فرضت الفنانة "كاتي بترسون "(( Katie Paterson نوعا من التصادم بين الطبيعة والانسان، والقدرة على تأليف هندسي يتواءم مع عناصر الطبيعة التي تدهش الانسان، بما يكفي لتكون نموذجا لرؤى الفنانة كاتي الهندسية المتسلسلة مع التصميم واهميته، وعد
فرضت الفنانة "كاتي بترسون "(( Katie Paterson نوعا من التصادم بين الطبيعة والانسان، والقدرة على تأليف هندسي يتواءم مع عناصر الطبيعة التي تدهش الانسان، بما يكفي لتكون نموذجا لرؤى الفنانة كاتي الهندسية المتسلسلة مع التصميم واهميته، وعدد القطع الخشبية المؤلف منها هذا العمل الفني التركيبي الذي يهدف الى تحديد النسبية في كل بناء هندسي جمالي، وان عبر جزئيات قطعتها بمقاسات مختلفة واحجام مختلفة، لتمنح الضوء موسيقاه التي تعزف بين الفراغات العالية، المتسعة الآفاق، والانفتاحية في مقاساتها المختلفة، كالأجراس المعلقة او كمنحوتات تهدف الى خلق دهشة بصرية توازي ما تصنعه الطبيعه، وان بمجهود اكبر من حيث الشكل والمضمون. لتعكس القديم الجديد او لغة الكهوف قديما عبر قطع الاخشاب الصغيرة التي جعلت منها موشحات هندسية لها خطوطها واحجامها، وتأثيراتها الايجابية على من يتأملها من الداخل. لتمضي قدما في تأليف الاشكال المركبة لتكون بذلك انتفضت على التطور الحضاري .
حركة تلقائية بصرية تساعد في اظهار حيوية القطع الخشبية، واسلوبها في البناء وتشكلاته الدقيقة التي تكشف عن نحت تركيبي معقد فكريا، لان النماذج الفنية تدفع بالمتلقي الى التأثر بهذا الكم من الالوان، وحبكتها الداخلية المنسجمة طبيعيا مع ما يتناسب مع طبيعة المادة، وتأثرها بالبيئة الطبيعة من حولها، وكأنها جمعت خبرات الحضارات وتجارب القبائل والشعوب في صنع مساكنها. لترتبط الهندسة المعمارية بالقديم الجديد من خلال تحديث العمل وجعله اكثر التصاقا بالطبيعة والانسان، والنمو التاريخي والفني للشكل الهندسي الذي نستلهم منه جمالية بصرية تهز المشاعر، وتقبض على الوجد وتبعث على النشاط الفكري، وكأن عملها التركيبي هذا ما هو الا تراكمات لخبرات الانسان في صنع مسكنه او تطوره عبر الحياة واجيالها العديدة. فهل تعيدنا "كاتي بترسون" الى الحداثة الهندسية بتصميمها الهندسي وقطعها الخشبية النابعة من رؤية دينامية تضيف عمقا ومخزونا جماليا على الاعمال الفنية حول العالم؟ وباساليب ابداعية لا يمكن الا وصفها بالعبقرية الهندسية في صنع الجمال وتحدي الانسان للطبيعة.
تتجاوز الفنانة "كاتي بترسون" اطر الجماد في النحت. لتمنح رؤية الخشب للكتلة برمتها. تاركة للضوء ان يرسم رحلته عبر حركة الشمس التي تنبثق من الاعلى، لتكون مع الظل كالمحاكاة الموسيقية للبصر، وبفلسفة نحتية تترسخ في الانفعالات الذهنية المتصارعه مع خطوط الطول والعرض، الناتجة عن التركيب لقطع خشبية مستطيلة ومربعه ودائرية، وما الى ذلك لتحمل كل حركة ضوئية ابعادا فنية جديدة يكتشفها المتلقي تبعا لاحاسيسه البصرية، والمعطيات الناتجة عن عملية رياضية بحتة وبعيداً عن الخيال الوهمي، وانما بخيال هندسي مبني على مجموع الارقام مع المقاسات، وتماسك البناء من الداخل. لينعكس ذلك على الخارج ومقاومته للوزن من خلال الفراغات وتناسبها مع الكتلة كاملة. اي العمل التركيبي برمته طوله وعرضه ووزنه وفراغاته ، وكأن الشكل خرج من اللاوعي الى الطبيعه وجمالها، وبدقة حسابية ذات ايقاع حسي مميز في تكوين الشكل التركيبي الذي حبكته" كاتي بترسون" وكأنه خرج من الحكايات والاساطير القديمة ويوحي بجمالية تجمع الابنية الحديثة مستقبلا.
استطاعت الفنانه "كاتي بترسون" توظيف العدد في خدمة البناء والاكتفاء باختلاف الاحجام وتآخيها. اي ائتلاف المستطيل والمربع والدائرة، والاشكال الاخرى مع الارتفاع والعرض، ونقطة الارتكاز الاساسية للضوء وحركته. لتكون بذلك جمعت فن المغاور الطبيعية مع هندسة الأبنية، لتمسك يد الانسان الحضارات كافة في تصميم كوني مصغر يستدعي بحق استخراج ماهيته، ليكون مدينة حديثة تجمع في رمزيتها قوة الحياة وتماسك الانسان، وخصوبة الضوء وقدرة الطبيعة على منح الانسان المادة الاساسية التي تخدمه في انشاء تصاميمه وخروجها الذي يجتاح البصر بتنوعه واختلافه وانسجامه وتناغمه، والأهم بهندسته وعدد القطع الخشبية المذهل الذي يتألف منها ، وبتوليف يجمع عدة حضارات. فهل برزت الرؤية الهندسية القادمة من هذا العمل الفني المركب؟..