TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماراثون النزوح

ماراثون النزوح

نشر في: 15 أكتوبر, 2016: 09:01 م

النازحون من المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش كتب عليهم خوض مارثون الخروج ثم العودة الى مناطق سكنهم . القادمون من  اقليم كردستان فرضت عليهم اجراءات امنية مشددة في  نقطة تفتيش الشعب ، تستمر ساعات طويلة للحصول على  تراخيص الدخول الى بغداد ومنها الى جسر بزيبز ، بعد خضوعهم الى عمليات تدقيق امني ، يدخلون الى قضاء الفلوجة سالمين غانمين مبتهجين بالوصول الى خط   نهاية سباق المارثون .
حكومة الانبار المحلية اعلنت  اكثر من مرة الاتفاق مع الاجهزة الامنية لتسهيل عودة النازحين الى المدن المحررة ، لكن حسابات المسؤولين عن   "سيطرة الشعب" تجعل النازحين مع اطفالهم ونسائهم على سطح من الصفيح الساخن ، ينتظرون أمر الجنرال  لعبور الحدود . صرخات الاستغاثة من الاسر النازحة لم تصل الى صاحب القرار المشغول بتلقي التهاني لمناسبة تحقيق انتصالات كبيرة على تنظيم داعش .
معاناة عبور "سيطرة الشعب" سواء بالنسبة للنازحين العائدين الى مدنهم  او غيرهم ،  وصلت الى اللامعقول ، فتحركت لجنة الامن والدفاع النيابية للاطلاع على الاوضاع على الارض ، وخرجت بتصريح يؤكد انها ستستخدم صلاحياتها الرقابية في محاسبة المقصرين ، من دون تشخيصهم  بالاسماء، لرفض اللجنة التخلي عن اسلوبها في التعاطي مع المشاكل الامنية بعناوين عريضة ، ومنها "محاسبة المقصرين" او تشكيل لجنة تحقيقية ، وكان الله  في عون عباده الصالحين .
اتفاق حكومة الانبار المحلية مع القيادات الامنية في بغداد اسفر عن جمع اكبر عدد من الاسر النازحة ، ثم  نقلهم بالشاحنات ، الى سيطرة جسر بزيبز ، أما أصحاب المركبات فعليهم الانتظار لحين وصول  ممثلي دائرة المرور والاستخبارات والامن الوطني لتدقيقهم امنيا ،وبعد ذلك يسمح لهم بدخول بغداد  ترافقهم سيارات الشرطة الاتحادية حتى  خروجهم من العاصمة.
 قبل وصول النازحين الى خط نهاية  سباق الماراثون ،سوف  يسترجعون الاحداث البعيدة والقريبة ، مع تساؤلات عن دور نخبهم السياسية في انقاذهم من معاناتهم ، ما ان يسأل احدهم  عن دور صالح المطلك  في مساعدة النازحين ، حتى يجيبه آخر بالقول ،بان  ساسة الانبار توزعوا بين اربيل وعمان ، لمواصلة النضال لتحقيق التوازن في تقاسم رئاسات الهيئات المستقلة ، بعد ان شاركوا مع القوات الامنية ووقفوا على خط النار، لمواجهة تنظيم داعش لاستعادة مدنهم المغتصبة، لكنهم في الوقت نفسه  سيقدمون الجوائز والهدايا الثمينة الى الفائزين بسباق ماراثون النزوح.
مع انطلاق عملية تحرير الموصل شكلت الحكومة المركزية خلية ازمة لاستقبال النازحين من المدينة. وزارة الصحة والبيئة دعت مجالس المحافظات الى تزويدها بسيارات اسعاف ومستلزمات طبية   لتوفير خدماتها  لأعداد كبيرة من النازحين من المحتمل خروجهم من الموصل . دعوة الوزارة  تشير الى عجز الجهات الرسمية عن تقديم الخدمات الاساسية في مراكز الإيواء ،  مع بدء العد التنازلي لاقتحام الموصل وتحريرها من سيطرة تنظيم داعش ، وزارة الصحة تبحث عن حل للمشكلة بأسلوب الاعمى  الذي يقود الضرير، حياهم الله النشامى.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram