تختلف الفنون والآداب والثقافات، بمجالاتها وأفكارها، وطرق طرحها، فبعضها البسيط والسهل الذي يصل إلى المتلقي بسلاسة، وقد لا يشغل فكر النخب، وأخرى متسامية ومتعالية ينحسر استيعابها وفهمها وتقبلها من النخب، فيحتاج المتلقي البسيط للبحث عنها وبذل جهد لفهمها،
تختلف الفنون والآداب والثقافات، بمجالاتها وأفكارها، وطرق طرحها، فبعضها البسيط والسهل الذي يصل إلى المتلقي بسلاسة، وقد لا يشغل فكر النخب، وأخرى متسامية ومتعالية ينحسر استيعابها وفهمها وتقبلها من النخب، فيحتاج المتلقي البسيط للبحث عنها وبذل جهد لفهمها، كما هنالك نوع أخر وهو السهل الممتنع الذي يتقبله النخبوي والمتلقي البسيط.
عادةً ما يحاول المثقف العراقي تسليط الضوء على الانواع المختلفة من الأداب والفنون، وخاصة ضمن جلسات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وأثناء إقامة جلسات عديدة تُسلط الضوء على مجالات مختلفة.
وخلال الجلسة التي اقامها نادي الشعر صباح يوم الاربعاء الماضي على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، سُلط الضوء على الشعر المُسمى بـ " الهايكو الياباني " .
وتقول مديرة الجلسة الشاعرة راوية الشاعر أن " شاعر الهايكو يحاول من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أوأحاسيس عميقة تتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط، مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا (باليابانية)، وتكتب عادة في ثلاثة أسطر (خمسة، سبعة ثم خمسة )."
وتضيف الشاعر قائلة " أن هذه الجلسة ستسلط الضوء على هذا الشعر من خلال ما سيقدمه الشاعر العراقي المغترب في المغرب جواد الوادي وهو شاعر ومترجم وكاتب، له الكثير من المؤلفات النقدية والبحثية في مجال الادب ومن ضمنها شعر الهايكو."
بدوره ذكر الشاعر جواد الوادي قائلاً " لماذا نتحدث بالذات عن موضوع الهايكو؟ حيث تعرفت لى هذا الموضوع قبل 10 سنوات وقرأته بتوجس وبكثير من التردد لأني كنت جديد التعرف على التجربة بكثافتها ، فوجدته يتناول موضوعات تشبه الشذرات العربية او ما يشبه القصيدة اليومية البسيطة."
وأشار الوادي " بعد قراءة معمقة وموسعة لهذا الادب احببته لأنه لا يختلط بالآداب الاخرى، ويحترم خصوصة المكان والتجربة والتاريخ، وهو يتناول الموضوعات بشكل عفوي وقريب من الشعر الفلسفي ولكنه متجدد."
وتحدث الوادي عن ماهية شعر الهايكو قائلاً " انه شعر حكمة ومحاكاة للطبيعة ويعتمد على الفضول ، وقد خضع هذا الشعر لتجارب عديدة غير يابانية ايضاً وأقتبس من ثقافات اخرى وترجم الى لغات اخرى ، وبرز شعراء كبار انكليز وامريكان في هذا المجال تبنوا هذا الشعر على حساب الشعر الامريكي والانكليزي، وخلقوا ما يشبه بالمزيج والتواشج بين القصيدتين."
ويضيف الوادي قائلاً " الكثير من الشعراء العرب لم يهتموا بهذا الشعر لأنه يعد شعراً بسيطاً بعيداً عن الرمزية، ولكن نقرأ هذا الشعر بنفس صوفي سنكتشف أنه غني ويحتاج إلى عناية واهتمام عميقين من أجل فهمه واستيعابه."
وفي محاولة للوادي بتقديم ملخص حول الهايكو ذكر " أن الهايكو نمط ياباني خالد، كانت بداياته تنحسر في حدود اليابان حين كانت تعيش عزلة عن العالم بسبب الظروف السياسية آن ذاك."
وأضاف الوادي " يمتاز الهايكو بسلاسة التعبير وعمق المعنى وسهولة الفهم، وهي قصيدة ذات وقع في فن اللغة فهي بمثابة التدريب الروحي، وهي نتاج قرون طويلة من الثقافة، ولا مكان للموت أو الدم فيها ولا مكان للصراخ فهي شفافة وبسيطة ورشيقة، واول من كتب فيها كان الشاعر بوزون وغيره من الشعراء."
هذا وقد قدم الشاعر جواد الوادي بعض النصوص اليابانية المترجمة عن الهايكو كما قرأت الشاعرة راوية الشاعر بعض النصوص التي تتضن مجال الهايكو خلال الجلسة.