لستُ أعرف ما الذي يفكر فيه القارئ في هذه اللحظة ، لكن أنا شخصياً أشعر بارتياح ، حدثان لا مثيل لهما في العراق ، الأول، الاعلان مشاركة ابراهيم الجعفري في اجتماع لوزان بشأن الأزمة السورية ، وماذا عن المحنة العراقية ، مؤجلة حتى خطاب " سنسكريتي " آخر ، الثاني ، محاولات ترميم التحالف الوطني لاتزال مستمرة . انتصاران عراقيان ما بعدهما مسائل بسيطة جداً لا أهمية لها. مثلا، التفجيرات التي تحصد العشرات يوميا . الادوية الفاسدة التي تنتشر في المستشفيات ، وقد اكتشفنا والحمد لله ان وزارة الصحة لاعلاقة لها بالامر ، مثلما تبين ان وزارة التجارة ظلمت في قضية المواد الغذائية الفاسدة التي توزع في الحصة التموينية ، فهذه مؤامرة سياسية مثلما اخبرنا " مشكورا " السيد الوزير ، أما ملايين المشردين والعاطلين والمعدمين . موضوع لم يتم الاتفاق عليه بعد ! .
تقول كلمات أغنية للاميركي بوب ديلان الذي خطف جائزة نوبل قبل ايام : " البؤساء وحدهم من يتحمل آلام الحياة " . فات السادة المجتمعين على ترميم التحالف الوطني ، أن البؤساء العراق هم من يحتاج الى ترميم ، وان ظهور حسن السنيد وإعادة الحياة لخضير الخزاعي واستمرار فخامته في صدارة المشهد هو من سيجعلنا نعيش بلا حل !
وبمناسبة الحديث عن نوبل فقد أعلنت الاكاديمية السويدية انها مصدومة من صمت المستر بوب ديلان ، فلم يتصل ولم يخرج لوسائل الإعلام ، ولم يشر حتى في موقعه الرسمي الى الفوز، ولم يُظهر أي اهتمام بقرارمنحه الجائزة ومعها مليون دولار أميركي ، بالتأكيد لم يشعر محبّوالادب وعشاق الروايات بالفرح لفوز ديلان بنوبل ، لكن علينا ان لاننسى ان هناك كثيرون عاشوا في زمن الجائزة لكنهم لم يحصلوا عليها ، تولستوي ، جيميس جويس ، بورخيس ، لكنها اعطيت ذات يوم الى المعلم ماركيز الذي قال ان حياته تغيرت بعد الجائزة لا فقر ولا تفكير بمصروف الاولاد والبيت ، وكان سارتر قد رفضها علناً في الستينيات، ويخبرنا صاحب دار غاليمار التي تولت طبع مؤلفات فيلسوف الوجودية ، ان صاحبه في ما بعد لأنه رفض الجائزة ليس من أجل الشهرة وإنما من أجل القيمة المالية للجائزة. فقد كانت ضخمة وتتيح له أن يصرفها على صديقاته.
يكتب النيجيري صاحب نوبل ايضاً وول سنيكا : كل ما يستطيع المثقف والكاتب أن يفعله في الأزمنة الصعبة هو أن يكتب ، وأن يقول ما هو الصح وما هو الخطأ " .
تُطرح منذ سنوات أسئلة كثيرة حول ما تفعله النخب العراقية ، في هذا الزمن العصيب ، البعض مهموم بحديث الطائفة والمظلومية ، وآخرون يخوّنون كل من يختلف معهم في الرأي ، وهناك من ينتظر القرب من صاحب القرار . ولجميع الإخوة الذين ربما سيشتمونني ، لا يهم .. فقط أعيدو قراءة سارتر ولكن بتمعّن .
ترميم التحالف ، وخراب الوطن
[post-views]
نشر في: 15 أكتوبر, 2016: 07:08 م
جميع التعليقات 1
عادل سامي
لا زلت احرص على قراءة كلماتك يوميا منذ امد بعيد ....