الأحزاب الكبيرة في الدول ذات التقاليد العريقة في ترسيخ الديمقراطية ، اختارت اشكال الحيوانات لتكون شعارات لها من دون الشعور بالحرج . في الولايات المتحدة الاميركية يتنافس كل اربع سنوات الحمار والفيل للفوز بمنصب الرئيس من الحزب الديمقراطي او الجمهوري ، استخدام الحيوانات "ماركة للأحزاب" لم يقتصر على بلاد العم سام، بل امتد الى دول اخرى باختيار شعارات تنسجم مع ثقافة الشعب وتقبله المزاح الثقيل في ان تكون الخرفان والدواجن والطيور بانواعها كافة شعارات لأحزاب تحملت مسؤولية تعزيز النظام الديمقراطي باعتماد برامج ثابتة لتوطيد دولة المؤسسات .
العمل السياسي في معظم الدول الخارجية اقتصر على عدد محدود من الاحزاب، ينظم عملها قانون غير خاضع لتعديلات موسمية او لأغراض تحقيق مكاسب لجهة تتمتع بعلاقة متينة مع اعضاء المحكمة الدستورية على حساب اخرى . فضلا عن ذلك فإن ارادة الناخبين تتجه في اغلب الأحيان الى الحزب القادر على تحقيق برنامج يخدم اوسع الشرائح الاجتماعية ، لذلك تستقطب معالجات مكافحة البطالة ومنح اللجوء للمهاجرين ، او تخفيض الضرائب ، والحد من التحرش الجنسي وغيرها من القضايا اهتمام الراغبين في الإدلاء بأصواتهم لصالح حزب اتخذ الغراب شعاراً وماركة ثابتة ، او لمنافسه حزب الططوة .
بإعلان مفوضية الانتخابات مشاركة احزاب كثيرة في الانتخابات المحلية المقبلة ، لم يكشف مجلس المفوضين اسماء تلك الأحزاب ليتعرف على برامجها ومبادئها ابناء الشعب العراقي ليحددوا خيارهم مبكرا بمنح اصواتهم الى تنظيم سياسي جديد ، بعد ان شعروا بالخيبة والخذلان من اداء نخب سياسية سيطرت على المشهد منذ سنوات .
مرحلة ما بعد الحداثة تتطلب من القوى السياسية العاملة في الساحة العراقية اجراء تغييرات جوهرية ، تبدأ باختيار شعار ماركة مسجلة باسم الحزب ، لتوسيع قاعدته الشعبية ، ولا ضير من اختيار الحيوانات او الطيور ، والابتعاد عن الشعارات المستهلكة المتمثلة بميزان العدالة ، والأعلام والسيوف والنخيل واللبن المدخن . يبدو ان زعماء الأحزاب يرفضون تغيير الماركة، لاعتقادهم بأن المزاج الشعبي ليس لديه الاستعداد الكامل لدعم حزب شعاره العجل ، فيما يرى المختصون بفن التصميم بأن الشعارات في العراق ،التجارية وغيرها، لم تخرج من نمطية سائدة ، رسخها الفهم الخاطئ لدور فن التصميم في الترويج واثارة انتباه المتلقي لغرض تحفيز ذائقته الجمالية في تقبل فكرة معينة .
يحتل الديك في الذاكرة الشعبية العراقية حضوراً لم يحققه الحمار والثور في اذهان الأميركيين ، فهو يعلن اشراقة يوم جديد بإطلاق صياحه فجراً ، يعد عنصراً مهماً في الحفاظ على سلالة الدجاج لتمتعه بلياقة بدنية تؤهله للدخول في ملاحقة القطط حفاظا على الأفراخ الصغيرة .
مع تطبيق قانون الأحزاب لم يغامر تنظيم سياسي بجعل الديك ماركته الخاصة ، لتوسيع قاعدته الشعبية استعدادا لخوض الانتخابات المقبلة . العراقيون يتطلعون الى اعلان تشكيل تنظيم سياسي برنامجه "يعوعي " ليحقق حضوراً بين أوساط الجماهير.
الديك ماركة حزبية
[post-views]
نشر في: 17 أكتوبر, 2016: 09:01 م