اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعضهم فقد فرصة الدراسة ..الباعة المتجولون ومحنة العمل المناسب

بعضهم فقد فرصة الدراسة ..الباعة المتجولون ومحنة العمل المناسب

نشر في: 22 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

يكاد لايخلو اي شارع او تقاطع او سيطرة أمنية من الباعة الجوالين وهم يعرضون مختلف البضائع، من قناني الماء وعلب الكلينكس والعلكه والشاي والقهوة الجاهزة وقطع القماش وبيع الاقراص المدمجة (سي دي) وكارتات الموبايل، اطفال بعمر الزهور يتسربون من المدارس ويفقد

يكاد لايخلو اي شارع او تقاطع او سيطرة أمنية من الباعة الجوالين وهم يعرضون مختلف البضائع، من قناني الماء وعلب الكلينكس والعلكه والشاي والقهوة الجاهزة وقطع القماش وبيع الاقراص المدمجة (سي دي) وكارتات الموبايل، اطفال بعمر الزهور يتسربون من المدارس ويفقدون فرصة الحصول على التعليم، اناث بأعمار مختلفة يمارسن التسول، شباب يفرضون انفسهم بتنظيف زجاج السيارات مقابل مبلغ من المال لايحددونه، المهم ان يحصلوا على ورقة نقدية بسبب غياب او ضياع  الحصول على  فرصة عمل او ايجاد وظيفة  في المؤسسات الحكومية، التي يعيث بها الفساد والمحسوبية.

نصيحة من أحد الجيران
اناس بمختلف الأعمار وجدوا ضالتهم في الشوارع والأرصفة والتقاطعات المروية لعرض مختلف البضائع الاستهلاكية بشكل خاص، البعض منهم دفعتهم الحياة لعدم حصولهم على شهادة وآخرون بسبب انعدام فرص العمل في المؤسسات الحكومية واخرون بسبب الركود وتوقف الانتاج المحلي الزراعي والصناعي .. كرار حسن، سبق وان عمل بمهنة الحدادة لكن بعد غلق المعمل بسبب الركود اضطر لقبول نصيحة جاره الذي يعمل في احدى التقاطعات بائعاُ جوالاً لكارتات الهاتف النقال. كرار بعد ايام قام بعمل صندوق خشبي لعرض وبيع السكائر والوقوف بجانب جاره. مبينا: انه طرق اكثر من باب عسى ان يجد مهنة ملائمة اذ كان في الحدادة او مهنة اخرى قريبة منها. مستدركا: لكن للاسف لم اجد، بالتالي لم يكن امامي سوى القبول بنصيحة جاري والنزول الى الشارع بصفة بائع جوال للسكائر رغم اني لا ادخن.  

الفساد والمحسوبية
الفقر هو السبب الاول في احتلال الأرصفة والشوارع من قبل الباعة المتجولين ،خاصة في العاصمة التي نادرا ما يخلو تقاطع او رصيف من بائع جوال. سيف كمال، طالب دكتوراه اشار بيده الى عشرات البسطيات في شاعر الجمهورية ببغداد. منوها الى ان الكثير منهم كانوا زملاء له في الجامعة. مستدركا: لكن بسبب الفساد والمحسوبية لم يستطيعوا الحصول على فرصة عمل في اختصاصهم الدراسي لذا لجأوا الى البسطيات متحملين كل الظروف. الا ان وسام محسن شكا من كثرة الباعة والبسطيات مبينا: ان الكثير ممن يرومون التسوق والتبضع يجدون صعوبة بالمرور بين كم البسطيات والبضائع المعروضة على الأرصفة. لافتا: الى ضرورة وجود ساحات خاصة للباعة الجوالين توفر لهم الحماية مثلما تساعد على تنظيم حركة السير.

النزوح وفقدان منازلهم
الباحث الاجتماعي محمد عبد الحسن بين بحديثه لـ(المدى ): هناك منافسة بين الباعة المتجولون من اجل الحصول على مكان للعمل وعرض البضائع  ان كان في السيطرات الأمنية او التقاطعات المرورية حيث وجد البعض منهم هذه الأماكن وسيلة سهلة لكسب المال. مضيفا: ان العمليات الارهابية التي دفعت بالكثير من المواطنين الى النزوج والتهجير بالتالي لم يكن امامهم الا الوقوف في الاشارات الضوئية والسيطرات الامنية او التجوال في الاسواق العامة. لافتا: الى ان النازحين زادوا من نسبة الباعة المتجوالين في العاصمة بغداد بسبب وضعهم الاقتصادي الصعب وعدم توفر المساعدات اللازمة للكثير منهم.

