إذن ليس علينا إلّا أن نسمع ونطيع، فقد تصوّرَ " روزخونيّة " برلمان المرشد ، أن العراقيين مجموعة من السبايا والعبيد في مملكتهم، ليس مطلوباً منهم سوى الاستماع إلى تعليمات " المتأتيء " محمود الحسن وتنفيذ ما يأمر به " المجاهد " عمار طعمة ، ويحفظ وصايا المواطن الدنيماركي علي العلاق ، وأن يقول العراقيون جميعاً بصوت واحد: سمعاً وطاعة يا سادة .. أعطونا أيديكم لنقبّلها.
برلمان " داعش " لايريد أن يقتنع بأنّ تغيّراً قد حصل في العراق، وان وصايا الحملة الإيمانية" قد أزالتها الدبابات الأميركية من الوجود، وليس
" جهاد" خالد العطية ، البرلمانيون مثل كثير من المسؤولين ينظرون الى العالم من خلال عقولهم الضيقة، يتحدثون عن الديمقراطية من على شاشات الفضائية، لكنهم في الخفاء يعيدون بناء جمهورية الاستبداد والخوف.
ما حدث خلال اليومين الماضيين يفضح مخططات برلمان داعش ، ويثبت للجميع ان النواب لايضعون الخطط لبناء مؤسسات الدولة ، ولايسعون الى إقرار قوانين تصب في خدمة المواطن ، وإنما خطتهم الاساسية تحويل العراق الى إمارة يحكمونها بصولجان الحشمة وسياط الاستبداد، يريدونها إمارة شبيهة بإمارة طالبان، وإلا ماذا نسمي ماجرى تحت قبة البرلمان حين يتمّ تهديد نائب مسيحي بالتصفية او التهجير إذا أصر على مخالفة " تأتأة " محمود الحسن ؟ ما ذا نسمي ما قاله النائب " المتأسلم " عمار طعمة للنواب المسيحيين من انه مستعد لأن يوفر لهم المشروب بشكل متواصل ، اذا ما وافقوا على قرار التحريم ؟ ماذا نسمي سخرية علي العلاق من الديمقراطية ، التي قال عنها إنها تبيح حكم الاغلبية ، ولا مكان لمن يختلف معنا ؟!
ودعوني أسأل نواب البرلمان ، ما هي الرسالة التي يريدون ان يوصلوها لأهالي برطلة وبعشيقة وسنجار ، الذين تعرضوا للقتل والسبي تحت راية داعش ؟.
ماذا سيجيب هذا المواطن العراقي المسيحي الذي قال لي بصوت يرتجف خوفا وهلعا: ان أحد ضباط الدمج قال لهم بالحرف الواحد: "شعدكم هنا متروحون يم اقاربكم بالسويد لو بكندا " هكذا اذن قرر فرسان صولة البرلمان ، ان لامكان للمسيحيين والإيزيديين في العراق.
إنّ حصر مشاكل العراقيين في مسألة النوادي والخمور بالذات ، إنما هي لعبة يريد من خلالها البعض صرف الانتباه عن جوهر القضية. وهي اننا امام سياسيين يعتقدون انهم مبعوثو العناية الإلهية ، ويعتبروننا جميعاً نعيش في مرحلة الجاهلية، او كفار او عصاة او غير ذلك من اوصاف تقسم المجتمع الى معسكرين كفار ومؤمنين يريد من خلالها " معتوه " مثل محمود الحسن ان يفسد حياتنا ، لانه يتصور أننا أسرى ، وهو جندي في غزوة من غزوات الفتوحات الإسلامية .
الآحزاب لم تعد مهمتها إعادة تربية المواطن ، لتكون هي صاحبة الوصاية عليه .وعندما كانت هذه مهمتها أصبحت النهاية الدمار، كما حدث في تجربة هتلر ، الذي يعشقه إخوان سليم الجبوري .
البرلمان يُقرِّر: لا مكان للمسيحيّين في العراق!!
[post-views]
نشر في: 24 أكتوبر, 2016: 07:09 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 2
علي عبد علي
شكرا لان في بلاد الرافدين لا زال هناك شرفاءا امثالك يا استاذي العزيز. اما البرلمان و رموز السياسي الذين تقصدهم بكلامك هنا، فهم لا يؤمنون بالعراق و اهله اصلا. انهم يعملون ليل نهار من اجل الامة الاسلامية المعشعشة في رؤوسهم المجهرية، و مصطلحات الوطن و الشعب
سعيد فرحان
كل ما ذكر اعلاه جيد وهو كما يقال (على الجرح)، ولكن الا تعتقد ان العلة في المحكوم والحاكم ناتج لهذه العلة ، الم يأتي المتأتيء والعطية والجبوري وغيرهم من ركاب الدبابة الامريكية من هذا الشعب المتأسلم الذي يبدو انه يستطعم تسلط الامعات ولا يريد ان يخرج من مغاو