اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: مستشفى الكرامة.. من يدخلها يخرج بلا كرامة

ريبورتاج: مستشفى الكرامة.. من يدخلها يخرج بلا كرامة

نشر في: 20 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

الدخول الى مستشفى الكرامة أمر سهل جداً حيث المدخل الرئيسي والذي تقف أمامه مجموعة من رجال الأمن لايأبهون بتفتيش للعجلات الداخلة ولا حتى المراجعين، وشغلهم الوحيد هو التحدث بالموبايل ومع بعضهم البعض وبأصوات عالية. وبعد تجاوز هذا المدخل يأتيك بائع الكعك

الدخول الى مستشفى الكرامة أمر سهل جداً حيث المدخل الرئيسي والذي تقف أمامه مجموعة من رجال الأمن لايأبهون بتفتيش للعجلات الداخلة ولا حتى المراجعين، وشغلهم الوحيد هو التحدث بالموبايل ومع بعضهم البعض وبأصوات عالية. وبعد تجاوز هذا المدخل يأتيك بائع الكعك والجرك والشاي ثم تدخل الى الاستشارية التي تغص بالأتربة والأوساخ واعقاب السكائر المتناثرة هنا وهناك.

اكثر المراجعين من كبار السن يجلسون على الأرض لأن عدد المقاعد لايكفي لجلوسهم حيث لاتتجاوز عدد اصابع اليد، اما الزحام في غرفة الأطباء فهذا له حديث يطول لوحده. عملنا على قطع باص من اجل ان نكون على مقربة من الحدث حيث طلبنا ان يكون التوجه الى طبيب المفاصل الدكتور (ع) ، الذي كان يمسك كوب الشاي وصوته عال في الحديث مع المراجعين ولايحترم كبار السن ان كانوا رجال او نساء، ويقف بقربه شاب لايتجاوز العشرين من العمر يرتدي بنطلون جينز مع نعل غير ملائم للعمل الطبي، كان يتكلم مع طبيب آخر. وما هي إلا دقائق حتى قام هذا الشاب بإخراجنا من الغرفة وغلق الباب ،ولا احد يعلم السبب، ولكن الفضول هو من دفعنا لطرح السؤال: لماذا أغلقت الباب وبهذه الطريقة غير المحترمة؟ وانه لابد ان يرى الطبيب المراجعين الذي اخذ عددهم يزداد. اجابني الشاب قائلا: عنده ضيوف ويريد ان يشرب الشاي براحته!؟ ... هل يعقل هذا ياوزرة الصحة ويامكتب المفتش العام؟
اخذنا استراحة الطبيب وتناوله الشاي (على رواءة) كما يقول الإخوة المصريون اذ كانت فرصة للتجوال داخل المستشفى، واذا بصراخ من شاب يحمل والده المريض الذي يعاني من التهاب حاد بالكلى من اجل اسعافه بشكل سريع لكن لايوجد جهاز سونار ولا أشعة ولا طبيب كلى مختص. وحين استفسر هذا الشاب عن اي قسم يمكنه تقديم خدماته وان كان يتوفر فيه جهاز السونار والأشعة أجابه (كل الأجهزة عاطلة)، علما ان المراجعين ممن افترشوا الأرض وقاموا بقطع باص بمبلغ (5000) دينار لفحص السونار أُخبروا بأن العدد المقرر فحصه اكتمل وان عليهم المراجعة اليوم التالي وبشكل مبكر. اما الحمّامات فحدّث ولا حرج من الروائح الكريهة والأماكن القذرة بشكل لايمكن وصفه. عدنا الى مكان الطبيب الاختصاص للمفاصل حيث وجدنا الباب مفتوحاً والطبيب يكتب العلاج بدون فحص ولا حتى رؤية الاشعة او السونار لأنه يعلم انها عاطلة، علما ان اغلب ما كتب لهم من العلاج كان عبارة عن حبوب باراستمول او بروفين تم شراؤها من الصيدليات الخارجية لعدم توفرها في المستشفى.
اما فيما يخص ممرات وجدارن المستشفى فللأسف لايدل الكثير منها انها لمستشفى، اذ تنتشر في الكثير منها النفايات وبقايا الطعام وقناني الماء، بسبب فقدان الحاويات الخاصة برمي النفايات والاكتفاء بواحدة او اثنتين في اغلب الممرات التي تحتاج لعشرات الحاويات مع استمرار تفريغها لكثرة المراجعين يوميا. اما فيما يخص ردهات المرضى والتجوال اليومي فنجد القطط والجرذان خاصة في الليل وما تحدثه من ازعاجات ومخاوف ناهيك عن مخاطرها الصحية، كذلك أغطية الأسرّة التي شحب لونها، علما ان اغلب المرضى ممن يرقدون في المستشفى يستصحبون معهم أفرشة .
مريض آخر جاء لغرض غسل الكلى لكنه ابلغ ان الغسل متوقف لعدم توفر المواد، فيما اخبر شخص آخر بعطل الأجهزة، علما ان المعلومات التي استحصلناها من قبل احد المنتسبين ان هناك قرابة 8 اجهزة حديثة لغسل الكلى تستخدم لمرضى العجز والفشل الكلوي يتم من خلالها تصفيه الجسم من السوائل غير المرغوب فيها فضلا عن طرد السموم.
اتصلنا بالمتحدث الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور احمد الرديني لتقديم شكوى المواطنين وايصال ما شاهدناه من اهمال في مستشفى الكرامة الحكومي، حيث جاءتنا الإجابة ان المستشفى يعود الى دائرة صحة بغداد الكرخ وهم اعلم بالتفاصيل. وبعد ذلك استطعنا الاتصال بالدكتور احمد الحيدري المتحدث الرسمي لدائرة صحة بغداد الكرخ الذي اخبرنا انه سوف يقوم بارسال فريق للتحقيق بالموضوع. وبعد اسبوع جاءت الإجابة انه لاوجود لمثل هكذا امور في المستشفى. وسؤالنا هو هل اخبر مدير المستشفى أن هناك لجنة للتحقق من صحة الشكوى لمن يريد التأكد يذهب في أي وقت يشاء ليرى بأم عينيه الحال الذي وصله مستشفى الكرامة من تردٍ في كل اشكال الخدمات الصحية والانسانية حتى ان احد المراجعين أقسم بالله وهو يهم بالخروج انه لن يدخل المستشفى حتى لو كلفه ذلك حياته،( كرامة بس بالاسم) ، نعم هذا واقع الحال المؤلم.. فمن يدخل مستشفى الكرامة يخرج بلا كرامة...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram