اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ترميم التحالف ، وخراب الوطن

ترميم التحالف ، وخراب الوطن

نشر في: 15 أكتوبر, 2016: 07:08 م

لستُ أعرف ما الذي يفكر فيه القارئ في هذه اللحظة  ، لكن أنا شخصياً أشعر بارتياح  ، حدثان لا مثيل لهما في العراق  ،  الأول، الاعلان  مشاركة  ابراهيم الجعفري في اجتماع لوزان بشأن الأزمة السورية ، وماذا عن المحنة العراقية ، مؤجلة حتى خطاب " سنسكريتي " آخر ،  الثاني ، محاولات ترميم التحالف الوطني لاتزال مستمرة . انتصاران عراقيان ما  بعدهما مسائل بسيطة جداً لا أهمية لها. مثلا، التفجيرات التي تحصد العشرات يوميا . الادوية الفاسدة التي تنتشر في المستشفيات ، وقد اكتشفنا والحمد لله ان وزارة الصحة لاعلاقة لها بالامر ، مثلما تبين ان وزارة التجارة  ظلمت في قضية  المواد الغذائية  الفاسدة التي توزع في الحصة التموينية ، فهذه مؤامرة سياسية  مثلما اخبرنا " مشكورا " السيد الوزير  ، أما ملايين المشردين  والعاطلين والمعدمين . موضوع لم يتم الاتفاق عليه بعد ! .
تقول كلمات أغنية  للاميركي بوب ديلان الذي خطف جائزة نوبل قبل ايام   :  " البؤساء وحدهم من يتحمل آلام الحياة " . فات السادة المجتمعين على ترميم التحالف الوطني ، أن البؤساء العراق هم  من يحتاج الى ترميم ، وان ظهور حسن السنيد وإعادة الحياة لخضير الخزاعي  واستمرار فخامته في صدارة المشهد  هو من سيجعلنا نعيش بلا حل !  
وبمناسبة الحديث عن نوبل  فقد أعلنت الاكاديمية السويدية انها مصدومة من صمت المستر بوب ديلان ، فلم يتصل ولم يخرج لوسائل الإعلام ، ولم يشر حتى في موقعه الرسمي الى الفوز، ولم يُظهر  أي اهتمام بقرارمنحه الجائزة ومعها مليون دولار أميركي ، بالتأكيد لم يشعر محبّوالادب وعشاق الروايات  بالفرح لفوز ديلان بنوبل  ، لكن علينا ان لاننسى ان هناك  كثيرون عاشوا في زمن  الجائزة لكنهم لم يحصلوا عليها   ، تولستوي  ، جيميس جويس ، بورخيس  ، لكنها اعطيت  ذات يوم الى المعلم ماركيز الذي قال ان حياته تغيرت بعد الجائزة لا فقر ولا تفكير بمصروف الاولاد والبيت ، وكان سارتر قد رفضها  علناً في  الستينيات، ويخبرنا صاحب دار غاليمار التي تولت طبع مؤلفات فيلسوف الوجودية  ، ان  صاحبه  في ما بعد لأنه رفض الجائزة   ليس من أجل   الشهرة وإنما من أجل القيمة المالية للجائزة. فقد كانت ضخمة وتتيح له أن يصرفها على صديقاته.
يكتب  النيجيري صاحب نوبل ايضاً  وول سنيكا  :  كل ما يستطيع المثقف والكاتب  أن يفعله في الأزمنة  الصعبة هو أن يكتب ،  وأن يقول ما هو الصح وما هو الخطأ " .
تُطرح منذ سنوات أسئلة كثيرة حول ما تفعله  النخب العراقية  ، في هذا الزمن العصيب ، البعض  مهموم بحديث الطائفة  والمظلومية  ، وآخرون يخوّنون  كل من يختلف معهم  في الرأي  ، وهناك من ينتظر القرب من صاحب القرار .  ولجميع الإخوة الذين ربما سيشتمونني ، لا يهم .. فقط أعيدو قراءة سارتر ولكن بتمعّن  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عادل سامي

    لا زلت احرص على قراءة كلماتك يوميا منذ امد بعيد ....

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram