سان خوسيه / اف بتجري في كوستاريكا غدا الاحد الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس اوسكار آرياس، وتبدو مرشحة الحزب الحاكم لورا شينشيلا الاوفر حظا لتكون اول امرأة على رأس هذا البلد الذي يعتبر «سويسرا اميركا الوسطى» والبالغ تعداد سكانه 4,5 ملايين نسمة.
ومن الممكن ان تفوز شينشيلا بالانتخابات من الدورة الاولى، وهي مرشحة حزب التحرير الوطني (يمين وسط) ومدعومة من الرئيس الحالي أوسكار آرياس حائز جائزة نوبل للسلام والذي يمنعه الدستور من تولي الرئاسة لولايتين متتاليتين.واظهرت استطلاعات الرأي تقدما واسعا لشينشيلا المتخصصة في العلوم السياسية والخبيرة في شؤون الامن على منافسيها الاساسيين، اذ اعطتها 41% من نوايا تصويت الناخبين فيما حصد مرشح اليمين اوتو غيفارا 22% ومرشح اليسار الوسط اوتون سوليس 19%.وفي حال فوز شينشيلا في الانتخابات فان ذلك لن ينعكس تغيرا في سياسات بلدها الاكثر استقرارا في اميركا الوسطى، التي تشهد عددا من الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وسيخلف الفائز بالانتخابات الرئيس اوسكار آرياس (69 عاما). وهو حائز جائزة نوبل للسلام في 1987 لدوره في اخماد الحروب الاهلية في اميركا الوسطى، غير ان المرحلة الاخيرة شهدت نكسة له في هذا المجال اذ فشلت وساطته في ايجاد مخرج للأزمة السياسية في هندوراس.وابرز منافسي شينشيلا في هذه الانتخابات اوتو غيفارا (49 عاما) مرشح الحركة التحررية، وهو يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة بعدما فشل مرتين في اعتلاء سدة رئاسة بلاده. الا انه نجح هذه المرة في انتزاع المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي بناء على طرحه الليبرالي المعتدل.ويخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة ايضا اوتون سوليس رئيس حزب حركة المواطنة (يسار وسط)، وهو خسر الانتخابات في 2006 بفارق 1% فقط عن الرئيس آرياس.وبالنسبة للورا شينشيلا فان الامن والمخدرات والازمة الاقتصادية هي الاولويات الحاضرة في خطابها الانتخابي.فهي أكدت على ضرورة تنشيط الدورة الاقتصادية بعدما انخفض الناتج المحلي بنسبة 1,3% في 2009، لما يمثله الازدهار الاقتصادي من عنصر جذب للاستثمارات، كما شددت على الخطر الكبير الذي يشكله تجار المخدرات على كوستاريكا والمنطقة.وقالت في هذا السياق «ان المعركة النهائية مع العصابات الاجرامية في اميركا اللاتينية ستجري على الارجح في اميركا الوسطى»، في اشارة الى التوسع الاقليمي لعصابات المخدرات من كولومبيا والمكسيك بعدما تلقت ضربات هناك.واشارت الى ان مكافحة المخدرات يجب ان تمر من خلال «برنامج اجتماعي وسياسي اضافة الى البرنامج الامني والعسكري».وبحسب شينشيلا فان الاولوية يجب ان تعطى «للتوظيف» في مجال التكنولوجيا العالية وتنمية موارد «الطاقة الخاصة والدائمة» بالارتكاز على الاستثمارات الاجنبية.ويبقى استقرار البلاد العنصر الاساسي في جذب رؤوس الاموال التي اتاحت لكوستاريكا توسيع اقتصادها وتنويعه. وهي تمكنت من التحول من دولة زراعية الى مصدر للسلع والخدمات، من الاتصالات والمعلوماتية وصولا الى المستحضرات الطبية.