أنا من الذين لا يأخذون أحاديث السيد إبراهيم الجعفري على محمل الجدّ ، وإن كنتُ أحرص على أن أُخصّص لها مكانة في هذه الزاوية المتواضعة ، فهذا من باب إشاعة الابتسامة ، خصوصا ونخن نعيش في ظل يوم الابتسامة العالمي ، وأقرّ لكم بأنّ الإعجاب بالسيد الجعفري ليس تلقائياً وإنما هو بسبب تبحّره في علوم الخطابة ، وتفضل جنابك قاوم سحر أحاديثه ، دون أن تقع على ظهرك من الضحك ، وأتحداك أن تقاوم.
من مكاني المتواضع هذا حاولت امس متابعة استضافة السيد الجعفري تحت قبة البرلمان ، فاذا بي أكتشف أنّ وزير خارجيتنا يتمتع بحصانة عدم الاستجواب ، الاستضافة ممكنة، لكن بشروط ، وأولها السريّة التامة بعيداً عن أعين المشاغبين من أبناء هذا الشعب ، الذين اكتشفوا أنّ الجعفري متألم ،لأن 32 سفيراً يحملون جنسية مزدوجة ، وهذه المسألة تؤرقه جدا ، أما لماذا هو يحمل جنسية مزدوجة ، فلا حاجة للشرح، إنه زعيم التحالف سابقاً، ومُنظِّر حزب الدعوة ، ونموذج التسامح ، ورمز التآخي في بلاد النهرين ، ولأنني لا أريد أن أُدخل القارئ في نفق مظلم عن غياب راعي التسامح والمصالحة عامر الخزاعي ، سأتحدث عن الكتب، ، فقد قرأت ضمن أخبار الكتب والمكتبات أنّ كتاب فولتير " رسالة في التسامح " لايزال بعد 250 سنة على صدوره يُعدّ الكتاب الاكثر مبيعا في أوروبا ، فهذا الكتاب الذي يحارب ويهاجم التعصب الديني، قال عنه ديغول ذات يوم :" لايزال يمثل لنا الطريق الصحيح لمساعدتنا على حل الخلافات بسبب معتقداتنا " .
والمثير ان العراقيين سبقوا العرب جميعا في التعريف بالمسيو " فولتير " ، ففي عام 1932 ينشر الأب أنستاس الكرملي في مجلة الإثنين والدنيا ، مقالا تحت عنوان، فولتير وفلسفة التسامح وفيه تلخيص لكتاب "رسالة في التسامح "حيث يقول الكرملي ان هذه الرسالة تعد من بين أهم ما كتب عن موضوعة التسامح بين الأفراد والمجتمعات ، هكذا اكتشفت أننا سبقنا الجميع في الحديث عن فكرة التسامح التي كانت جزءاً من تفكير هذا الشعب المتجانس قبل ان يلتهمهم حوت التعصب والطائفية، وقبل ان تستفحل ظاهرة سياسيي الطوائف.
هذا هو حالنا اليوم بعد مرور أكثر من تسعين عاما على مقال الكرملي ، نضحك على حالنا ونحن نرى صعاليك السياسة ، مصرّين على احياء ميكافيللي ، حتى دون ان يقرأوا حرفاً من حروفه .
مَن فعل بنا كل هذا؟ مَن أوصلنا إلى هذه المسرحية الساذجة؟ مَن نقل الأمل بإقامة دولة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، إلى دولة مراهقي السياسة؟ مَن قادنا وسلّمنا إلى هذا المصير المضحك الذي جعل إحدى العشائر تهدّد وتتوعّد كلّ مَن يتحدّث بسوء عن ابنها البار عريبي صاحب الفديو الشهير ، فالعشيرة مصرّة على أنّ عريبي ، كان في حديث جدّي مع بيل غيتس ، لبحث آخر مستجدّات التكنولوجيا الرقميّة ، هذه اخر منتجات صناعة الضحك في العراق !
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ علي حسين ماذا نقول على مسرحية دولة الفالتون جمهورية أقذر مخلوقات الكون زعيمهم لص علاس ومعممهم فاسق دجال من رئيس الجمهورية العجوز الى اصغر واحد بيهم هذا الطرطور الروزخون المُحَصَّن من الأستجواب امام الرأي العام القمقم ابراهيم القشمري ماذا نقول غير يا