وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خصصت استمارة خاصة لذوي الشهداء وضحايا الإرهاب للقبول في الجامعات للعام الدراسي الجديد . أولياء الأمور يتحدثون عن منح فئة محددة من الطلبة خمس درجات على المعدل ، فأعادت الوزارة استنساخ تجربة سابقة في منح ابناء كبار الضباط والمسؤولين من حملة وسام الرافدين وانواط الشجاعة افضلية للقبول في كليات المجموعة الطبية . في ذلك الوقت كان معدل الطالب يصل الى 115 درجة ، تؤهله لتحقيق رغبته الدراسية في اية كلية يختارها . على الرغم من كل ذلك، لم يكن الطالب صاحب المعدل المدعوم بنوط الشجاعة او وسام الرافدين يشغل مقعد غيره.
الجامعات العراقية منذ تشكيلها ، احتلت مراتب متقدمة في الترتيب الدولي ، كان الطلبة العرب يفضلونها على غيرها لمستواها العلمي وكفاءة اساتذتها ، بمرور الزمن فقدت جامعة بغداد وزميلاتها البصرة والموصل والمستنصرية سمعتها الدولية ، تفوقت عليها نظيراتها العربيات ، استطاعت خلال سنوات قليلة ان تحقق حضورها الدولي ، استقطبت خيرة الاساتذة العراقيين بجميع التخصصات العلمية والانسانية ، مع استمرار تراجع اداء جامعات العراق جراء اسباب سياسية وادارية واخرى مزاجية ، فضل الكثير من كوادرها العمل في عواصم عربية .
من واجب الحكومة رعاية ذوي الشهداء وضحايا العمليات الإرهابية بمنحهم رواتب تقاعدية والحصول على السكن ، ولكن ان تمنحهم افضلية للقبول في الجامعات على حساب طلبة حصلوا على معدلات عالية ، مسألة بحاجة الى اعادة نظر ، تقع على عاتق المسؤولين في وزارة التعليم العالي ، خصوصا ان نظام القبول المركزي منذ استحداثه اعتمد معايير ثابتة غير خاضعة لمزاج سياسي او رسمي .
المزايدات السياسية في العراق تجري على قدم وساق بمزاعم الدفاع عن المظلومين حين يرتفع صوت المنادي لتحقيق مكاسب حزبية ، ستكون سببا في فقدان الجامعات العراقية ما تبقى من سمعتها السابقة ، وتتحول الى واجهات تابعة لجهات متنفذة تمنح الشهادات لمن لا يستحقها .
وزارة التعليم العالي اكدت حرصها على تنفيذ برامجها لتحقيق اهدافها، وبما ينسجم مع دورها في رفد الساحة العراقية بكوادر في مختلف التخصصات العملية والانسانية ، الوزارة المعروفة بتاريخها العريق ، تولى ادارتها خلال السنوات الماضية وزراء ينتمون الى احزاب متنفذة فانعكس ذلك على ادائها ، انها اليوم بحاجة الى ثورة اصلاحية ، تساعدها على تصحيح اخطاء الماضي والحاضر ، وهي قادرة على تحقيق ذلك بتوفر الإرادة المستقلة ، ورفض الوصايا الحزبية بذريعة انصاف ذوي الضحايا .
الحكومة العراقية تبنت برنامجا لتعويض ضحايا العمليات الإرهابية ، مع اندلاع الأزمة المالية والإجراءات الروتينية ، فشل آلاف المشمولين بالبرنامج الحكومي في انجاز معاملاتهم للحصول على راتب تقاعدي بالرغم من مرور سنوات على تقديم الطلبات .
نظام القبول في الجامعات العراقية خط احمر لا يمكن تجاوزه بقرار "صاحب المزاج " ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي تتحمل مسؤولية تطبيقه . في زمن خضوع دول المنطقة العربية الى الاحتلال العثماني ، كان وكيل السلطان يحمل المهر (الختم الرسمي) لإصدار الفرمانات ، صاحب "المهردار" في اغلب الأحيان يتعاطى مع المصادقة على الأوامر بحسب مزاجه ، المسؤول العراقي أعاد حضور "المهردار" بلجوئه الى الاستخارة بـ "سبحة 101 خرزة" لخدمة الرعية .
مهردار "القبول بالجامعات
[post-views]
نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 09:01 م