق مناهج مجتمعية حديثة تساعد على اشاعة روح المواطنة والتسامح. مشددا على اهمية عدم السماح لهم بالاختلاط بالاولاد ممن في اعمارهم كي لايتأثر البعض منهم بما يقولون او يحكون عن ايام داعش.  

نقص في عدد المدارس
المسوؤلون في قضاء الكرمة اكدوا ان اكثر المدارس في القضاء اصبحت جاهزة الاستقبال الطلبة خصوصا في المناطق التي شهدت عودة النازحين الى مناطقهم، فقد اكد قائممقام الكرمة (محمد خلف الدليمي): ان اكثر المدارس في القضاء اصبحت جاهزه لاستقبال الطلبة وخصوصا في المناطق التي تشهد عودة للنازحين وان جميع الكوادر التعليمية متواجدون. مردفا: ان القضاء يشهد استقرارا امنيا واضحا . مبينا انهم يعلمون الان على اعادة بقية الخدمات من اجل اعادة الحياة الى المدينة.
فيما بين (ناجي دحام) مدير ناحية الوفاء: ان من بين العوائل التي وصلت الى المخيم عدد كبير من الاطفال في سن الدراسة. متابعا: انهم توقفوا عن الدراسة منذ سنتين بسبب تواجدهم بالمناطق الساخنة. موضحا انه في الوقت الحاضر لايمكن توفير المدارس الكافية لاستيعاب الكم الكبير من الطلبة. لافتا الى ان الكثير منهم ضحايا للتنظيم وبحاجة الى إعادة تأهيل وتصحيح للافكار التي رسّبها داعش في ادمغتهم.  

طلبة مدارس داعش
تتنوع مشاكل الطلبة ممن نزحوا مع عوائلهم او ممن ظلوا تحت سطوة التنظيم ومنهم الطالب (مروان حسين) الذي بين انه حصل على شهادة الثاني المتوسط، ونجح إلى الصف الثالث المتوسط، حيث أكمل هذه المرحلة في فترة سيطرة تنظيم داعش، ولكنها لم تحسب له، ولا يعلم كيف ستيم التعامل مع وضعه هذا. مضيفا: ان الطلاب الذين نزحوا، أكملوا تلك المرحلة ووصلوا إلى الصفين الرابع والخامس. مطالبا بايجاد حل عادل لمشكلة يعاني منها مئات الطلبة.  
اما (عدي حاتم) فقد كان طالبا في الصف الرابع الاعدادي حين سيطر التنظيم على مدينته الرمادي لكنه ظل يواظب على الدراسة ونجح الى الصف الخامس ثم السادس الاعدادي. موضحا انه الآن في ورطة اذ لم يتم الاعتراف بالسنتين. داعيا الجهات المعنية إلى اعادة فتح المدارس وان تجد حلاً للمشكلة التي يعاني مئات الطلبة خاصة في الدراسة الإعدادية.

البنادق بدل الفواكه والحبوب
احدى وسائل التنظيم الارهابي انه لا يفوّت الفرصة للتباهي بأن المدارس في مناطق سيطرته تعمل بشكل طبيعي، لكن الواقع أن وراء الصورة المشرقة التي تظهر الأطفال وهم يحملون حقائبهم ويركضون ويلعبون في الساحات، هنالك صورة العلم الأسود الذي يرفرف في هذه المؤسسات التعليمية، والأفكار المتطرفة التي يتم تلقينها للأطفال.
الخبير الامني (برهان العاني) بين لـ(المدى)  أن تنظيم داعش حين ينشر الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الأطفال في المدارس يهدف بذلك الى إثبات شرعيته ونجاحه في السيطرة على المجتمع. مستطردا: ان الأطفال يتعلمون الحساب والعد باستعمال الأسلحة عوضًا عن الفواكه او حبات البقوليات. موضحا: ان الاسئلة تكون بهذه الشاكلة "إذا كانت لدينا ثلاث بنادق كلاشنكوف وأضفنا اثنتين كم يصبح لدينا". وهكذا بقية العمليات الحسابية.

جوائز للطلبة المتمزين!!
وأشار العاني الى أن هؤلاء الأطفال يتم تلقينهم منذ الصغر انهم سيصبحون مقاتلين في التنظيم في المستقبل. مردفا: ما يعني أنه مع مرور الوقت سيصبح الوقوف ضد هذا التنظيم أصعب مع ظهور جيل جديد مؤمن بأفكاره ومستعد للتضحية من أجل الدفاع عنها. مشددا على ضرورة ايجاد طرق تدريس غير تقليدية تهدف الى اعادة تأهيل الأطفال بسرعة ودمجهم بالمجمتع وتحصينهم ضد كل الأفكار.
كما بين الخبير الأمني أن هذه المدارس تقدم للطلاب المتميزين جوائز تكون في الغالب لعباً عسكرية مثل البنادق البلاستيكية والدبابات وغيرها. موضحا: انهم يستخدمون وسائل تعريف عنيفة ومقاطع فيديو تبث مشاهد الدم والذبح. مؤكدا صعوبة التعامل مع هؤلاء الصبيان مستقبلا اذا لم نضع برامج تأهيل خاصة مع ضرورة عدم زجهم في الوقت الحاضر بالمجمتع الا بعد التاكد من تخلصهم من افكار داعش.

دروس عنف تطبيقية
يولي التنظيم الإرهابي أهمية لأبناء الجيل المستقبلي الذي يمثل الامتداد لعناصره في الوقت الحاضر، فكل طفل بعمر الثماني سنوات يلتحق بمعسكرات التدريب التي يديرها التنظيم، وتحصل العائلة على منحة مالية تبلغ 150 دولاراً شهرياً. (حارث الحلبوسي) ، مدرس اضطرته الظروف للبقاء تحت سيطرة التنظيم يوضح: ان المدرسين في مدارس تنظيم داعش يعتمدون الأسلحة البلاستيكية والرسوم الكرتونية المخيفة لنشر الكراهية والرعب. مبينا: انه في احدى حفلات التخرج الخاصة بمدارس داعش كان (الارهابي شاكر وهيب) بمثابة (ضيف شرف) الاحتفال. منوها الى ان هناك بعض الدروس الشرعية كانت تلفق آيات وأحاديث عدة تهدف الى قتل الآخر وبث الخوف والرعب في نفوس الرافضين لهذا التنظيم.
واسترسل الحلبوسي: ومن بين الفعاليات التي يقوم بها التنظيم هناك دروس تطبيقية على العنف، من خلال اصطحاب بعض الطلاب الى عمليات الجلد وقطع الرؤوس التي كان التنظيم يمارسها ضد من يرفض افكاره. لافتا الى صعوبة المرحلة المقبلة خاصة ان هناك عددا كبيرا من هؤلاء الاطفال مجهولو المصير لحد الان. متخوفا من ظهورهم في الفترة المقبلة على شكل دفعات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram