ali.H@almadapaper.net
من واقع مشاهداتي خلال الأيام الماضية لعدد من الخطب التي ألقاها شيوخ من على الفضائيات ، يمكن القول إنه لن يمضي وقت طويل حتى يخرج علينا مَن يطالب بأن نعود إلى زمن العصور الغابرة ، فالإنترنت حرام وعبث ، حكايات الاطفال تشجّع على الانحلال ، حتى المحقق الإنكليزي كونان لم ينفذ بجلده فقد خرج علينا أحد الشيوخ ليعلن الحرب على شارلوك هولمز ومغامراته .
كان السير كونان بارعا في الإثارة وفي الأُسلوب الساحر الذي ينسيك أنّ الحكاية من أولها إلى آخرها مجرّد خيال ، والغريب أنّ السيد كونان حصل أثناء حياته على أعلى الاوسمة ، ومعها ثروة وضعته في مصاف أغنياء بريطانيا ، إلّا أن أمه ظلت لم تُصدّق أنّ ابنها الذي فشل في الطب يمكن أن يحظى بمقابلة الملكة فكتوريا ، ومات كونان وهو يحصد ثمار الشهرة والنجاح .
ربما سيقول البعض ، ما لنا ومال شيوخ المنابر ، ونحن نخوض هذه الأيام معركة تحرير الموصل ، وأقول ما تعلّمته في الصحافة والكتب ، يؤكد أن الاهتمام بالأحداث الآنيّة لايمنعنا من تسليط الضوء على ما يعيق التقدم نحو المستقبل ، المشكلة اليوم ان هناك شيئين في العراق ، لايمكن السيطرة عليهما ، بعض شيوخ المنابر ، كما في أمر الشيخ الذي ترك مشاكل البلاد ونقص الخدمات وتفشّي الفساد المالي والإداري ، ليحذّرنا من خطورة مشاهدة سلاحف النينجا ، والثاني برامج التوك شو التي جعلت من حنان الفتلاوي قائداً عسكرياً يهدد الاتراك بمنشورات " الفشار " مع الاعتذار للعبارة ، فيما جعلت هذه البرامج ، آخرين يصرّون على أنّ تركيا حمامة سلام في المنطقة ، وأنها جاءت تحمل غصن الزيتون ، فلماذا هذا الخوف منها ، ولماذا تسمحون لطهران ولا تسمحون لأنقرة ، وكأن التوازن يجب ان يشمل حتى موضوع العمالة لدول ، هكذا وجد المواطن العراقي متحدثين باسم أنقرة وآخرين باسم طهران ، فيما غاب الاتفاق داخل مجلس النواب على تحديد يوم وطني للعراقيين ، لكن اطمئنوا رئيس لجنة الاوقاف السيد علي العلاق يحمل لكم البشرى :" إن الأجواء باتت مناسبة لاعتبار عيد الغدير عطلة رسمية"، فيما سيحسم حتماً الخلاف على إضافة يوم السقيفة إلى قائمة أعيادنا .
أيها السادة إن الاعتزاز الحقيقي بذكرى إمام الحق علي " ع " يفرض على أصحاب عطلة يوم الغدير أن يقرؤوا سيرة هذا الرجل العظيم ، وأن يقفوا ووقفة حقيقية أمام هذه السيرة ويتعلموا منها، لكن للأسف فقد ابتلينا بمسؤولين يتحدثون باسم الدين ويسرقون باسم الدين، يُصدّعون رؤوسنا ليل نهار بخطب عن الحق والعدالة والمظلومية في عبارات فقدت معناها من سوء استخدامها وجرأة تزييفها.
بالأمس قالوا:عندما يتعلق الأمر بالطائفة والمنفعة ، فليتوارَ الوطن إلى الخلف، واليوم يقولون: عندما يتعلق الأمر باعيادنا المذهبية ، فليذهب العيد الوطني الى النسيان ، وغداً سيقولون: عندما يتعلق الأمر بأى شىء ننتفع منه ، فليذهب الوطن إلى الجحيم .
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ علي حسين يا ليتهم ما يذكرون اسم الأمام علي على افوافهم النتنة انهم قومُ فَاسِقُون لم يبقوا حيلة وساختة ووسيلة ميكافيلية خبيثة الا واستخدموها من اجل مكائدهم القذرة من اكبر صماخ بيهم الى اصغر صماخ كذابون باثلوجياً متخلفون عقلياً هم اخطر قراصنة عرفهم ا