TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العبادي ولحظة تحرير الموصل

العبادي ولحظة تحرير الموصل

نشر في: 19 أكتوبر, 2016: 07:07 م

ali.H@almadapaper.net

 كنتُ مراهناً، من أنّ  " جهابذة " جبهة الإصلاح " لن يهتمّوا لما يجري في الموصل ، وسيشغلون أنفسهم بخزعبلات من نوعيّة ، المؤامرة الأمريكية ، والعبادي الذي لايصلح لرئاسة الوزراء ، والبديل موجود وجاهز !
صباح أمس كنتُ أنا وإياكم بالتأكيد نبحث عن عناوين أخبار هذه البلاد ، فماذا  وجدنا ؟  النائب الإصلاجي " جداً " إسكندر وتوت " يخبرنا ان خطة تحرير الموصل سرقت من قبل الكرد وعشائر الموصل ، وسلمت الى الدواعش ، فلا تفرحوا بالنصر!
النائبة الإصلاحية " حدّ العظم " عالية نصيف  ، منزعجة جدا من ذهاب العبادي الى جبهات القتال ، فهو في نظرها لايزال ضعيفاً ، ولايستطيع الخروج من المحاصصة   .
مشعان الجبوري صاحب أشهر سيلفي إصلاحي ، اختفى في ظروف غامضة ولم يعد  يذرف الدموع على أي قائد ضرورة .
النائبة عواطف النعمة منشغلة بالرد على الذين ينتقدون حكاية  الوزير كاظم الحمامي ،الخرافية ، فالنائبة " الجليلة " لاتريد ان تغادر أجواء علي بابا والأربعين حرامي .
في العراق ، لك أن تتخيّل، يوجد شيء اسمه  جبهة الإصلاح البرلمانية ،  ، بعض أعضائها من المتورّطين في التحريض على الشحن الطائفي  ، وإثارة الفتن ، وإطلاق مصلح " قبيح " اسمه التوازن ، حتى في عدد ضحايا العمليات الإرهابية . مجموعة برلمانية تريد ان تقود البلاد إلى الحريق ، وتستعجل خراباً يسير على قدمين،  طائفية واجتماعية .
يحبّ ساستنا أن يعملوا بما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة والكثير منهم للاسف لايريد  لنا ان نعيش لحظة استعادة الموصل من دون حريق طائفي
اليوم مطلوب من العبادي ان يقرأ لحظة تحرير الموصل  جيدا ويدرك ان المستقبل فقط للعراقيين ، الذين ستتضافر جهودهم ونياتهم الصادقة في بناء هذا الوطن .
من يقرأ في تجارب الشعوب  ، سيجد  كيف ان بلداً مثل اسبانيا  عاش كابوس الحرب الحرب الأهلية  بعد وفاة فرانكو ، في ذلك الوقت ظهر السياسي أدولف سواريث الذي اختير ليكون رئيسا للوزراء.
لم تكن المهمة سهلة أمام الرجل البالغ من العمر 43 عاما لكنه أدرك منذ اللحظة الاولى أن الوفاق الوطني هو السبيل لطيّ صفحة الماضي، فصاحب الابتسامة الهادئة نجح في إقناع الشعب، بأن هناك قارباً إسبانيا واحدا لابد ان يركبه الجميع. وأن راكبا واحدا بإمكانه أن يُغرق المركب.  
تحصد إسبانيا اليوم ثمار حلم المحامي سواريث بدولة مستقرة اقتصاديا وسياسيا، فقد رفع الرجل شعار "لا تلتفتوا الى الوراء"، في المقابل يريد لنا البعض ان نحصد  معه أحلامه الفاشلة  سنوات من الخيبات والأزمات.
اليوم ونحن نتابع خطوات العبادي في معركة الموصل  ومحاولة  إصلاح ما أفسده أصحاب شعارات "ما ننطيها" ندرك جيدا ان العدل المتأخر خير من الظلم الدائم. اليوم علينا ان ندرك ان الانتصار في معاركنا  ، نصر للجميع وليس هزيمة للشركاء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram