ali.H@almadapaper.net
تقام في معظم عواصم العالم نُصب لرموزها في الساحات العامة تكريماً لهم ، وهذا الرمز هو الذي يعيد للأوطان توهجها ويربح لها حروبها ضد الظلم والاستغلال ، تمضي الحكومات وتبقى هذه النصب شاهدة على تاريخها. ففي باريس لايزال فولتير يذكّرهم بسنوات التعصب وقيمة التسامح ، وفي برلين يجلس ماركس مستغرباً كيف استطاعت الرأسمالية ان تجعل جميع الذين يعيشون على أراضيها مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات. فيما لندن خرجت عن المألوف وأصر برلمانها ان يضع في ساحته الرئيسية تمثالا للمهاتما غاندي ، وأخبرنا رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ، دافيد كاميرون " ان الزعيم الهندي لا يزال مصدر إلهام وقوة كبيرين لنا". وأتمنى عليك وأنت تنتهي من قراءة الخبر، ان تعرف أنّ صاحب التمثال "غاندي" قاد اكبر ثورة في التاريخ ضد الاستعمار البريطاني وبفضله نالت الهند استقلالها عام 1947.
وكنا نأمل في بغداد بعد أن تسلمها قادة " ثوريّون " أن يدركو جيدا ان طريق التغيير عُبِّد بتصميم ومثابرة وعمل ، رموز هذا البلد ، الجواهري ، وغائب طعمة فرمان وأبو كاطع ، وجواد سليم ، وحقّي الشبلي الذين حلموا بعراق متطور .
اليوم كلما نشاهد بلدان العالم تحتفل برموزها نتذكر مئات الرجال والنساء والاطفال الذين كتبوا عنوان اليوم الوطني للعراق . وكنتُ مثل الكثيرين اعتقدتُ ذات يوم ان ساسة العراق سيقيمون صرحا كبيرا يجمعون فيه رفات كل الذين ماتوا في الغربة وهم يحلمون بعراق آمن ومستقر، لكنني للأسف كلما رأيت تمثال حقي الشبلي قرب المسرح الوطني وقبله تمثال جواد سليم ، واليوم تمثال الجواهري عند بوابة اتحاد الأُدباء ، ألمح في عيون العراقيين علامات الاستغراب والاسى ، إنها تماثيل تشعرنا بالخجل، تشعرنا أنّ قصائد الجواهري كانت رحلة عابرة في حياة العراقيين ، إنها ياسادة وللاسف تشعرنا بالخجل، هذه النصب التي تقزّم رموز العراق وتسخر منهم ، فإذا الجواهري الممشوق القامة يغيب ، وبدلا من أن نقيم له نصباً بحجم قصائده ومواقفه ، يكون شاهدا على تاريخه ، نكتفي بكتلة من الحجر المشوه !
عندما سجي جثمان الكاتب الروسي الشهير الكسندر سولجنستين في احدى قاعات الكرملين ، لكي يلقي عليه التحية الاخيرة ألوف الروس، كان اشهر الذين أدوا التحية فلاديمير بوتين ، رموز البلدان ، لا موضع خلاف. فهم الجزء الاهم من مجد الشعوب والبلدان .
كنا نتمنى ان نرى رئيس الجمهورية مشاركا في تشييع فنان الشعب يوسف العاني ، ونشاهده وهو يلقي التحية الاخيرة على الرجل الذي ولد قبل الاحزاب السياسية ، ولم يولد من رحم صراعات الاحزاب ، بل ولد فقط من رحم العراق .
جميع التعليقات 3
خليلو...
دعك من بوتيننا ليتكور في القصر فهو أيضا من مخلوقات الصدفة ، زائدا الخلافات العائلية التي كان من نصيبها هذا الكرسي ، فلو كان سلفه عافاه الله في مكانه لكان اكرم من ڤلاديمير الذي الذي حيا جدث سولجنستين ....لماذا عراق ما بعد التحرير ترى فيه وضع غي
رمزي الحيدر
أتراهن معاك من بطل (...) إذا كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو من حواليهم إذا كانوا قد حضروا أحد عروض يوسف العاني .!.
خليلو...
يقول لامپروزو : إن المجرم يعرف من التكوين العظمي لوجهه ، فإذا كان ذلك الطلياني مصيبا في تنظيره السايكولوجي فسيكون مصيبا أيضا ( بفتح الياء والياء) ، لو أضاف اليه : كذلك الأغبياء من الناس يعرفون غباءه من ذلك التكوين الذي عرضته في صدر التعليق.. لا يظنن ظان