كان يوسف شاهين صديقاً لأسرتنا وكنا نستضيفه غالباً ، وانسجمنا مع بعضنا البعض، وتعودنا على طريقة كلامه يوسف يغضب بسرعة ثم ينسجم مع الآخرين.
وهو الذي بدأ بورجوازياً، غير طباعه تدريجياً.. وهو يتغير مع الحالات التي كان يمر بها، ويجسد في بعض الاحيان شخصيا
كان يوسف شاهين صديقاً لأسرتنا وكنا نستضيفه غالباً ، وانسجمنا مع بعضنا البعض، وتعودنا على طريقة كلامه يوسف يغضب بسرعة ثم ينسجم مع الآخرين.
وهو الذي بدأ بورجوازياً، غير طباعه تدريجياً.. وهو يتغير مع الحالات التي كان يمر بها، ويجسد في بعض الاحيان شخصيات أفلامه.
وعندما كان يصور أفلامه ، يتخيل نفسه هو البطل، ويتفاعل مثل كل شخصية يكتبها، وهو يوماً يتحول الى الفلاح الطيب في فيلم "الارض" وهو "قناوي" المكبوت المحروم والمكبوت في فيلم "باب الحديد" ويوسف الصحفي في فيلم "العصفور" وهو ايضاً علي الذي يعود مهزوماً بعد سنوات النضال.
كان يوسف شاهين، يفرح للانتصارات مصر وانجازاتها ويتفاعل معها.
وكانت افلام شاهين تمثل سينما الموقف، وكانت منطلقاته : "وهناك عقلية بورجوازية خطيرة ومناخ رأسمالي ايضاً. انها كما كان يقول "سينما الموقف" وسينما المستقبل، وكان شاهين في مواقفه منفتحاً وانسانياً وصادقاً. لا يعرف التعصب ولا الانطلاق.
وهو في فيلمه "الاسكندرية" حيث ولِدَ ونشأ وسط عائلة مسيحية من البرجوازية الصغيرة ومن أصل لبناني وغاص يوسف شاهين في اعماق نفسه متجاوزاً الاوهام والاحلام والشعارات وهزائم السياسيين، ويعود في افلامه الثلاثة الاخيرة : "المهاجر" و"المصير" و"الاخر" الى النفس البشرية والقيم الانسانية مؤكداً نزعته الانسانية، وينبذ التعصب والتطرف، ويحاور الآخر ذلك ان شاهين الاسكندراني المصري هو عربي ايضاً في الصميم.. وهو في خلال (50) سنة من العمل في السينما قدم (33) فيلماً روائياً و(4) افلام قصيرة).
وكان يوسف شاهين يقول "ان مسيرته كانت مؤلمة وهو يحس بكونه اشتراكياً ولكنه بصعوبة جمع المال للدراسة – دراسة السينما في ولاية باسادينا في الولايات المتحدة الامريكية".والعائلة البروجوازية شغلت ذهنه وهذه البرجوازية تنهار تارة بسبب سذاجة الأب او تهوره (الاسكندرية ليه؟) و"حدوة مصرية" وهو في فيلم "الوداع بونابرت" تتمزق وتتبعثر وفي "عودة الابن الضال" تنفجر في بحر من الدم. وفي فيلم "الآخر" تسيطر عليها نزعة أمتلاك ابنائها.
كان "بابا أمين" فيلمه الأول. وفي عام 1952، قامت الثورة المصرية (ثورة يوليو) وبدأت بعد اعوام في التفكير في ما تقدمه للسينما المصرية.
ومن افلامه في نهاية الخمسينيات "جميلة بوحيرد" وهو عن نضال الجزائر وثورتها وفي فيلمه "الوداع يا بونابرت" (1984) وفي عام (1986) قدم فيلم "اليوم السادس" لكي يواصل رحلته البشرية ويطرح اسئلة عن الحب والحب المستحيل. وتدور احداث الفيلم في أحد الاحياء ا لشعبية في القاهرة، يوم كان مصر تحت الاحتلال الانكليزي وتعاني من مرض الكوليرا، ويتحدث فيه شاهين عن حياة العاديين من البشر.الاسكندرية كمان وكمان: وفي زمن القمع وكبت الحريات وممارسة الرقابات وخصوصاً الذاتية منها، يقول يوسف شاهين كلمته بصراحة وبجرأة نادرة ومن افلام يوسف شاهين الاخيرة فيلمه "المهاجر" المستوحى من قصة "يوسف".
عن: الغارديان