على مدى السنتين المنصرمتين كتبتُ غير مرّة عن رجب طيب أردوغان، منبهاً الى أن البغل الإسطنبولي الداخل الى قصر تشانكايا الرئاسي في أنقرة يُمكن أن يفلت زمامه ويتجاوز حدود إسطبله ويبدأ الرفس ذات اليمين وذات الشمال. هذا ما يحصل بالفعل الآن.
مذ كان رئيساً للوزراء (2003 – 2014) بدا واضحاً أنّ أردوغان يغذّ الخطى لإعادة السلطنة العثمانية وتنصيب نفسه سلطاناً يحلم بمدّ نفوذه إلى ما وراء حدود بلاده. في هذا السبيل عمل على تغيير نظام الانتخابات الرئاسية كيما يحصل على تفويض ، لأن يكون طاغية لا يخضع لحساب أو مساءلة من البرلمان التركي. كما بنى لنفسه قصراً إمبراطورياً مستوحى تصميمه من العمارة السلجوقية، وقد بلغت كلفته نحو 600 مليون دولار، ويغطي مساحة 300 ألف متر مربع، ويتكون من 1150 غرفة وقاعة، فيما الشعب التركي يعاني من نسبة بطالة تتجاوز 10 بالمئة ونسبة فقر تصل إلى 25 بالمئة.
لمنصب رئيس الدولة هيبته، ولمهنة رئاسة الدولة أخلاقياتها، وعندما ينال الرئيس من هيبة منصبه وينتهك أخلاقيات مهنته يكون قد مسخ نفسه وتحوّل إلى قرد أو بغل، مع كامل الاحترام للقِرَدة المسلّية والبغال المفيدة! أردوغان تجاوز كثيراً حدوده بتوجيه خطاب غير مؤدب الى رئيس حكومتنا حيدر العبادي طالباً منه عدم تجاوز حدوده، مع أنّ العبادي كان يدعو تركيا إلى أن تلزم حدودها ولا تتصرف كما لو أن أراضي العراق تركية. لا يمكن أن يندرج كلام أردوغان إلا في خانة الوقاحة فليس من حُسن الأدب أن تطلب من رئيس دولة أو رئيس حكومة ألا يكون حريصاً على سيادة بلاده واستقلالها.
أردوغان، قبل هذا التجاوز لحدود اللياقة واللباقة والخرق الفاضح لأخلاقيات إدارة الدولة، كان قد تجاوز الحدود كثيراً منذ أن جعل من تركيا في عهده، وهو رئيس وزراء ثم رئيس الدولة، ممراً ومستقراً لعناصر داعش، وسواه من المنظمات الإرهابية، العابرين إلى سوريا والعراق. عشرات الآلاف من "الجهادين" وصلوا الى المطارات والموانئ التركية من مختلف أنحاء العالم ومكثوا في المدن والقرى التركية، وكان في انتظارهم المئات من العاملين في المجالات اللوجستية من عناصر داعش المستقرين في تلك المدن والقرى، ليعبروا الى سوريا والعراق في مهمة وحيدة هي القتل والتدمير. ولم يكن ذلك النشاط المتواصل على مدار الساعة على مدى سنوات ببعيد عن أسماع وأبصار أجهزة المخابرات التركية المشهود لها بحسن مراقبة حتى الطيور وهي تعبر الحدود، بل لم يكن أردوغان نفسه في غفلة عن ذلك النشاط الإرهابي الذي تسبّب في سقوط مئات آلاف الضحايا في العراق وسوريا.
هل يتعيّن أن نلوم أردوغان وحده عن سوء سلوكه وتردّي لغته؟.. حكّامنا الإسلاميون المتصارعون كالوحوش الجائعة على السلطة والنفوذ والمال الحرام ملامون قبل أردوغان، فهم مَنْ جعلوا العراق فريسة سهلة للضواري، وهم من سمحوا للبغل الإسطنبولي بأن يرفس بهذه الطريقة ... فمَنْ يهنْ يسهل الهوان عليه!
البغل التركي إذ يرفس ..
[post-views]
نشر في: 15 أكتوبر, 2016: 06:35 م
جميع التعليقات 4
ييلماز جاويد
ثخينة شويّة هذي المرّة .
خليلو...
.ولكن الجرح شديد الألم لنا ، نحن العراقيين، وليس الملوم قرد اسطنبول ، وحده ولكن قرود العراق من أهل العمامات بكل موديلاتها الذين لا يحسنون شيئا غير الصراع فيما بينهم للسرقة : تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستثفر الحامي ملاحظة: المستث
bassem
مع إحتلرامي وتقديري لك ولكتاباتك وكذلك إحترامي للكلمة الحرة الخالية من التعصب وخاصة المذهبية , إلا انني وجدت في هذا المقال كثير من التحامل والكلام الغير مهني . صحيح أن أردجان له عدة أخطاء لا أتماشى معها ألا أن مقالك هذا رأيت به كلام بذىء وغير مهني ويخدم س
خليلو....
كان على الذي يطلق التعليق أن يلتزم بالشكل الذي صففت حروفه لا يطلقه بشكل يخلط النص الشعري مع النص النثري . بئس ما فعله هذا الصبي الذي يتحكم بحجب التعليق او إطلاقه . تظنون المعلقين على ثرثراتكم صبيانا تعلموا الكتابة بعد ظهوركم وظهور من جعلتموهم قيمين على ال