اعلن في وارسو عن وفاة المخرج البولندي الرائد أندريه فايدا عن 90 عاما، الذي زاول مهنة الاخراج وجسدت افلامه توق جمهوره الى الحرية ما جعله يحظى باعتراف دولي ويحصل على جائزة أوسكار فخرية،.وقد نقل فايدا مؤخرا الى المستشفى وتوفي ليلة أول من أمس الاحد
اعلن في وارسو عن وفاة المخرج البولندي الرائد أندريه فايدا عن 90 عاما، الذي زاول مهنة الاخراج وجسدت افلامه توق جمهوره الى الحرية ما جعله يحظى باعتراف دولي ويحصل على جائزة أوسكار فخرية،.وقد نقل فايدا مؤخرا الى المستشفى وتوفي ليلة أول من أمس الاحد كما صرح بذلك المخرج جاسيك برومسكي رئيس جمعية السينمائيين البولندية، الى احدى المحطات التلفزيونية الخاصة. وأكدت جمعية السينمائيين وفاته على موقعها على الانترنت.
وقد وصفه برومسكي قائلا "كان قدوتنا، ومعلمنا، و النموذج الذي لن يتكرر."
وعلى الرغم من متاعبه الصحية، فان فايدا ظل يعمل حتى نهاية حياته. باستخدام أداة مساعدة للمشي، كما ظهر في مهرجان سينمائي محلي الشهر الماضي، لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد "afterimage،" والذي يروي حياة الفنان البولندي الرائد فلاديسلاف ستزيمنسكي الذي تعرض للاضطهاد لرفضه اتباع خط الحزب الشيوعي خلال العصر الستاليني،
وقد وصفته اللجنة ، التي اختارته للترشيح الرسمي عن بولندا لنيل جائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، بانه الفيلم يحكي "قصة عالمية مؤثرة حول تدمير الفرد في النظام الشمولي".
وقال فايدا لوكالة الانباء البولندية انه يريد "ان يحذر من تدخل الدولة في الفن". واعتبر الفيلم حتى الآن بيانا سياسيا مبطنا آخر من المخرج، ويأتي في الوقت الذي تتهم فيه الحكومة المحافظة الحالية في بولندا بالتدخل في شؤون الفن والإعلام.
نال فايدا جائزة أوسكار فخرية للإنجاز مدى الحياة في عام 2000. ووصف بانه "الرجل الذي قدمت افلامه للجماهير في جميع أنحاء العالم نظرة الفنان للتاريخ والديمقراطية والحرية، وبذلك فقد اصبح هو نفسه رمزا للشجاعة والأمل بالنسبة للملايين من الناس في أوروبا ما بعد الحرب ".
وقد منع فلمه (رجل من حديد) من العرض اثناء فرض الأحكام العرفية في بولندا في 1980 وظهر فقط في عروض خاصة.
ويصف فايدا افلامه بالقول أن "أفلامي كانت دائما انعكاسا للمصير الذي واجهته في حياتي."
وقال الممثل والمخرج المسرحي جان انجلرت"لقد فقدنا شخصا كان أكبر من الحياة ذاتها"،.
اخرج فايدا أكثر من 40 فيلما في جميع الموضوعات . كما رشح لجوائز الاوسكار عن فلمه"أرض الميعاد" (1975) - قصة المثل التي يتخلى عنها الناس في اندفاعهم نحو المال والغنى وفلم "خدم من فيلكو (1979) عن وفاة الحب، فضلا عن فلم "كاتين" في 2007.
وقال فايدا عن فلمه "كاتين"، والذي يسلط الضوء على المجزرة التي حدثت عام 1940 في غابة كاتين وراح ضحيتها 22الف من الضباط البولنديين على يد الشرطة السرية السوفيتية، انه الفيلم الأكثر التصاقا بشخصي. فقدكان والد المخرج، الملازم ياكوب فايدا، من بين ضحايا تلك المجزرة.
وأشار فايدا (لا يمكن لك أبدا أن تعالج تلك اللحظة المؤلمة في التاريخ البولندي قبل انهيار الحكم الشيوعي في عام 1989، بالنظر إلى أن موسكو رفضت الاعتراف بالمسؤولية السوفياتية عن المجزرة وكان هذا الموضوع من المحرمات.
