كتب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في مقال نشر يوم 5 أيلول 2016 :" إن أبرز مشاكل الدولة العراقية أنّ السياسيين يستثمرون خوف الناس بدلا من ان يعملوا على تحرير الناس من هذا الخوف والمضي بالمسار الديمقراطي على أسس المواطنة التي تكفل حقوق الجميع بتنوعهم واختلافاتهم المذهبية والدينية والقومية والسياسية" .كتبها ، وكأنه يخاطب سياسيين لايراهم كلّ يوم ويجلس معهم .
بالأمس تساءل الكثير من الكتّاب والنشطاء المدنيين : ما هو موقف رئيس الجمهورية من مهزلة محمود الحسن الذي يريد ان يحوّل العراق إلى مزرعة خلفية لإيران ! البعض قال إنه منذ زمن لايعرف نوايا الرئيس ، فيما آخرون أكدوا أنّ كلّ كلمة تخرج من الرئيس في هذا الوقت مهمة لطمأنة المكونات الأخرى التي كفل لها الدستور، مثلما كفل لنا جميعا أن نتمتع بحرياتنا الشخصية ، ومنعَ بل وجرّمَ انتهاكها ، فيما آخرون سخروا من محاولة البعض استنهاض " همّة " الرئيس الذي يبدو في الآونة الاخيرة ، كأنه يعيش على مسافة بعيدة من هموم المواطن العراقي ،
حسناً الرئيس صامت ، لايريد أن يجرح " شعور " البرلمان ، أو يتدخل في سلطاته التشريعية ، الرئيس لايريد أن يُصبح فوق القانون ، هل هذا جيد؟ قبل أن نحاول البحث عن إجابات لتلك الأسئلة، قد يكون هناك سؤال مهم : هل المطلوب من الرئيس أن يظل صامتاً ، أمام قرارات " بهلوانية " يراد منها تغيير هوية العراق ، وجرّه إلى كهوف الظلام ، أم من الأفضل ألا يصمت ويتصرف كحامي للدستور ؟ ربما سيقول البعض إن الرئيس معصوم لايريد أن يثير غضب أو زعل الأحزاب الدينية التي يرتبط معها بعلاقات ودّ ومصالح مشتركة ، لكن ياسادة مصلحة العراق لايمكن أن تقارن بمصلحة حزب،أو برضا سياسي مهما علا شأنه أو كبر .
تعالوا إذن لنناقش المسألة عموماً في ضوء تجربتنا مع الرئيس فؤاد معصوم ، لنقل له بصوت واضح ياسيدي لانحتاج لرئيس يصمت طوال الوقت، وأيضاً لا نحتاج لرئيس لا يرى أن البعض من " أحبابه " من رؤساء الكتل يريدون إفراغ البلاد من المسيحيين والإيزيديين والصابئة ، وتحويل العراق الى إمارة يتحكّم بها داعية شيعي يعاونه مرشد إخواني ، الأصل أن يتحدث الرئيس إلى العراقيين ويطمئنهم ، لأنّه من المفترض أنه رئيس للمسيحيين ، مثلما هو رئيس للمسلمين ، إلا إذا كان يؤمن أننا نسير في طريق تأسيس إمارة إسلامية ،يدفع فيها غير المسلمين الجزية الى ديوان الرئاسة، لكن يبدو أنه لا يهتم بما سيكتبه التاريخ عنه مصحوباً بشهادات عن ملايين المهجّرين وآلاف الضحايا الذين لم يحرّكوا ساكناً له ، وربما يعتقد أنه قادر على أن يوازن المسألة بجلسة " اجتماع وطني" يخبرنا في نهايتها ، أنّ في الطريق مسلسل جديد أكثر تشويقاً ،هو منع الاختلاط في الجامعات ، وتشريع قانون زواج القاصرات ، ورغم كل ذلك سيظل الرئيس صامتاً !
الرئيس معصوم صامت.. هل هذا جيد ؟!
[post-views]
نشر في: 23 أكتوبر, 2016: 06:51 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 2
محمد سعيد
رجل بوغت في عراق ضاعت فيه المقاييس والاحكام والمعايير الحقه في اختبار المراكز العليا مثل رئيس جمهوريه وغيرها , ويبدو انه لا يزال لا يتصور كيف وافقت هذه الطبقة السياسية العليا في العراق ان يختاروه رئيس جمهوريتهم في صدفه من زمن ضائع . انه
خليلو...
القطبان الشيعي والكوردي ، صامتان ولسان حالهما يقول : لا رأي لمن لا يطاع !