اعتراف الجهاز المركزي للإحصاء
وزارة التخطيط  أعلنت عن ارتفاع نسبة الفقر في العراق إلى مستويات ملفتة، بعد أن كانت نسبتها أقل مما هي عليه الآن، وعزت ذلك لموجة النزوح التي شهدها العراق، مبينة أن الرقم المعلن لديها والذي تتبناه الوزارة في ما يخص نسبة الفقر ارتفع بسبب ارتفاع اعداد النازحين في المحافظات ووجودهم في ظل ظروف صعبة ستزيد من حالة الفقر في العراق. رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الدكتور ضياء عواد اوضح إن الجهاز اجرى مسحاً شمل جميع المحافظات من ضمنها اقليم كردستان ما عدا المحافظات: نينوى، صلاح الدين والانبار، للوحدات المتنقلة. مضيفا: أن العينة التي شملها المسح بلغت 37619 وحدة، مشيرا : الى أن المسح شمل جميع الانشطة التجارية لهذه الوحدات مثل المطاعم والتعامل بالأوراق المالية والنقل البري للبضائع وحتى التصوير الفوتوغرافي والحمالين وغيرها.
وبين عواد: ان محافظة بغداد شكلت نسبة 39.1% والبصرة 20.6% وكردستان 7.6% من نسبة عدد الباعة المتجولين في العراق. متابعا: أن اجمالي العاملين بلغ عددهم 46041 بائعا متجولا، فيما شكل العاملون من دون اجر نسبة 93 % ، مشيرا الى ان “نسبة العاملين من الاناث لا تزيد عن 1% على مستوى جميع المحافظات. لافتا: الى أن قيمة رأس المال المستثمر في الوحدات المتنقلة بلغ 73 مليار دينار، كانت نسبة بغداد منها 35%، ونسبة البصرة 25%”.

راتب تقاعدي للعاطلين
النائبة عن لجنة العمل والشؤون الاجتماعية هدى سجاد كشفت بحديثها لـ(المدى): هناك قانون التقاعد والضمان الاجتماعي سيشمل 25 شريحة من المجتمع العراقي. مبينة: ان الحد الأدنى لأجر التقاعد سيكون 450 ألف دينار. موضحة: ان هذا القانون سيساعد العاطلين عن العمل بتوفير مبلغ شهري لهم.
واستدركت النائبة: لكن هناك امور قد تقف عائقا امام تطبيقه بسبب الأموال التي يجب ان تتوفر والتي بحاجة الى ميزانية مالية كبيرة . مشددة: لابد من توفيرها ليتم التنفيذ والمصادقة عليه وينفذ. منوهة: الى التعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية باستيعاب العاطلين عن العمل وصرف رواتب الشبكة الاجتماعية للحد من البطالة والتسول .

الإغراق السلعي
الباحث الاقتصادي محمد حسين يتطرق إلى أن اي انتعاش للحركة التجارية ترافقه فوضى في عرض السلع من دون الخضوع إلى رقابة وشروط. مؤكدًا: أن الإغراق السلعي عبر طرح كميات كبيرة من المنتجات بأسعار متدنية ساهم إلى حد كبير في استعانة التجار بالباعة المتجولين بغية تصريف البضائع.  مبينا: أن الفقر ما زال يخيّم على العراق رغم الأرقام التي تشير إلى ارتفاع صادرات النفط، لكن ريعها يذهب في معظمه إلى نشاطات لا تصب في قنوات مكافحة الفقر بسبب سوء التخطيط والفساد.
واسترسل الاقتصادي: ان الجهات المسؤولة خففت من قبضتها على الباعة المتجولين وأصحاب (البسطات) لإدراكها أن هؤلاء سيكونون بلا عمل، ما يعرّضهم إلى احتمالات الانجراف وراء رأسمال يدعم الإرهاب. مستطردا: لذا لابد للحكومة من اتخاذ جملة تدابير اقتصادية لانعاش السوق بالانتاج المحلي من خلال اعادة المعامل والمصانع المتوقفة عن العمل.

فرص عمل مناسبة
غالبية الباعة المتجولين وسطاء لأصحاب المخازن الكبيرة، الذين يزودونهم بالبضاعة لغرض عرضها على الجمهور. وإلى جانب الباعة المتجولين، هناك الباعة الذين يعرضون بضاعتهم على العربات الذين احتلوا الأرصفة والممرات. حسن كريم، يقف خلف بسطية لبيع ملابس الأطفال بيّن ان اغلب الباعة المتجولين او اصحاب البسطيات هم من العوائل الفقيرة والمحرومة. مضيفا: ان بعضهم يحمل شهادة جامعية واخر لديه مهارة مهنية، لكن كساد سوق العمل والفساد دفع بهما الى سوق البسطيات والتجوال. مردفا: لو توفرت فرص عمل مناسبة لما ظل احد من هؤلاء الباعة في الشوارع والأرصفة. مشددا: انهم اضطروا لهذا العمل لاجل كسب رزقهم وقوت عوائلهم .

