بابل / المدى قائمة االمطلوبين الـ 55 من أركان نظام صدام المخلوع والتي اصدرتها الولايات المتحدة عام 2003 وكان على رأسها الرئيس المخلوع صدام حسين وعدد من ابرز اركان نظامه هذه القائمة اضيف لها في السنوات الاخيرة اسم ، هو محمد جواد العنيفص، زعيم عشيرة البوعلوان، بعد أن تأكد بالدليل القاطع، تورطه في قمع انتفاضة محافظة بابل، على نظام صدام العام 1991. العنيفص، الذي حمل الرقم 56 في قائمة المطلوبين،
اعتقل من أهالي الحلة، مركز محافظة بابل وسلم إلى القوات الأميركية، التي أودعته سجن مركز شرطة المحافظة، للتحقيق معه بتهم قتل العشرات من سكان المدينة، ودفنهم في مقبرة (أبو سديرة) الجماعية بمنطقة المحاويل، شمال الحلة، بعد اكتشاف تلك المقبرة في (حزيران) 2003. وما لبثت القوات الأميركية أن نقلته إلى سجن في البصرة، عقب ورود معلومات عن نية أسر ضحاياه في منطقة المحاويل، الهجوم على السجن المحلي وقتله انتقاما. وبعد نحو شهر من نقله إلى البصرة، أعلنت القوات الأميركية «الإفراج عن العنيفص بطريق الخطأ»، وقررت تخصيص مكافأة للقبض عليه بلغت 25 ألف دولار، علما أن إشاعات سرت حينها، بأن ذوي العنيفص دفعوا رشوة بلغت 150 ألف دولار لسجّانيه، بغية تهريبه. ولم تتأكد صحة هذه الإشاعات من مصدر موثوق. طالبو الثأر من العنيفص ظلوا يتتبعون أخباره، حتى علموا أن ذويه تمكنوا من إيصاله إلى الأنبار، ثم تهريبه إلى سورية، لكن أي مصدر مسؤول لم يؤكد تلك المعلومات، لكن اسمه ورد مرة في قوائم قيل إن الحكومة العراقية سربتها للإعلام العراقي العام 2004، ضمت أسماء قيل أن الحكومة العراقية تطالب السوريين بتسليمهم، بدعوى أنهم مطلوبون للقضاء العراقي، بتهم مختلفة. الإعلان عن وفاة العنيفص في سورية، عن عمر يناهز الـ 65 عاما، تسرّب إلى وسائل الإعلام الجمعة الماضية، وقيل وقتها إنه أوصى بدفنه في الرمادي، مركز محافظة الأنبار الغربية. وأكد أحد أقرباء العنيفض، في حديث لموقع (السومرية نيوز)، أن «زعماء العشائر في محافظة الأنبار، وافقوا على تنفيذ وصية العنيفص، ودفنه في المحافظة». ونقل الموقع عن شهود عيان، أن المئات من الشخصيات العشائرية في الأنبار، شاركت في تشييع جثمان العنيفص إلى مقبرة الرمادي الرئيسية، لدفنه فيها. وأثار مجلس العزاء الذي أقيم للعنيفص، غضب أهالي بابل، الذين اعتبروه إهانة لمشاعرهم، وإساءة لأرواح ودماء الأبرياء الذين قتلهم العام 1991. مرتضى كاظم (65 عاما)؛ وهو أحد سكان حي الخسروية الراقي وسط الحلة، قال إن «إقامة مجلس عزاء للعنيفص إهانة لأهالي الحلة»، مؤكدا أن «الإساءة التي سببها لنا عنيفص لا تغتفر أبدا، ولن تُمسح من ذاكرتنا». وأوضح كاظم «فقدت ولدي، وفتشت عنه طوال سنوات حكم صدام، إلا أنني وجدته بعد سقوط النظام السابق، في المقبرة الجماعية التي أسهم بها عنيفص». من جانبها، قالت المدرّسة نبأ موسى علوش، إن «أهالي الرمادي لا يعرفون ما فعله عنيفص بأبنائنا، وكيف سبب فاجعة كبيرة في نفوسنا، حين أسهم بدفن أخي وائل حيّا في بستانه، ولم يكن يبلغ من العمر آنذاك أكثر من 17 عاما». وأشار مسؤول الانتفاضة الشعبانية في الحلة قيصر حسن وتوت، إلى أن «عنيفص تجاوز على حقوق الإنسان، وأدين بأكبر المقابر الجماعية التي اكتشفت في مزرعته في المحاويل، واطلعت بنفسي على مشاهد يندى لها الجبين، في هذه المقابر التي كانت تضم الشباب والشيوخ والنساء والأطفال». وأكد وتوت أن «أبناء عشيرة البوعلوان؛ التي ينتمي لها عنيفص، عراقيون ووطنيون ويستطيعون التعايش مع الشعب العراقي، إلا أن بعضهم أصابته الغشاوة، ونسي الأعمال الإجرامية لشيخ عشيرتهم، وكان الأجدر أن يفتحوا صفحة جديدة ويدفنوا العنيفص في مزابل التاريخ، لا أن يخلّدوه». وأعرب مسؤول الانتفاضة الشعبانية في بابل، عن اعتقاده بأن «التشييع الذي أقيم لمحمد جواد العنيفص؛ وهو من أبرز مرتكبي جرائم المقابر الجماعية، استُغل من قبل الشخصيات التي تلطخت أيديها بدماء الشعب العراقي، وطالتهم قوانين هيئة المساءلة والعدالة». الأستاذ الجامعي ماجد محيي عبد العباس، تمنى أن «تقوم عشيرة البوعلوان، بإنصاف أهالي الحلة، بتهنئتهم بوفاة شخص مثل عنيفص أساء لهم كثيرا، وأن تبدأ بفتح صفحة مشرقة، كلها تآخ ووئام»، مبديا أسفه على «تشييع شخص اقترن اسمه بالمقابر الجماعية». وذهب عبد العباس إلى أن «تشييع العنيفص جاء استجابة لتأثيرات خارجية، بهدف خلق ثغرات ونعرات طائفية»، داعيا «عشيرة البوعلوان إلى أن يتنبهوا إلى المخططات الخارجية ويدرسوا أفعالهم، كي لا يمزقوا الصف الوطني ثانية، بممارسات وأعمال طائفية».
المطلوب رقم الـ 56 للقائمة الأميركية يدفن فـي الأنبار
نشر في: 3 فبراير, 2010: 06:42 م