التحالف الوطني الحاكم برئاسته الجديدة بعد دخوله الى مرحلة المأسسة ، اوصى كتله النيابية بالتخلي عن استجواب الوزراء لمدة ستة اشهر ، لمنح رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي فرصة تحسين الاداء الحكومي ، مع تحشيد الدعم لعملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش ، موقف التحالف استند الى حقيقة ان الاوضاع الامنية والمستجدات في الساحة الاقليمية ، تتطلب تضافر كل الجهود لمواجهة الارهاب ، فضلا عن تهيئة الاجواء المناسبة لخوض الانتخابات المحلية المقبلة ، بمعنى اخر دفع عجلة الحكومة لحين انتهاء عمرها.
تراجع التحالف الوطني عن تفعيل دور البرلمان الرقابي ، وتحفظه على استجواب بعض الوزراء جاء بعد جمع تواقيع في البرلمان لاستجواب وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ، طبقا لتصريحات بعض الموقعين على الطلب ، مع توجيه اتهامات الى مهندس الدبلوماسية الحالي بعد سلفه هوشيار زيباري بهدر المال العام من خلال بيع عقارات عراقية في الخارج ، ومنح قياديين في تنظيمه السياسي مناصب في الوزارة . بصرف النظر عن المواقف المؤيدة او المعارضة لاستجواب المسؤولين، قطع التحالف الوطني الطريق امام المطالبين بتفعيل الدور الرقابي للسلطة التشريعية ، فهو يمتلك اغلبية عددية بإمكانها احباط "جرجرة" المسؤول ، وافشال التصويت على اقالته من منصبه . تطبيقا لما ورد في "نظرية المأسسة" سيحتفظ الجعفري مؤلف كتاب تجربتي في الحكم بمنصبه لاعتبارات اخلاقية ، لأنه زعيم تيار الاصلاح التنظيم السياسي المنشق عن حزب الدعوة الاسلامية ، سبق ان تحمل مسؤولية رئاسة التحالف الوطني ، وله دوره الجهادي في مقارعة الديكتاتورية ، المسيرة النضالية للرجل لابد ان تحترم، وتلك كانت رسالة رفاقه واخوانه المجاهدين الموجهة الى النواب الموقعين على طلب استجوابه .
النقد الذاتي تقليد ثابت تبنته الاحزاب السياسية في العراق ، المنقرضة منها او العاملة في الساحة ، لغرض تصحيح اخطائها ، والحفاظ على التنظيم من مغامرات رفاق خانوا المبادئ ، في مسعى لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الحزب وقاعدته الشعبية . في التاريخ العراقي الحديث شواهد واحداث تشير الى حصول انشقاقات داخل الاحزاب نتيجة التطبيق الصارم للنقد الذاتي ، يؤدي احيانا داخل الحزب الحاكم الى تصفية قياداته.
معظم القوى السياسية العاملة في الساحة العراقية بعد عام 2003 ، شكلت لأغراض خوض الانتخابات ثم انضمت الى ائتلافات او تحالفات لتحقق اغلبية برلمانية ، راهنت على الاصطفاف الطائفي والمذهبي في الحصول على قاعدة شعبية واسعة ، تمنحها التمثيل في الحكومات المحلية ، والبرلمان ، مع تمسكها بالديمقراطية لم تعقد مؤتمرا طيلة السنوت الماضية لانتخاب الامين العام للحزب ، فهناك من شغل هذا الموقع بالوراثة ، او بأمر صادر عن الزعيم الروحي ، او بتفعيل دور الصقور ضد الحمائم داخل التنظيم السياسي ليحافظ كبير النسور على موقعه ، بوصفه يمتلك المنقار الاقوى بين رفاقه .
النقد الذاتي داخل الاحزاب المشاركة في الحكومة الحالية مجرد شعار، انتفت الحاجة لاستخدامه في مرحلة الدخول الى "المأسسة" للحفاظ على الرموز الوطنية بجعل الرفيق فوق الشجرة يستمع لأغنية الراحل عبد الحليم حافظ ظلموه .
رفيقي" فوق الشجرة
[post-views]
نشر في: 4 أكتوبر, 2016: 09:01 م