تنشيط قطاع الإنتاج
لكل عمل ما يبرره وربما يشرعه، ومن بين ذلك قضية الباعة المتجولين. محمود حبيب (مدرس) قال لـ(المدى): كل تصرف في الحياة له ما يبرره، اما بشان الباعة المتجولين فمتطلبات المعيشة هي عنوان يدفع الكثير منهم إلى التواجد في مناطق توفر لهم فرص لعرض بضائعهم امام المارة. متطرقا الى: الحالة الاقتصادية المرتبكة في العراق وضياع معالم شكل ونوع الاقتصاد العراقي. لافتا: الى ان بقاء هذا الشريحة من الناس تعاني من شطف العيش سيترك اثره على مستقبل البلاد الاقتصادي. منوها الى: ان اعادة الرؤى الاقتصادية وتنشيط قطاع الانتاج كفيلان باستيعاب نسبة كبيرة من الباعة المتجوالين وحتى اصحاب البسطيات في الشوارع التجارية والاحياء السكنية.

تجارة التجوال والتنقل
أشغال وأعمال حرة متنوعة يمتهنها الباعة المتجولون. شباب وكبار اخذوا من الشارع سبيلاً للحصول على لقمة العيش رغم صعوبة العمل وسط أجواء أمنية ومناخية قاسية. ابو ابتسام (ستيني العمر) يقف خلف عربة لبيع بعض انواع العطور والمنظفات اوضح انه اضطر الى امتهان التجوال بسبب ضنك العيش. منوها: الى انه فقد سيارته التاكسي في احد الانفجارات الارهابية حين كان يروم مراجعة دائرة حكومية. مردفا: وبسبب تأخر اجراءات التعويض والبطالة التي فرضها التفجير الإرهابي تراكمت عليّ الديون التي سددت من التعويض الذي جاء بنصف ثمن السيارة. متطرقا: الى ان عمله هذا يوفر له ولعائلته العيش بالكفاف.
المعيشة صعبة وتحتاج للشطارة، هكذا بدأ هيثم محمود حديثه لـ(المدى): اعمل في تجارة التجوال (حسب تعبيره) مبينا: انه سبق وان عمل في اكثر من مهنة لكن بسبب السوق والعرض والطلب يتحول الى مهنة اخرى. مردفا: في ايام الأعياد اقوم ببيع ملابس الأطفال والألعاب. وفي ايام الدراسة اعمل ببيع القرطاسية والدفاتر من خلال التجوال بعربتي قرب المدارس وفي الأحياء والأزقة. لافتا: الى صعوبة المعيشة توفير لقمة العيش الكريم.

وعود في مهب الريح
كارتات موبايل وسكائر، هذا ما يحمله الشاب كرار وهو يقف في تقاطع المسبح قرب (افران ملك لبنان)، كرار الذي فقد فرصة الدراسة بسبب التهجير والطائفية وجد في هذا التقاطع خير مكان لسد احتياجات عائلته. مبينا: انه طرق ابواب الدوائر الحكومية اكثر من مرة للحصول على فرصة عمل بشهادة الدراسة المتوسطة. متطرقا: الى صعوبة الحصول على مثل هكذا فرصة في ظل الفساد والمحسوبية. مردفا: انه عمل في امانة بغداد بأجر يومي لكن بسبب الأزمة المالية سرح من العمل مع عدد اخر من الشباب الأمر الذي دفعه للوقوف الى جانب ابن عمه الذي يبيع الماء والكلينكس في التقاطع.
في حين يذكر الشاب يوسف ابراهيم ان الحياة اخذت تزداد صعوبة. مشيرا: الى اصدقائه الباعة الذين يضطرون للعمل يوميا وتحت اقسى الظروف المناخية ان كانت ايام الصيف او الشتاء. مسترسلا: ان البعض منهم يحمل شهادات جامعية لكن لأنهم فقراء وليس لديهم انتماء حزبي لن يجدوا فرصة للتعين. متطرقا: الى ان مايحصلون عليه من ارباح قليل ولا يكفيهم للعيش بكرامة. منوها: الى ان الكثير من الساسة يقصدونهم ايام الانتخابات ويتعهدون بتعيينهم لكن بعد فوزهم تذهب كل وعودهم في مهب الريح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram