ضيف اتحاد الادباء والكتاب في كربلاء الباحث والناقد من ذي قار صباح محسن كاظم والذي تحدث عن حضارة سومر وتاثيرها على الانسانية  وكذلك المعطى التاريخي الثقافي والإجتماعي والتدويني للحضارة السومرية.في بداية الامسية قال مقدمها الشاعر سلام محمد البناي

ضيف اتحاد الادباء والكتاب في كربلاء الباحث والناقد من ذي قار صباح محسن كاظم والذي تحدث عن حضارة سومر وتاثيرها على الانسانية  وكذلك المعطى التاريخي الثقافي والإجتماعي والتدويني للحضارة السومرية.
في بداية الامسية قال مقدمها الشاعر سلام محمد البناي ان الناصرية منجم للإبداع منذ ولادة النبي إبراهيم الخليل إلى يومنا الحاضر وانها موطن العلم و الفن والشعر واليوم نتشرف بان يكون بيننا مثقف سومري ملتزم يسعى بقلمه الى لتحرير الذات من الخوف  في قلبه  لوعة ومزامير من نواح سومري لكنه لم يكتب الشعر. واضاف ان صباح قرأ بوعي حركة التأريخ ومغالطة المناهج طيلة أربعة عقود واطلع على التأريخ الإسلامي فوجد فيه فجوات وثغرات وقلب للحقائق كان ضحيتها  قتل لرواد الحق وقد ركز في كتاباته في التاريخ الاسلامي على نشر قيم النبي وآله الأطهار وتوظيف سيرتهم في الفن المسرحي والتشكيلي .
وتحدث الباحث صباح وقال بعد تخرجي من قسيم التاريخ مطلع الثمانينيات من جامعة بغداد كنت متشوقا بالقراءة المعرفيّة العميّقة بالحدث التاريخي ولهذا فقد ركز في محاضرته على المُعطى التأريخي الثقافي والإجتماعي والتدويني للحضارة السومرية من خلال كتابه (العلامة التراثية في الأزياء السومرية رموز وخبايا ) متناولاً المنجز الحضاري من الكتابة والتدوين والفن من خلال الرسم والنحت والموسيقى ذاكراً ومُذكراً بريادة حضارة سومر بالتشريعات القانونية لأورنمو والاهتمام الموسيقي للملك شولكي واهتما م الملكة شبعاد بلبس الحلي والذهب والمجوهرات والإهتمام بالأزياء السومرية حتى الالوان للعلم السومري وللطقوس السومرية في كرنفالات الفرح بنيسان لافتاً النظر للقدرة العقلية لأبناء سومر قبل 6 آلاف عام لتنظيم المجاري ومسارب  المياه والاهتمام بالري وزراعة الغلات.. وأفاد إن جزءا من  الثقافة السومرية هو التزيي ،والتزين والألوان ولبس الحلي والتجمل بملابس النساء وحتى  بالعلم السومري أو بالأعياد والطقوس ترى أثراً للزي واللون وقد أثرت الحضارة  السومرية بالإنسانية من خلال منجزها في الكتابة.. والموسيقي والشعر والملاحم الخالدة كملحمة كلكامش وما زالت الحضارة الانسانية تؤكد ابداع سومر و منجزها الحضاري الشاخص إلى الان..ويؤكد انه لا يختلف اثنان علي ان الحضارة السومرية قدمت انجازاتها للانسانية بسبقها الريادي الحضاري الذي اثر بشكل مباشر في مسيرة التاريخ الطويل للإنسانية بكل ابعاد الحياة المعرفية، والفكرية والابداعية على كافة الاصعدة والشؤون الحياتية المختلفة ،لان منشأ الكتابة في ارض سومر وان حضارة وادي الرافدين من السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين لها بصمتها في الحضارات الاخرى ويمضي بقوله: لقد اكد السومريون من خلال اثارهم الشاخصة في مدينة اور  علي ابداع سكان هذه الارض، فقد قدموا للانسانية عطاءً حضاريا من خلال الكتابة التي ظهرت علي اديم هذه الارض التي اكتشفت في مدينة اور والتي تبعد عن الناصرية بمسافة 18 كيلو مترا وكذلك ما اكتشف في هذه المدينة الخالدة من فنون النحت والموسيقي والتراتيل والملاحم كملحمة كلكامش يؤكد الاثاريون والباحثون علي انجازات السومريون في مجالات متعددة كأكتشاف الكتابة، والاختام الاسطوانية، والدولاب الفخاري، وكذلك الموسيقي، والنحت ،وصناعة المصوغات، والمجوهرات، والحلي، والكنوز، التي عثر عليها في المدافن الملكية لقد اسهم السومريون بصنع حضارة وادي الرافدين .
وقد اختلف المؤرخون حول تحديد مجيء السومريين الي السهل الرسوبي في اواخر العصر ( الحجري - المعدني ) فمنهم من يدعي بان الموطن الذي نــزح منه السومريون مناطق جبلية من خلال ربط اقامة المعابد فوق مرتفعات اصطناعية الابراج المدرجة والزقورات المرتفعة وخصصوا قدومهم من المناطق الشرقية المرتفعة وقسم اخر من الباحثين يؤكد نزوحهم من وادي السند من خلال التشابه الحضاري ،والقسم الاخر يؤكد انهم كانوا يجاورون اصحاب حضارة ارقي ومنها اقتبسوا عناصر ثقافتهم بدليل ما انتجوا من ادب وملاحم كملحمة كلكامش. اما العلامة طه باقر فيشير الي ان السومريين احدى الجماعات المنحدرة من بعض الاقوام المحلية في وادي الرافدين في عصور ما قبل التاريخ البعيدة وانهم عرفوا باسمه الخاص أي السومريين نسبة الي اسم الاقليم الذي استوطنوا فيه اخيرا في القسم الجنوبي من العراق ويضيف بان السومريين لم يكونوا اقدم المستوطنين في السهل الرسوبي بل جاوروا اقواما اخرى وفي مقدمتهم الساميون وقد جمع الكتبة في حضارة وادي الرافدين جداول او اثباتاً بأسماء الملوك والسلالات الحاكمة في البلاد بعضها يشمل سلالة معينة وبعضها مجمل اسماء الملوك وهي اثبات مفصلة شملت الملوك الذين حكموا البلاد في عهد ما قبل الطوفان ثم السلالات التي حكمت بعد ذلك الحدث يرجح ان جمعها وتأليفها الي زمن سلالة اور الثالثة او قبل بقليل.