و في مقابلة اجرتها معه عام 2007 وكالة أسوشيتد برس قال فايدا"لم اكن اتصور أنني سوف أعيش لأشهد لحظة تصبح فيها بولندا دولة حرة"، "اعتقدت أنني سأموت في ظل ذلك النظام. وكان من المستغرب جدا والمدهش تماما أنني عشت لأرى الحرية ".ولد فايدا في 6 اذار عام 1926، في بلدة سوالكي التي تقع شمال شرق بولندا
وفي عام 1946، انضم إلى أكاديمية الفنون الجميلة في كراكوف، لكنه استقال بعد ثلاث سنوات وانتقل الى المعهد السينمائي الذي افتتح حديثا في لودز - والذي تعلم فيه المخرجين رومان بولانسكي والراحل كريستوف كيشلوفسكي. كما عمل فايدا في ألمانيا وفرنسا.
اخرج في عام 1955 فلمه الاول "الجيل". 1957وفي عام فاز فلمه "كنال" بمهرجان كان.
لم ينظم فايدا ابدا إلى الحزب الشيوعي، ولكن شهرته في الخارج منعت عنه القمع في الداخل.ويذكر فايدا مرارا "طوال حياتي كنت مصمما على أن يكون لشخصيتي نوع من الاستقلال"،.
في أول انتخابات حرة في بولندا في عام 1989، انتخب فايدا في مجلس الشيوخ، وعمل لمدة عامين.
حصل فايدا على عدة جوائز من المهرجانات السينمائية في مدينة البندقية في عام 1998 وبرلين في عام 2000
وقال كاتب السيناريو والمخرج ياتسيك برومسكي لمحطة "تي في ان 24" الخاصة "كنا نأمل ان يتحسن".
ورغم سنه المتقدمة بقي المخرج نشطا جدا في السنوات الاخيرة بمساعدة زوجته كريستينا زاخفاتوفيتش وهي ممثلة ومخرجة ايضا.
في فيلم "كاتين" الذي رشح للفوز بجائزة اوسكار العام 2008 ، يروي المخرج قصة والده ياكوب فايدا المأسوية اذ كان من بين 22500 ضابط بولندي قتلهم السوفيات في العام 1940 في كاتين خصوصا. فقد رمي بالرصاص من قبل شرطة ستالين السرية.
وسيمثل فيلمه الاخير "بوفيدوكي" (2016) الذي عرض في مهرجان تورنتو للمرة الاولى ، بولندا في جوائز الاوسكار. ويروي فيه فايدا السنوات الاخيرة في حياة الرسام الريادي ومنظر في الفن فلاديسلاف شتريمنسكي الذي واجه النظام الستاليني. ورأى فيه البعض صورة عن بولندا الحالية التي يحكمها المحافظون في حزب القانون والعدالة.
ويعتبر "فايدا" واحد من أعظم ثلاثة مخرجين في تاريخ السينما البولندية، مع "رومان بولانسكي" و"كريستوف كيشلوفسكي"، وفاز بالعديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة الأوسكار الفخرية عام 2000 عن مجمل أعماله السينمائية.
وترشحت أربعة أفلام من أعماله لجائزة الاوسكار من بينها "الرجل الحديد" وكاتين ".
وفاز "فايدا" بجائزة السعفة الذهبية في عام 1981 عن فيلمه "الرجل الحديدي"، وفي عام 1983 فاز بجائزة سيزار لافضل مخرج عن فيلم "دانتون".
وكان المخرج البولوني إندريه فايدا قد قدم فيلما عن حياة الرئيس البولندي الأسبق ليخ فاليسا الحائز على جائزة نوبل للسلام. وقال حينها"إنني لا أرغب في ذلك، لكنني مضطر"، مكررا بذلك المقولة الشهيرة التي كان فاليسا قد استخدمها عندما أعلن ترشيحه للرئاسة للمرة الأولى.
وغطى الفيلم المرحلة الواقعة ما بين احتجاجات العمال في الشوارع في عام 1970 وخطاب فاليسا في الكونغرس الأمريكي في عام 1989، بعد انتهاء الحكم الاشتراكي في بولندا وقبل أن يتولى فاليسا الرئاسة فيها.
وكان يعيش حتى وفاته مع زوجته الرابعة الممثلة كريستينا زاغفاتوفسكي ، وابنته، كارولينا