TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الموت لدغاً ....

الموت لدغاً ....

نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 09:01 م

في احد مستشفيات محافظة النجف ، ودعت طفلة صغيرة بعمر ست سنوات الحياة بعد ان تعرضت للسعة عقرب ولم يتمكن المستشفى من انقاذها لخلوه من المصل المضاد للدغات العقارب ..ولم تكن هذه الطفلة الضحية الوحيدة لشح المصل اذ سبقها الاعلامي الشاب زين العابدين الذي توفي في محافظة الديوانية بعد ان لدغته افعى سامة لعدم توفر المصل المضاد للدغات الافاعى ...كانت هذه الحوادث والكثير من شبيهاتها مدعاة لدعوات اطلقها بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون فيها وزيرة الصحة بتوفير الامصال التي لاتكلف الدولة مبالغ جسيمة او الاعتذار عن مواصلة مسلسل الاهمال الذي تشهده المستشفيات العراقية منذ سنوات مابين اخطاء طبية خطيرة وحرائق مفتعلة وغياب مخجل لابسط ملامح النظافة وشح الادوية الضرورية فضلا عن غلاء اجور العلاج وسوء تعامل بعض الكوادر الطبية مع المراجعين ...البعض كان طموحه اكبر بكثير فطالبها بالاستقالة لتصوره بأن المسؤول العراقي في زمن الديمقراطية قد يبادر بتحمل مسؤولية خسارة ارواح عراقية بريئة بسبب قصور في عمل المؤسسة التي يديرها..
في ما يخص السيدة وزيرة الصحة ، فهي لاتؤمن بثقافة الاعتذار او الاستقالة بل تجيد اسلوب التجاهل والتشبث بمنصبها مهما كانت الخسائر او الانتقادات، فهي التي ردت على توبيخ رئيس الوزراء لها ورفضت التنحي عن منصبها ، وهي التي استقالت على الهواء اثر فضيحة وفاة الاطفال الخدج في حريق مستشفى اليرموك بضغط من مقدم البرنامج الذي استضافها لكنها عادت لتحاول التغطية على كل ماعلق بوزارة الصحة من حوادث وفضائح فساد بممارسة اسلوب الدعاية لما يصدر عنها من دعم ومساعدات للحشد الشعبي ..
في كندا ، لدغت افعى شابا في احدى الغابات فاتصلت صديقته بالاسعاف ليطلبوا منها ان تصف لهم لون الافعى وطولها وموقع اللدغة في جسمه، ولم تمر نصف ساعة حتى هبطت طائرة مروحية محملة بكادر طبي كامل وانواع من المصل المضاد للدغة الافعى وتمكنوا من انقاذ الشاب ..قد لاتتوفر لدينا مثل هذه المبادرات، فانقاذ فرد عراقي واحد لايستدعي كل هذا الجهد ، لذا لن نطمح لأكثر من توفير الأمصال في المستشفيات لإنقاذ من سيقع ضحية للسعات العقارب ولدغات الافاعي المنتشرة بكثرة في مناطق الوسط والجنوب خصوصا ، ويكفينا فقداننا لأرواح عراقية عديدة في الانفجارات والقتال مع داعش فحتى لو تعددت الأسباب للموت الذي لايمكن تداركه فهناك فرصة لتدارك الأسباب المؤدية لموت مجاني بشيء من الاهتمام ومراعاة الضمير المهني وتحمل مسؤولية ادارة مؤسسات الدولة بالشكل الذي يحافظ على ارواح العراقيين وممتلكاتهم وهو ليس طموحا يصعب تحقيقه بل ابسط بكثير من طموح البعض باقناع او اجبار مسؤول عراقي على الاعتذار لشعبه او ...الاستقالة ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram