TOP

جريدة المدى > عام > نادي الكتاب الكربلائي يستذكر عبد عون الروضان

نادي الكتاب الكربلائي يستذكر عبد عون الروضان

نشر في: 24 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

استذكر نادي الكتاب في كربلاء القاص والباحث والمترجم الراحل عبد عون الروضان في جلسة تم فيها توقيع كتاب  الناقد جاسم عاصي عن الراحل والذي حمل عنوان ( الرؤى والتراجيديا .. قراءات في رؤى سرديات عبد عون الروضان)الأمسية التي حضرها شقيق وابن الراحل قدم

استذكر نادي الكتاب في كربلاء القاص والباحث والمترجم الراحل عبد عون الروضان في جلسة تم فيها توقيع كتاب  الناقد جاسم عاصي عن الراحل والذي حمل عنوان ( الرؤى والتراجيديا .. قراءات في رؤى سرديات عبد عون الروضان)
الأمسية التي حضرها شقيق وابن الراحل قدمها الباحث حسن عبيد عيسى والذي قال في بدايتها ان الروضان مثقف يتميز بحجم غير مألوف من الثقافة يختلف عن غيره كليا فهو روائي وهو قاص وهو باحث ومؤرخ وناقد ومترجم وعندما اقول انه مؤرخ فلقد ارخ للأدب العباسي وارخ للعشائر،  وعندما اقول ناقد فان سعة اشتغال نقده واسعة عالمية وعربية ومحلية وقولي مترجم فهو يترجم من الفرنسية والانكليزية. هذا الرجل ولأنه معطاء حقيقي ومبدع متميز فلقد كان يعتاش على ما يعود عليه منتجه الثقافي وهذا نادر في راهننا..بعدها طلب المقدم من الجميع الوقوف لدقيقة واحدة حدادا على روح الراحل  وطلب من القاص فراس عبد الحسين ان يقرأ قصة(رائحة التراب ) للروضان المنشورة في احد اعداد مجلة الاقلام والتي قدم عنها القاص جاسم عاصي دراسة خاصة بهذه المناسبة كونها مثلت جزءا من حياة الروضان.
قرا بعدها شقيق الراحل سعيد الروضان أوراقا عديدة  تحدث فيها عن ولادة الراحل وعلاقته بالحياة وتأثير الوالد واللقاء بالجواهري الذي مر على المدينة الجنوبية حتى رحيله في 18 حزيران عام 2016 واضاف وهو يخاطب في اوراقه اخاه بكلمات لا تقل ابداعا في السرد عن العلاقة ما بين الاب والام التي قابلها الشاعر الجواهري وكيف كان الروضان وهو ابن السابعة عشرة من عمره ينخرط في العمل قائدا لفريق مكون من العمال والمعدمين ومن ثم يفصل من الدراسة لمشاركته في التظاهرة الطلابية وهو في مرحلة الخامس الاعدادي. كانت الاوراق مليئة بالاستذكارات والاقتباسات العديدة من قصص الروضان وتأثير استشهاد ووفاة اولاده عليه.
وقرا بعدها القاص جاسم عاصي ورقة نقدية حملت عنوان (تبئيرات النص السردي ) التي تناولت القصة المنشورة في مجلة الاقلام العراقية العدد الثاني / آيار ــ آب 2016) كون هذا النص كما يقول عاصي قد استحصل على مجموعة تبئيرات ساعدت على تصعيد وتيرة الحدث الذي تمركز على جُهد الأم للعثور على ما تبقى من جسد ولدها المغيّب  تبحث عن اية إشارة تبعث الطمأنينة في  ذاتها على أنه ميّت كسائر الموتى الضائعين في باطن الأرض .ويشير عاصي وهو يتحدث بين فترة واخرى عن علاقته بالراحل ان العنوان يتصل مباشرة بتوجهات تيار في الكتابة في حقبة من سبعينيات القرن المنصرم  وهو توّجه واضح وسم سرديات تلك المرحلة  في كوّنها اتصلت بالواقع الاقتصادي والاجتماعي المتغيّر ما بعد حقبة الستينيات فقد لاحقت النصوص متغيرات الواقع لاسيّما في الريف ومن الأمثلة على ذلك بضعة عناوين ( رائحة الأرض / البقرات / الظامئون / جواد السحب الداكنة / النهر/ ربيع في صيف ساخن ) وغيرها .