ضرب الإعلام الرياضي بمختلف مسمّياته مساحات واسعة في التأثير بقلب الحدث والوصول الى أبعد نقطة مؤثرة أينما غطى مشاركة أو بطولة يرفع فيها علم العراق وشهد له بالمهنية جميع من يتحدث العربية في برامجهم وصحفهم وقنواتهم سواء من كان يعمل بالمصادر الإعلامية المحلية أو الخارجية على حد سواء حيث تزخر كبريات الصحف والمجلات والفضائيات العربية بمبدعين عراقيين لا يسعنا ذكر اسمائهم واختصاصاتهم لأنهم كُثر والأكثر تـأثيراً موقفهم الواضح في دعم المنتخبات الوطنية واللاعبين والمدربين، بل الوفود العراقية وتحشيد الدعم الجماهيري لهم والتأثير على المسؤولين بأكبر مراكز القرار من أجل تكريمهم ودعمهم، ولست هنا بصدد التعريف بهذه المواقف التي تنبع من حرص وروح مواطنة واصالة ومهنية يتمتع بها الإعلامي والصحفي العراقي الغيور لكن فقط للتذكير والرد على من يريد أن يغمط الأمور ولا يضعها في نصابها الصحيح مهما كان حجمه أو تصوّر ذلك الحجم بين ليلة وضحاها ليهاجم الإعلام والإعلاميين ويتهم من يتهم منهم أو يعدّ عليه انفاسه لمجرد رأي أو طروحات قد لا تروق لهم لأننا بذلك نؤسس لثقافة تقطيع المادة حسب الطلب وذرّ الرماد في العيون بأن تطغي صورة المجاملات على الحدث الرياضي والكروي تحديداً على اعتبار أنه الأهم بنظر الجماهير وتلتف حوله وحول المنتخبات الوطنية بعشق أزلي للساحرة المستديرة ومن يريد أن يوجه اللوم للصحافة والإعلام ويعدها هدّامة لمشروعاته البنائية خلافاً لما يحصل حولنا في دول العالم فعليه أن يعيد حساباته ويتابع ولو مرة واحدة الصحف العربية والعالمية ويرى ماذا يكتب وأي المساحات التي تفرد للصحافة وكيف يتعاملون مع الصحفي كيما تعمّ الفائدة للجميع؟
لقد أرانا الزمن الصعب من ألوان التدخلات في العمل الإعلامي الشيء العجيب حتى بتنا نسمع من هذا وذاك من يمثل الوفد الاتحادي والمنتخب الفلاني أعذار أقل ما يقال عنها حول اخفاقاتهم بأنها غريبة بحدود عدم التصديق بتسبب الصحافة في خسارة الفريق الأول وانهيار الروح المعنوية لدى الفريق الآخر واشتراط عدم الظهور لصحفي آخر من على القنوات الفضائية لأنه يتسبب في تعكير الاجواء الرياضية في الاندية والأدهى ان مواقع الزملاء على صفحات التواصل الاجتماعي لم تسلم هي الأخرى من العتب والملامة لطرح آرائهم وأفكارهم التي تتعلق بالرياضة والمنافسات ودوري الكرة والاستحقاقات الخارجية ولا أعتقد أن أي منهم قد سلمت صفحته من ألوان النقد والتقريع وربما الشتائم لمجرد طرح آراء رياضية خالصة.
لكي لا يفهم البعض انحيازي الى زملاء المهنة فأنا لا أدّعي أن الجميع يلجأ الى الأسلوب الأقوم في الطرح، بل هناك الكثير من العثرات ولكنها بواقع الحال طبيعية ولا تصل حدّ المهاجمة والتسقيط ولو استمر الحال على ما عليه فأجزم أن المعنيين في المؤسسات الرياضية يريدون مدّاحين ومطبّلين وليس مهنيين تعنيهم الحقائق والجمهور الرياضي وفرقهم الوطنية.
مهنية الإعلام الرياضي
[post-views]
نشر في: 17 أكتوبر, 2016: 09:01 م