حذّر عدد من الاختصاصيين من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية التي تستخدم من قبل المصابين التي يتم تناولها من دون وصفة طبية . وقال الدكتور الصيدلي احسان عزيز في حديث قال لـ( المدى ) إن هناك العديد من أنواع المضادات الحيوية بعضها متشا
حذّر عدد من الاختصاصيين من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية التي تستخدم من قبل المصابين التي يتم تناولها من دون وصفة طبية . وقال الدكتور الصيدلي احسان عزيز في حديث قال لـ( المدى ) إن هناك العديد من أنواع المضادات الحيوية بعضها متشابه قليلا والبعض الآخر مختلف وجميعها يعمل على أنواع معينة من البكتيريا ولهذه الأسباب يتطلب من الجميع مراجعة الطبيب او استشارة الصيدلي عند استخدامها.
عزيز أوضح عندما يقرر الطبيب والصيدلاني أي المضادات الحيوية هي المناسبة للحالة، مشيراً إلى أن جميع المضادات الحيوية بصورة عامة آمنة ولكن عند استخدامها بصورة صحيحة أي عندما يكون اختيار المضاد الحيوي المناسب واستعماله في أوقاته المحددة وعلاقته بوجبات الطعام وعدم تعارضه مع أدوية أخرى قد يستعملها المريض في الوقت نفسه، مُحذراً من تناول بعض المضادات الحيوية وهو مصاب بحساسية البنسلين، وفي هذه الحالة لا يجوز استعمال أي مضادٍ حيوي من مجموعة البنسلين التي يمكن أن تكون لها ردود أفعال لهم مثل ظهور بقع حمراء وغثيان وحكة شديدة في الجسم وهذا ما يسألك طبيبك دائماً إذا كان لديك في أي وقت مضى أي نوع من الحساسية للأدوية لأجل التأكد واختيار المضادات الحيوية المناسبة. نسبة عالية من مجتمعنا يلجأ الى استخدام المضادات الحيوية لمعالجة نزلات البرد والإنفلونزا في الوقت ذاته هناك نسبة جدا بسيطة تلجأ الى الأطباء لمعالجة الغرض نفسه واستعمال المضادات الحيوية بصورة مستمرة قد يُحفز البكتيريا الى ان تطوّر نفسها في مقاومة هذه المضادات.. من جانبه أكد الدكتور مشتاق العاني على ضرورة حرص الاطباء على اختيار ما هو مناسب من ادوية للمريض والابتعاد عن اسلوب الإكثار من انواع الادوية وخصوصا المضادات. واضاف العاني في حديث لـ " لمدى " ان بعض الأطباء يصف المضادات الحيوية ربما لا تكون مفيدة، على سبيل المثال، بعض المرضى الذين يعانون من نزلات البرد يطلبون من الطبيب ان يوصف لهم مضادا حيويا لاعتقاده أنه الحل السريع للشفاء من المرض غير ان المضادات الحيوية لا تعمل على نزلات الرد والانفلونزا، لأن سببها هو فايروس وليس بكتيريا، والعلاج يكون هنا الراحة، والكثير من السوائل وبعض الأدوية لعلاج الحُمى والصداع. إحدى حالات إساءة استخدام المضادات الحيوية هي أن العديد من المرضى لا يلتزمون بتعليمات الطبيب الخاصة بهم او قد توقفوا عن تناول المضادات الحيوية قبل أن يتم الشفاء من مرضهم، وهذا يسمح للبكتيريا بأن تصبح أكثر مقاومة من خلال عدم قتلها تماماً. بعض المرضى يحفظ الأدوية غير المستخدمة ويستخدمها في وقت لاحق لمرض آخر، أو إعطائها إلى أفراد الأسرة أو الأصدقاء. هذه الممارسات قد تؤدي إلى خطأ المضادات الحيوية المستخدمة، يمكن أن يؤدي أيضا إلى تطوير مقاومة البكتيريا.
في سياق متصل حذّرت منظمة الصحة العالمية من أزمة صحية كبيرة تواجه البشر، إذ أكدت انتشار أنواع فتاكة من البكتيريا تمتلك القدرة على مقاومة أشد المضادات الحيوية قــوة وفاعلية، وأصبحت قادرة على التسبب في وفيات كان يمكن منعها. وقالت المنظمة - في تقرير صدر في جنيف الاربعاء الماضي - إن هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على أي شخص ينتمي لأية فئة عمرية في أي بلــد، مضيفة أنها باتت تمثل تهديدا كبيرا للصحة العامة، ومحذّرة من أن تداعياتها ستكون مدمِّرة. واعتمدت الصحة العالمية في تقريرها على بيانات من 114 دولة، وهو تقرير يُعد الأول حول هذا الموضوع. وجاء تحت عنوان "مقاومة مضادات الميكروبات: تقرير عالمي عن الترصد..ونصح التقرير بأن يساعد الناس على التصدي لمقاومة الأدوية عن طريق عدم استعمال المضادات الحيوية إلا عندما يصفها الطبيب وإكمال العلاج وفق وصفته - حتى لو شعروا بتحسّن فوري- وعدم القيام مطلقاً بتبادل المضادات الحيوية مع غيرهم أو باستعمال ما تبقى من المضادات الحيوية بعد انتهاء الوصفة الطبية. وأكدت المنظمة في التقرير أنه على العاملين الصحيين والصيادلة التصدي لمقاومة الأدوية عن طريق تعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها، وعدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا إذا وُجدت حاجة حقيقية إليها. وتشكل جهود تطوير المزيد من المضادات الحيوية سباقاً مع الزمن، إذ يتطور عدد من أنواع البكتيريا المعدية بشكل متزايد إلى بكتيريا مقاومة حتى لأشد أنواع المضادات الحيوية فاعلية التي لا يستعان بها إلا في حالات الضرورة القصوى.