توصل باحثون ومتخصصون في التغذية، إلى أن الآثار السلبية للوجبات السريعة لا تقف عند ما هو معروف كالسمنة وأمراض القلب، بل قد تتعداه إلى التسبب في أمراض عدة مثل "ألزهايمر" والاكتئاب والأمراض النفسية. وذكر موقع "هافنغتون بوست" الأميركي أنه يمكن للأطعمة ال

توصل باحثون ومتخصصون في التغذية، إلى أن الآثار السلبية للوجبات السريعة لا تقف عند ما هو معروف كالسمنة وأمراض القلب، بل قد تتعداه إلى التسبب في أمراض عدة مثل "ألزهايمر" والاكتئاب والأمراض النفسية. وذكر موقع "هافنغتون بوست" الأميركي أنه يمكن للأطعمة السريعة تحويل بعض الأمراض العادية غير الخطرة، إلى قاتلة بسبب المضادات الحيوية المستخدمة في تربية الطيور والحيوانات، والتي تعتمد عليها الشركات العالمية في صناعة وجباتها السريعة، ما دفع "المنظمة العالمية للمستهلك" إلى تدشين حملة بعنوان "المضادات الحيوية خارج قائمة طعامنا"، للضغط عليها لوضع معايير لصناعة تلك الأطعمة.

وذكرت المنظمة، إلى أن نحو نصف المضادات الحيوية المنتجة عالمياً تُستخدم في التربية الحيوانية، لتسريع النمو ومنع الأمراض عن الحيوانات والدواجن، فيما أكد القائمون على الحملة، أن الشركات العالمية مثل "ماكدونالدز" و"كنتاكي" و"صب واي"، لم تستجب في تقديم التزامات عالمية محددة زمنياً، لإنهاء إستخدام المضادات الحيوية. وأكدت المنظمة في تقريرها الذي نشرته أخيراً، أن انتشار الاستخدام الروتيني للمضادات الحيوية في تربية الحيوانات، تسهم في جعل الالتهابات البسيطة قادرة على التسبب بالوفاة، لأنها تؤدي إلى إلغاء قدرتها على علاج الأمراض العادية مثل السل والالتهاب الرئوي.

وأكد الباحث في مركز "أبحاث الصحة المختص بالتغذية" وليام غرانت، والمشارك في دراسة نشرها موقع "دايلي مايل"، إلى أن الوجبات السريعة عالية الدهون والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، تُصيب الإنسان بـ"ألزهايمر"، لأنها تساعد على رفع نسبة الكوليسترول والبروتينات التي تؤدي إلى إنسداد شرايين المخ، بينما يقلل تناول الحبوب الكاملة والفواكة والخضراوات والأسماك من خطر الإصابة بــه.

وذكر تقرير آخر نشره الموقع ذاته، أن الوجبات السريعة ترفع من معدلات الإصابة بالأمراض النفسية، إذ أوضحت الأستاذة في جامعة "كانتربري" بنيوزيلند، جوليا روكلدج، أن "انتشار الأطعمة المصنعة والسريعة الغنية بالدهون، يرافقه ارتفاع نسب الانتحار والاكتئاب، ما جعلنا نبحث في ارتباط الظاهرتين معا، والتوصل إلى وجود علاقة قوية ما بين الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة النفسية، والنظام الغذائي".

وأضافت جوليا، أن الذين يعانون من الاضطرابات النفسية تتحسن حالتهم الصحية عند تناولهم المكملات الغذائية، بما فيها فيتامينات "إي" و "سي" و"دي"، والمعادن مثل المغنيسيوم والكالسيوم والحديد والفوسفور واليود والزنك، بالإضافة إلى بعض الأحماض الأمينية. ويتعدى خطر الوجبات السريعة، ليشمل أدوات تغليفها التي تدخل في تركيبها مادة "الفتالات" الكيميائية، وهي مادة ملينة للبلاستيك تنتقل للطعام عبر الأغلفة التي يُلف بها. وفي دراسة أجرتها "جامعة جورج واشنطن"، بيّنت أن نسبة تلك المادة ترتفع إلى 40 في المئة، عند من يتناولون الوجبات السريعة، مقارنة مع من لا يستهلكونها، وتتسبب بأمراض خطرة عدة لدى الأطفال والبالغين، إذ أظهر الأطفال الذين تعرضوا إلى معدلات عالية منها، مستوى ذكاء أدنى من المعدل، إضافة إلى أنها تعيق عمل الهرمونات الذكورية، ما يهدد بمواجهة مشكلات تناسلية في المستقبل.