يُجري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تصويتا على مشروعي قرارين مختلفين بشأن سوريا.وتقدمت فرنسا بمشروع قرار بشأن خطة لإرساء هدنة في مدينة حلب السورية المحاصرة. لكن روسيا أشارت إلى أنها سوف تستخدم حق النقض (فيتو) الذي تتمتع به في مجلس الأمن للحيلولة دو
يُجري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تصويتا على مشروعي قرارين مختلفين بشأن سوريا.
وتقدمت فرنسا بمشروع قرار بشأن خطة لإرساء هدنة في مدينة حلب السورية المحاصرة. لكن روسيا أشارت إلى أنها سوف تستخدم حق النقض (فيتو) الذي تتمتع به في مجلس الأمن للحيلولة دون تمرير القرار.
ويدعو مشروع القرار الفرنسي إلى وقف فوري لإطلاق النار في حلب، وكذلك إلى إنهاء الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات عسكرية سورية وروسية في سماء المدينة. وتقدمت روسيا بمشروع قرار، من جهتها، لا يدعو إلى وقف القصف. وانتقد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، مشروع القرار الفرنسي، قائلا إنه مجرد مناورة دبلوماسية.
بالمقابل، وصف مندوب بريطانيا لدى المنظمة الدولية، ماثيو ريكروفت، مشروع القرار الروسي بأنه تحايل سياسي.
ومنذ أسابيع، يتعرض القسم الشرقي من حلب، الخاضع لسيطرة مسلحي المعارضة، لضربات جوية متواصلة، تشنها القوات الروسية والسورية. ومازال هناك نحو 275 ألف شخص يعيشون في هذا القسم من المدينة.
وتقول سوريا وروسيا إن قواتهما تستهدف الجماعة المعروفة باسم "جبهة فتح الشام"، التي كانت معروفة في السابق باسم "جبهة النصرة".
لكن قوى غربية تشكك في هذا الزعم، مشيرة إلى مقتل العديد من المدنيين في حملة القصف هذه.
ويقول مبعوث الأمم المتحدة الخاص لأزمة سوريا، ستافان دي ميستورا، إن 900 مقاتل فقط من إجمالي 8000 مسلح بشرق حلب ينتمون إلى جبهة فتح الشام. وقال ماثيو ريكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة عن مشروع القرار الروسي إّن "هذه محاولة ساخرة لتشتيت الانتباه عن قصف حلب".
واقترحت روسيا بعد ذلك مشروع قرار من جانبها، وقالت إنّه سيُطرح للتصويت على الفور بعد التصويت على مشروع القرار الفرنسي الذي من المرجح أن تعترض روسيا عليه لأنه "يطالب كل الأطراف بوقف كل عمليات القصف الجوي والطلعات الجوية فوق مدينة حلب فورا".
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم أمس: "هذه ليست مسودة تصلح لتبنيها. لدي شك في أن الدافع الحقيقي هو دفع روسيا لاستخدام (الفيتو).. لا أرى كيف يمكننا أن نترك مثل هذا القرار يمر".
ويحتاج أي مشروع قرار لتأييد 9 أعضاء دون لجوء أي من الأعضاء الخمسة الدائمين لـ«الفيتو». والدول الخمس دائمة التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
وعلقت الولايات المتحدة يوم الاثنين، محادثات مع روسيا بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، متهمة موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بوقف القتال وضمان وصول المساعدات إلى البلدات المحاصرة.
من جانب اخر صادق مجلس الدوما الروسي على اتفاق مع دمشق لنشر قوات جوية روسية في قاعدة حميميم في غرب سورية "لفترة غير محددة".
وصادق 446 من أصل 450 نائباً على الاتفاق الموقع في 26 آب (أغسطس) 2015 وكشفه الكرملين هذا الصيف.
ويتيح الاتفاق الذي يسري «لفترة غير محددة» نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في قاعدة حميميم التي تخضع للولاية الروسية. ولروسيا قاعدة بحرية في طرطوس في شمال غربي سورية.
والاتفاق الذي يحتاج لمصادقة مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، ينص على اعفاء القوات الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية على ان يتمتع العسكريون الروس وعائلاتهم بحصانة ديبلوماسية.
في سياق متصل، عبرت السفينة الحربية الروسية «ميراج» يوم امس مضيق البوسفور في اسطنبول متوجهة الى المتوسط لدعم حملة الضربات الجوية الروسية في سورية.
والسفينة الحربية التي غادرت قاعدة سيفاستوبول في القرم الخميس، مهمتها حماية سفن حربية أخرى من غواصات أو سفن.
وكانت سفينة «ميراج» شاركت في الحرب عام 2008 بين جورجيا وروسيا حول منطقة اوسيتيا الجنوبية المدعومة من موسكو. واستخدمت البحرية الروسية صواريخ عابرة لضرب سورية للمرة الاولى في تشرين الأول (أكتوبر) وأطلقتها من بحر قزوين وكذلك في كانون الأول (ديسمبر) الماضي حين أطلقت من غواصة في المتوسط.
وسبق ان عبرت عشرات السفن الحربية الروسية مضيق البوسفور في الاتجاهين وخصوصاً حين صعدت روسيا عملياتها العسكرية في سورية.
وبعد عام على بدء التدخل العسكري تواصل روسيا تعزيز وجودها وترسانتها في سورية لتنفيذ غارات لا سيما في حلب رغم انتقادات الغرب الذي يتهمها بأنها تشارك في اعمال قد ترقى الى جرائم حرب.
وينتشر نحو 4300 عسكري روسي في سورية غالبيتهم في قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية.
واستقبلت القاعدة خلال 12 شهراً مقاتلات وطائرات هجومية. ويستخدم الجيش الروسي كذلك عشرات المروحيات القتالية وأعلن الثلاثاء نشر أنظمة دفاع مضادة للطيران «اس 300» في طرطوس بشمال غربي سورية.