انتهى اجتماع لوزان اول من امس من دون نتائج حاسمة لانقاذ سكان حلب. واتفق المجتمعون علـى عقد لقاءات أخرى في القريب العاجل، على رغم ان وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف استبقا الاجتماع بلقاء ثنائي هو الأول منذ قرار واشنطن تعليق المسا
انتهى اجتماع لوزان اول من امس من دون نتائج حاسمة لانقاذ سكان حلب. واتفق المجتمعون علـى عقد لقاءات أخرى في القريب العاجل، على رغم ان وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف استبقا الاجتماع بلقاء ثنائي هو الأول منذ قرار واشنطن تعليق المسار الديبلوماسي مع موسكو لتسوية الأزمة في سورية، في وقت عزز الروس ترسانتهم البحرية في المنطقة بحاملة طائرات ارسلت الى المتوسط قبالة الشواطئ السورية تحسباً من الطوارئ وللمشاركة في العمليات العسكرية اذا استدعت الحاجة. وشنت فصائل من «الجيش الحر» هجوماً بدعم تركي على دابق معقل «داعش» شمال حلب. وشارك في اجتماع لوزان وزراء خارجية الدول الرئيسية في المنطقة بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والتركي مولود جاوويش اوغلو والايراني محمد جواد ظريف، في اول اجتماع من نوعه بعدما كانت اللقاءات السابقة تجري بمشاركة وزراء خارجية 22 دولة ضمن «المجموعة الدولية لدعم سورية». وغاب عن اجتماع لوزان ممثلو الحكومة السورية والمعارضة والدول الاوروبية،. وكان الجانبان الاميركي والروسي خفضا سقف التوقعات من الاجتماع الذي يسبق مؤتمر وزراء خارجية «النواة الصلبة» في «اصدقاء سورية» في لندن بمشاركة كيري ونظيريه البريطاني بوريس جونسون والفرنسي جون مارك ارلوت اللذين لم يدعيا الى لوزان.
وكان مسؤول اميركي قال إنه منذ انهيار التعاون الأميركي - الروسي بحث مسؤولون أميركيون عدداً من الافكار وإنه على رغم عدم توقع حدوث انفراجة إلا أن الشكل الاقليمي قد يكون الأساس لعملية جديدة. وقال ديبلوماسي غربي في لوزان إن الاجتماع لم يحظ بإعداد جيد وأهدافه غامضة ولم تتضح قائمة المشاركين فيه إلا في الدقيقة الأخيرة. وأبلغ الديبلوماسي وكالة «رويترز»: "إذا كان لهذا الاجتماع ان يصل الى اتفاق في شأن حلب فعلى دول أن تقدم تعهدات، أن تتعهد روسيا بوقف القصف وتتعهد إيران بسحب مسلحيها على الأرض الذين يساندون دمشق. ذلك كثير لتحصل عليه في نصف يوم خصوصا إذا لم تكن الشخصيات التي تصل إلى الاجتماع غير راضية عن شكل المحادثات... إذا كان لهذا الشكل ان تكون له مصداقية فإن على كيري ان يخرج من المحادثات الليلة (اول من امس) ويقول إن لديه شيئا ما لحلب. وقف لإطلاق النار يكون ذو مصداقية."
من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية أن كل المشاركين في محادثات لوزان السبت اتفقوا على أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبلهم من خلال حوار يشمل كافة الأطراف كما أكدوا التزامهم بالحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية.
وذكرت الوزارة يوم أمس الأحد، أنه لكي ينجح اتفاق أمريكي روسي لوقف إطلاق النار يجب فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وغيرها من "الجماعات الإرهابية" التابعة لها.
وتابعت "في الوقت نفسه يجب أن يكون مفهوما أن العمليات ضد إرهابيي تنظيم داعش وجبهة النصرة ستستمر."
وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن روسيا تريد مناقشة عرض دي ميستورا بالإضافة إلى عناصر اتفاق الهدنة الذي فشل الشهر الماضي ولاسيما عمليات ادخال المساعدات الإنسانية وانسحاب قوات الطرفين من طريق الكاستيلو وهو طريق إمداد رئيسي في حلب.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان ارسال حاملة الطائرات الى المتوسط بعد اسابيع من اعلان وزير الدفاع سيرغي شويغو ان هذا الامر لتعزيز قدرات القوات البحرية الروسية في المنطقة. وسترافق حاملة الطائرات سفينة «بيوتر فيكلي» الحربية والمدمرة «فايس اميرال كولاكوف» وسفن ضخمة مضادة للغواصات، بحسب الوزارة التي قالت ان السفن تهدف الى حماية الملاحة البحرية و"الرد على اي شكل من اشكال التهديدات وبينها القرصنة والارهاب الدولي". من جانب اخر، قالت "سكاي نيوز إن مسلحي داعش انسحبوا، السبت، من 6 قرى في ريف حلب الشمالي، هي قرى دابق وصوران واحتيملات والصالحية وتلالين وحوار النهر، شرقي مدينة مارع، لتتمركز فيها فصائل المعارضة السورية المشاركة في عملية "درع الفرات".
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي التنظيم انسحبوا من دابق، قبل أن يتوغل نحو ألفي مقاتل من المعارضة السورية في البلدة بدعم الدبابات والمدافع التركية.
وجاءت السيطرة السريعة لفصائل المعارضة السورية على "دابق" رغم كل الدعاية التي بثها تنظيم داعش والتي دعت إلى الكفاح من أجل البلدة والدفاع عنها.
ولم تكن السيطرة على دابق هي الوحيدة التي تمت بشكل سريع ودون مقاومة، ففي نهاية آب الماضي وعند إطلاق تركيا عملية "درع الفرات" في سوريا ابتداء من بلدة جرابلس حدث الأمر ذاته. وانسحب مسلحو داعش بشكل سريع أمام القوات التركية الخاصة ومقاتلي الجيش السوري الحر، وسيطرت قوات "درع الفرات" على جرابلس ثم على عشرات القرى المحيطة.
ومنذ ذلك الوقت يتكرر السيناريو ذاته في شمال سوريا. داعش ينسحب ثم تسيطر القوات السورية المعارضة الموالية لتركيا، فيزداد نفوذ أنقرة في الشمال السوري وتقترب من إنشاء المنقطة الآمنة التي طالما طالبت بها.