TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(ياخذ الجفن ، ويدك القازوغ )

هواء فـي شبك :(ياخذ الجفن ، ويدك القازوغ )

نشر في: 3 فبراير, 2010: 06:46 م

عبدالله السكوتييحكى ان رجلا سدت في وجهه ابواب الرزق ، واحتار في كيفية الحصول على المال لاعالة عائلته ، وفكر طويلا ثم هداه تفكيره الى نبش قبور الموتى ونزع اكفانهم عنهم وبيعها ، وكان له ولد يساعده في هذه المهمة . اطلع الناس على هذا العمل المشين فضجوا بالشكوى واستنزلوا اللعنات على سارق الاكفان ،
 وكان حديث الناس والمجالس ، حاولوا العثور على الفاعل ولكنهم لم يتمكنوا ، وبعد زمان توفي الرجل والناس مستمرون في لعنه وسبه ، فتأثرت زوجته لماتسمع وشكت لولدها تأثرها ، لاسيما والرجل توفي حديثا ، وطلبت منه ان يقوم بعمل يصرف الناس عن سبه ، اخذ الابن ينبش القبر وينزع الكفن عن الميت ويضع القازوغ فيه ويبقيه على حاله ، فلما اطلع الناس على هذا العمل القبيح ، ترحموا على سارق الاكفان الاول . لانريد ان نترحم على سارق الاكفان الاول ، فقد ذهب الى غير رجعة ، ونتأمل الايترحم عليه احد والانضطر الى مراجعة انفسنا فيما بفعله القائمون على الامر حاليا . ونحن في خضم الدخول في تجربتنا الانتخابية الثانية نتذكر مافعله اهل الحلة باحد المرشحين ، حيث قام بحركة للدعاية الانتخابية ادعى فيها انها من اجل المصلحة العامة ، ولكن الحليين ارتابوا في ذلك ، ولما خرجوا لاستقباله اخذ فريق منهم يهوّس ، وكان قد استعار اسما للمرشح هو (عبد اليمّه ) فقالوا في هوستهم : (بس لاينكت عبد اليمّه ) فيجيب الفريق الثاني 🙁 ينكت ماينكت شيب امه ). هذه المرة التجربة ستكون مصيرية اذا اعتبرنا ان التجربة السابقة لم تأت بالكثير ولكن الاخطاء التي صادفتنا فيها من الممكن معالجتها ، كي لانترحم على سارق الاكفان السابق ، نخرج من اخطائنا الى الفعل الواعي الصحيح وندع انفسنا تعمل من اجل الوطن ، وما اصعب ان نرى احد المرشحين وقد اجتثته هيئة المساءلة والعدالة لانه متهم بالتزوير ، تصوروا على مستوى مرشح لمجلس النواب ، يريد ان يدافع عن الشعب وقضاياه المصيرية ، يمسك ويجتث من قائمة المرشحين لانه مزور ، هؤلاء يبحثون عن المكاسب المادية لما للنائب من مكاسب يحصل عليها ويحققها في سني خدمته تحت قبة البرلمان . الاموال ممكن ان تكتسب بشتى الطرق ، والاهم من اكتسابها وتكديسها الطريقة التي سلكها الانسان للحصول على هذه الاموال ، ليس من المعقول ان يكون هاجسنا الوحيد جمع المال وترك بلادنا تئن تحت وطأة الجهل والفقر والتخلف ، احدهم وصف العراق وصفا دقيقا حين قارن بينه وبين الدول المجاورة ، وصفه بشخص يرتدي ثيابا رثة ممزقة في حين يرتدي من حوله اجمل الثياب وابهاها ، هل نرضى ان نكون الطرف السلبي في المعادلة يسبقنا من كان متأخرا عنا بكثير !؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram