الأتراك غيّروا موقفهم من الحرب في سوريا "بسبب الغرب"جاء خبر فوز المغني وكاتب الكلمات بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب في المرتبة الأولى على صدر الصحف البريطانية بلا منازع، ومع ذلك حلت مواضيع أخرى في دائرة اهتمام الصحف، مثل ازمة حلب السورية، وتداعيات خروج
الأتراك غيّروا موقفهم من الحرب في سوريا "بسبب الغرب"
جاء خبر فوز المغني وكاتب الكلمات بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب في المرتبة الأولى على صدر الصحف البريطانية بلا منازع، ومع ذلك حلت مواضيع أخرى في دائرة اهتمام الصحف، مثل ازمة حلب السورية، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وايضا الضغوط التي يتعرض لها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، واتهاماته بملامسة نساء بطريقة غير لائقة.
كتب ديفيد غاردنار المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا بعنوان "ميل تركيا إلى روسيا يغير من مسار المعركة على الأرض في سوريا" يقول فيه إنه لم يبق الآن إلا خياران اثنان وهما: أن تسقط حلب في أيدي النظام السوري، أو يتم سحقها بالكامل وتدميرها".
ويرى الكاتب أنه في كلا الحالتين، فإن روسيا هي المنتصرة لأنها حققت هدفين رئيسيين هما: ضمان بقاء نظام الأسد، واثبات قدرتها على لعب دور إقليمي ودولي مناهض للولايات المتحدة، حسب قول الكاتب. ويحلل الكاتب الدور التركي في سوريا بالقول إن الأتراك دعموا المعارضة السورية طيلة خمس سنوات، وفتحوا بلادهم كي تكون معبرا للجهاديين إلى الداخل السوري في حربهم ضد الاسد.
لكنهم الآن انفتحوا على روسيا بشكل كبير وهي حليفة الأسد، وكذا على إيران بدرجة أقل، خاصة بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة ضد حكم الرئيس رجب طيب إردوغان، وذلك ما سيؤثر على الوضع على الأرض بشكل كبير، خاصة أأن الهم الأكبر بالنسبة لتركيا حاليا هو الكرد ومنع اقامة دولة كردية. ويعتبر الكاتب أن الموقف التركي من الحرب في سوريا تغير بشكل كبير، بعد أن اقتنعت أنقرة بأن الغرب تخلى عن القوى السنية في سوريا، وشرعت قوات الأمن التركية مؤخرا في مداهمات الجهاديين داخل البلاد ومحاولة ابعادهم عن حدودها.
وهنا يصل الكاتب إلى أن محاولة الانقلاب الأخيرة كانت نقطة فارقة بالنسبة للأتراك. فموسكو وطهران حليفتا الأسد سارعتا إلى التنديد بالمحاولة الانقلابية، بينما تأخرت واشنطن والدول الأوروبية في ذلك، ودخلت تلك الدول في جدل مع أنقرة حول انتهاك حقوق الانسان عقب حملة الاعتقالات الكبيرة في تركيا، بالرغم من أنها عضو في حلف شمال الأطلسي، حسب قول الكاتب.
واشنطن "اليد الخفيّة" وراء الحرب على اليمن
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن اليمنيين مقتنعون بأن الولايات المتحدة تشن حملة موسعة على بلادهم، وأنها تمثل اليد الخفية وراء حملة القصف الجوي التي نفذتها المملكة العربية السعودية عليهم منذ مارس 2015، والتي أسفرت عن مقتل مدنيين. وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك رسميا في التحالف العسكري بقيادة السعودية، ضد اليمن، وحاولت أن تدفع الفصائل المتناحرة نحو اتفاق سلام، لكنها قدمت التدريب والمساعدات اللوجيستية والاستخباراتية للطيارين السعوديين. وأضافت أنه بعد عام ونصف العام من القصف الجوي المتواصل، كان ذلك كافيا لتأجيج الغضب ليس فقط تجاه التحالف العربي، ولكن أيضاً واشنطن، على حد وصف الصحيفة. وحذرت الصحيفة في تقريرها من أن الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر من قبل اليمنيين والرد الأمريكي بقصف مواقع رادار يمنية يظهر أن واشنطن قد تتحول من داعم إلى مشارك في الحرب اليمنية. بدأ الصراع في اليمن عام 2014، عندما استولى المتمردون الحوثيون الشيعة في الشمال على العاصمة صنعاء، والإطاحة بحكومة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، المدعوم من السعودية.
وبدأ تحالف عسكري عربي بقيادة المملكة العربية السعودية حملة قصف جوي في مارس 2015 في محاولة لاستعادة الحكومة لمنصور هادي. وتقول نيويورك تايمز إن سرعان ما أعلنت الإدارة الأمريكية دعمها للحملة، على الرغم من شكوكها في قدرة التحالف على طرد الحوثيين من صنعاء، لكن هذا الدعم جاء جزئيا لحاجتها للدعم السعودي للاتفاق النووي الذي عقدته واشنطن والقوى الدولية مع إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبقت سفنا حربية لحراسة الممر البحري "مضيق باب المندب"، حيث يمر 4 ملايين برميل من النفط يوميا. وتضيف أن هذا المضيق شهد الأسبوع الماضي، وجود مذهل من السفن الحربية وسفن البضائع والقوات المتمردة، وهو ما حاول الرئيس باراك أوباما تجنبه طيلة 18 شهرا من القصف الجوي على اليمن.