ali.H@almadapaper.net
دخلنا بالاتفاق مع الحكومة العراقية ، هذا ما صدّع رؤوسنا به أردوغان . بل جاؤوا غزاة وطامعين ونمهلهم ساعات للخروج ، أخبرنا بذلك رئيس لجنة الأمن البرلمانية ، حاكم الزاملي قبل عام ، لكنه اختفى بعد ان ذرف دموع الإصلاح ، ليظهر في البصرة قبل أيام مستدركا مِن أنّ مهلة الساعات لم تنته بعد ! لكنهم موجودون وفقا لاتفاقية سابقة ، هكذا تصر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ، وهي تخبرنا : " انه في يوم 27 أيلول من عام 2007 وقّع وزير الداخلية العراقي آنذاك جواد البولاني مع نظيره التركي في أنقرة، اتفاقاً أمنياً يسمح بموجبه للقوات التركية بمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية " ، استعينوا بحليفنا بوتين لدحرهم ، قال ائتلاف دولة القانون ، لكن المفاجأة جاءت سريعة ، الدب الروسي في أنقرة يهدي السلطان أنظمة الدفاع الجوي الروسية .
هكذا دخلنا في عالم الخزعبلات السياسية ، فيما الواقع يقول نحن مجرد أقوام تتقاتل كل يوم من اجل ان يضع موفق الربيعي البصرة والعمارة ضمن حدود إيران الإدارية ، أو تصبح الموصل تابعة للدولة العثمانية مثلما يحلم أُسامة النجيفي .
وقبل ألّا أنسى ، فهناك خبر يقول إن تركيا تسعى لرأب الصدع بين طهران والرياض ، بذلك بشرنا وزير الخارجية التركي ، مؤكداً ان طهران وأنقرة تدعوان لحل سياسي للملفات الإقليمية، أما الخبر الآخر فيشرح لنا كيف ان بوتين وأردوغان لم يتطرقا للعراق فقد بحثا مطولاً الازمة السورية، الخبر الاخير ذو شأن خاص حيث يسعى من خلاله صاحب قصر أنقرة الى زيادة حجم التبادل التجاري مع البازار الإيراني .
ثلاثة عشر عاما والبعض لايريد للعراق ان يتغير، الذي يصرون على تغييره هي الأدوار التي يلعبونها بين الحين والآخر، والنتيجة اننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ أيام والجميع لايريد ان يسأل لماذا صمتت إيران عن الحديث عن القوات التركية ، مَن يعرف على وجه الضبط لماذا يغيب العراق من طاولات المحادثات الدائمة بين موسكو وطهران وانقرة ، ولكنه يحضر في ساحات القتال ومع السيارات المفخخة التي تأتينا من كل حدب وصوب .
لا يهم. سوف نعرف في المستقبل، فالآن نحن منقسمون البعض منا يهدد والآخر يتردد ، هل سنظل غارقين في القضايا الكبرى، كالعلاقة المستقبلية بين بوتين وأردوغان ، أم سندخل عصر القضايا البسيطة، كتوفير الامن والامان، وفرص العمل لآلاف العاطلين؟ دعونا من خرافة الاستثمار والبناء.
اليوم فجأة نرى أمامنا بوتين " الشيعي " يُقبّل وجنتي أردوغان، ووزير خارجية تركيا ، يمد اليد لطهران ، لكن يد الإيرانية مصرة ان تواصل الغوص في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول ان تتجاهلنا، تصرّ على ان لا يرحل " البغدادي " عن الموصل ، إلا بضمانات من قصر اردوغان !
جميع التعليقات 1
بغداد
استاذ علي حسين ما كتبته عن هذه المسرحية المبرمجة للعراق هي عين الحقيقة !! خشبة المسرح ارض العراق !! الممثلين السلطان العثماني أوردوغان والشاه المعم حاخمنائي والقيصر الروسي لاعب التايكواندوا بوتين و والأمبراطور لدولة وحيد القرن باراك اوباما وحشودهم من مرتز