وائـل نعمــة  أثار موضوع  ايقاف التعيينات المقررة في موازنة عام 2010 ردود افعال شعبية وانتقادات من الاعلاميين والاكاديميين و من قبل الكتل النيابية. الوظائف التي اعلن عنها بأنها ستنطلق بمجرد ان تقر الموازنة التشغيلية كان عددها(115)الف وظيفة، لكن الذي حدث بعد ان اقرت الميزانية اجل اطلاق الوظائف  لحين تشكيل مجلس الخدمة الاتحادي. هذا الاجراء  انهى امل الكثير من العراقيين في ان يتخلصوا من مرحلة البطالة التي جثمت على صدرورهم لسنوات طويلة، الكثير من العاطلين والخريجين كانوا  يأملون  بأن يجدوا  فرصة عمل، لكن ماحدث جعل  الأمل بعيداًعن ان يكون لهذه الشريحة  من المغضوب عليهم فرصة للتعيين.
ويعتقد مراقبون واقتصاديون  بان مشكلة البطالة هي ام المشاكل التي تنخر المجتمع العراقي وتشكل ركنا من اركان العوامل المؤدية الى عدم استقرار البلد. (المدى) بدورها رصدت آراء الشارع العراقي وفئة الشباب وهم الشريحة الاكثـر استهدافا في حالة توقف التعيينات،وقد اخترنا الذين التقينا بهم بشكل عشوائي وتكلم الكثير منهم بشكل عفوي.اخر الاحباطات طلاب في جامعة بغداد كانوا يتحدثون عن ايقاف التعيينات ويبدو عليهم الاحباط حينما وصل الى مسامعهم هذا الخبر، حيث يقول رامي ابراهيم في المرحلة الاخيرة (هندسة نفط) « ايقاف التعيينات اضاع الفرصة على الكثير من الطلبة وخاصة طلبة المرحلة الرابعة كونهم يعيشون اواخر ايام الدراسة ومقبلين على معترك العمل.ويقول زميله سيف صهيب «ايقاف التعينات  كان بمثابة رصاصة الرحمة التي تطلق على الحصان المكسور والذي لايمكن شفاؤه فنحن كسرنا وسقطنا بالضربة القاضية قبل ان ندخل الحلبة ورميت لنا  (المنشفة)  قبل بدء منازلة التعيين فسابقا كنا نراهن على القرارات الحكومية التي ربما ستنصفنا يوما ما، أما اليوم فلم يبق امامنا سوى الجنابر والبسطيات والبطالة المقنعة.تحدثنا مع احمد عادل طالب العلوم (قسم الفيزياء) حيث قال « انا في المرحلة الاخيرة وان سماعي بهذه الانباء غير السارة قد جعلتني اشعر بالاحباط ولااتمنى ان اتخرج من الكلية لاني اجهل مصيري، فقد كان املي كبيراً على ان تكون هذه السنة مختلفة عن سابقاتها وتوقعت ان يكون لي نصيب في التعيينات «.فيما كان سداد لطيف في قسم الفلك غير مستغرب لما سمعه في مسألة ايقاف التعيينات حيث قال « انا كنت اتوقع ان هذا الامر سيحصل، لاننا قد اعتدنا على المفاجآت في اللحظات الاخيرة وانا لااعير اي اهمية لهذا الموضوع لاني ومنذ البداية كنت اعرف ان دخولي في هذه الكلية هو للحصول على الشهادة للمظاهر الاجتماعية فقط «وفي المقابل قالت سرى ابراهيم طالبة بكلية التربية في جامعة بغداد « من غير المعقول ان يريد كل الخريجين وغير الخريجين ان يعملوا في وظائف حكومية، ان المؤسسات الحكومية لايمكنها ان تستوعب كل هذه المجاميع «. وطالبت سرى ان يقوم القطاع الخاص بأخذ دوره في تشغيل الشباب ورفع الثقل عن الحكومة. وفيما يخص قرار ايقاف التعينات تعتقد سرى بأن الامور شائكة للغاية فمن جهة في العراق جيوش من العاطلين ويحتاجون للوظائف ومن جهة اخرى ان هذه الوظائف تحتاج اموالاً واستراتيجية للعمل وليس تكديس لمجاميع من الموظفين دون عمل حقيقي.بينما بشار صاحب بكلوريوس الاجتماع تعلم النجارة  وفتح محلا وركن شهادته على الرف وما عاد من الشباب الذين يتحدثون عن مراحل العمل في دوائر الدولة ويعلق قائلا «تعرضت لاكثر من مرة لعمليات  نصب جراء بحثي عن التعيين الحكومي وبصورة جنونية فأول مرة خسرت الفاً ومئتي دولار  وفي الثانية خسرت (600) دولار حتى اكتشفت اني ضحية لعبة كبيرة اسمها تعيين حكومي فقررت تعلم النجارة  وغلق باب التعيين على رأي المثل الشائع (الباب الي تجيك منه الريح سده وستريح)، فأن قرار ايقاف التعيينات او اطلاقه لايعني لي شيئا «.rnدراسة الوضع الاستاذ حيدر التدريسي في كلية الهندسة بجامعة بغداد يقول «ان هذا الموضوع هو حلقة متسلسلة مرتبطة بعضها البعض، واهمال احدى الحلقات او ضياعها سيعكر صفو العملية التنظيمية في سياسة التعيينات، فيجب ان تكون البداية بوضع دراسة عميقة وعلمية حول احتياجات البلد من التخصصات وتحديد الشواغر في الدوائر الحكومية  وماهي الاولويات في املاء هذه الشواغر، وتأخذ هذه الدراسة بأعتبارها المشاريع المستقبلية والاستراتيجية وحاجة البلد في السنوات القادمة الى الاختصاصات المختلفة، وعلى اساس هذه الدراسة ننظم عملية القبول في الجامعات والمعاهد وفي الدراسات العليا حتى لاتكون العملية عشوائية ونكدس موظفين في اختصاص معين في مكان واحد بينما هناك اماكن تعاني شحة في عدد الموظفين والاختصاصيين.واضاف « لدينا الكثير من الكفاءات العلمية في  المجالات والاختصاصات كافة من طلبة الماجستر والدكتوراه المتخرجين والذي حازوا على درجات عالية جدا في اختصاصاتهم، هذه الكفاءات العلمية والتي تعد ثروة للعراق تسهم في بنائه واعماره فكريا وعمليا تحلم بوجود فرص للتعيين تمارس من خلالها اختصاصاتها، ويجب ان نستوعب هذه الطاقات وننظم مسألة تعيينهم وبشكل سريع «.rnمثل كل سنة!فيما قال المهندس ايهاب عزيز 29 سنة بأنه قد يئس من وعود الحكومة بالتعيين وقد أخذ على عاتقه البحث عن عمل دون من  ان ينتظر تعييناً رسمياً، فانتقل من عمل لاخر ومن شركة لاخرى حتى استقر في احدى الشركات الهن