وكتّاب هذه المرحلة لهم انتماءاتهم الفكرية والاجتماعية ومنهم ( حميد ناصر جيلاوي / عبد عون الروضان / ناجح المعموري / نعمان مجيد / إسماعيل سكران / جاسم عاصي / زعيم الطائي ، حسين العامر) على سبيل المثال لا الحصر. (رائحة التراب) كنية واضحة المعنى  لكنها تنطوي على بُعد آخر ويرى ايضا ان الرائحة توحي للفلاح بنكهة الأرض وطيبة ترابها وصلاحيته من جهة ، وتؤدي إلى كشف الصلة النفسية بالأرض  فالفلاح قد عقد عهداً مع الأرض  لكن تراب الأولى يقود إلى الثانية وقل أنهما امتزجا ( من التراب أتينا وإليه نعود ) فالرائحة  تعني عند الأم الدالّة للوصول إلى جسد الابن . ولعل الاستهلال كان خير دال فني محكم الاستعمال.. ويمضي بقوله ان النص يتمركز على حالة البحث عن المغيّب من جانب الأم وهي تشكل نقطة من بين مجموع الباحثين أيضاً عن أبنائهم وبحث الأم نعتبره التبئير المركزي في النص ذلك لأن السارد لم يهمل بقية المشاهد غير أنه ركز على مشهد واحد فهو محاط بأطر متعددة من ظاهرة البحث الذي هو أيضاً شهد تبئيرات لم يركز عليها السارد بقدر ما ركز على تأثيرها على وجود الأم وهي تُصغي إلى ما يُسفر عنه بحثهم عن العثور على ما يستدلون به على مفقوديهم لذا وضعنا السارد ضمن تبئير متواصل مركزه الفاجعة والتراجيديا التي حلّت بتاريخ البلد ويتحدث عاصي عن التبئير الأول حيث كان استهلالها بعبارتها وهي تستنجد بولدها ( يمّه حامد) وقد ساقتها هذه الصورة ، ونتيجة الجُهد في الحفر بأظافر الكفين ، حينها شعرت بالألم . هذا الإحساس قادها ذهنياً إلى مشهد حدث في الماضي وهو نوع من استرداد قيمة وجودها في الزمان والمكان فهي الآن تزحف منقبة على وجه الأرض ، وفي الماضي محاولة بذلك إعادة صياغة وجه الأرض بالزراعة والاخضرار وعن التبئير الثاني يرى انه تمثّل في استذكار موت الزوّج( زبون) وهو يتحاور مع الأب في شؤون الحرب وهو تصعيد كمن فيه لهفة الأم لكليهما ( الزوّج والابن) فيما كان التبئير الثالث يتمثل في لقاء الأم وهي تبحث مع شاب يأتيها على غفلة  فيوقظ فيها صورة الابن إذ شكّل معادلاً تعويضياً عن فقدان الابن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: موتسارت الاعجوبة

كريم السعدون.. شاعر اللون وصوت الإنسان في فضاء التشكيل

فاضل السلطاني شاعر الترحال والبحث عن الذات

رواية سونتاج (في أمريكا) عن الهجرة واكتشاف الذات

بروتريه: عبد الستار ناصر.. السارد الذي حكى سيرته بشجاعة

مقالات ذات صلة

انت تتجنب الاختلاط بالآخرين ؟  هنا مكمن قوتك
عام

انت تتجنب الاختلاط بالآخرين ؟ هنا مكمن قوتك

رامي كامنسكي* ترجمة: لطفية الدليمي يُمضي بعض الأشخاص حياتهم وهم يشعرون بأنهم خارج المكان Out of Place؛ بمعنى أنّهم لا ينتمون إلى أيّ من المجموعات أو التجمّعات المعروفة اجتماعيًّا أو سياسيًّا أو مهنيًّا. يبدو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram