نجح منتخبنا الوطني بكرة القادم للناشئين تحت 16عاماً من قول كلمته الفصل وتسيّد القارة الصفراء باقتدار ليفي الكابتن قحطان جثير بوعده الذي قطعه الى الجماهير والعودة بالكأس الى بغداد برغم ظروف الإعداد الصعبة التي واجهته ويعلمها الجميع حيث سبق للكابتن جثير أن أثار أكثر من قضية تخص المعسكرات وتخصيص ملعب للفريق ومباريات ودية، مع كل ذلك نجح الفريق في نيل اللقب الأغلى وهزم كبار فرق آسيا كوريا الجنوبية واليابان وأوزبكستان وإيران وعُمان باستحقاق كوننا الأقدر على الكسب والأكفأ.
الحقيقة إن إعادة اسطوانة المعاناة مع جميع الفرق والفئات العمرية منها تحديداً صار مملاً الى درجة غير مقبولة حيث لا جديد نشير إليه منذ يوم الاستدعاء للاعبين الى يوم النزول بأرض المطار الفلاني وبقاء البعثة العراقية فيه لساعات تفترش الأرض كل هذه الظروف والأحوال يعلمها رجال الاتحادات والأولمبية والسفارات العراقية حول العالم والنتيجة يبقى الحال كما هو عليه.
المهم اننا لا نريد أن نُشير الى هذه المعطيات بعد ظهور ما هو أكثر أهمية منها ويخص فرقنا للناشئين عموماً وليس فريق الكابتن جثير فقط حيث بدأت الاصوات تتعالى من كل مكان لأجل احتضان هذا الفريق برعاية خاصة وإعداده للمستقبل ليكون النواة لجميع المنتخبات المقبلة الشباب الأولمبي والمنتخب الأول ولا أعلم من يستطيع ضمان الاستمرار على نسق واحد وتطوّر دائم ويقيناً إن ذلك ضرب من المستحيل حيث سيكون هناك تدفّقاً للمواهب من مختلف الأعمار والأمكنة ربما أفضل مما هو موجود اليوم ولنا في ذلك أدلة كثيرة من منتخبات سابقة أفل نجومها بعد سن الناشئين والشباب !
إن الأضمن والأكثر حكمة هو أن تتم الدعوة والمناشدات الى الجهات المختصة بانتظام دوريات الفئات العمرية للشباب والناشئين وحتى البطولات المدرسية التي ترعاها وزارة التربية أو بطولات المراكز التخصصية بمختلف الألعاب وليس كرة القدم وحدها بذلك نكون قد أمّنا أفضل السبل للحفاظ على اللاعبين وتوسيع ميدان المنافسة مع غيرهم من أجل وصول الأفضل الى تشكيلات المنتخبات الوطنية ويكون لاعبو المنتخبات الوطنية للفئات العمرية على تواجد دائم واحتكاك مع فرقهم بما يضمن للمدرب وملاكه المتابعة واستدعاء الأفضل للمنتخبات الوطنية وليس الاجتهاد والبحث بصعوبة بالغة عنهم وسط عتمه هائلة لا تتيح لهم المراقبة المتواصلة لإمكانيات اللاعبين كونهم لا يتواصلون في دوري منتظم أو بطولات مستمرة.
كمتابعين نقرّ ونقدّر الإنجاز الكبير لمنتخب الناشئين الذي تفوّق على نفسه وظروفه الصعبة واستطاع أن يتوّج بكأس آسيا للمرة الأولى بتاريخه بعد أن كان بعيداً عن فرضية الترشح للمباراة النهائية كأبعد احتمال وتصوّر البعض إن السعي العراقي سيتوقف عند حدود التأهل الى مونديال العالم ولأجل أن نكون على قدر المسؤولية في مونديال الناشئين العام المقبل لا يمكن أبداً القبول بإعادة ذات السيناريو على هذا الفريق الفتي الذي سيتجدد بالتأكيد فلا يمكن لنا قبول أن الفريق والكابتن جثير سيتحملون مهمة البحث عن ملاعب جديدة ومعسكرات ومباريات منفردين بجهود شخصية كما حصل إبان فترة الإعداد السابقة، بل نريد ما يوازي انجازهم ومكانتهم كابطال آسيا والمنتخب الوحيد الممثل للعرب الآسيويين.
لنا ثقة تامة بأن الاهتمام والرعاية لو أخذت طريقها اليهم بقوة ومسؤولية فإن التفكير بمجرّد التواجد في مونديال الصغار سيكون منسياً وإن التطلع الى نتيجة هي الأكبر بتاريخ الرياضة العراقية لن تكون صعبة على ليوثنا الكبار بأفعالهم.
ليوثنا كبـارٌ بالأفعال
[post-views]
نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 09:01 م